الأربعاء 2018/12/12

الهاشتاغ.. سلاح المغاربة الناعم في 2018

"خليه يريب"، "شهيدة الحريك"، "في بلادي ظلموني"، نماذج من هاشتاغات (وسوم) أطلقها المغاربة خلال 2018، منها من عرف نجاحاً منقطع النظير، عبر عن نفسه في مقاطعة هي الأكبر لمنتجات ثلاث شركات في السوق المحلية.

ومنها من تجاوز حدود البلاد، كالوسم الذي حمل اسم أغنية فريق رياضي، رددتها الجماهير في المدرجات للتعبير عن معاناتهم، والمطالبة بتحسين أوضاعهم.

#مقاطعون

أطلق المغاربة حملة مقاطعة همت 3 منتجات (الحليب والماء والوقود)، من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

وتداولوا بشكل كبير عددا من الوسوم أهمها "خليه يريب" (أتركوه يفسد في إشارة إلى الحليب).

ومنذ 20 أبريل/ نيسان الماضي، وعلى مدى أشهر، تواصلت في المغرب حملة شعبية، لمقاطعة المنتجات الثلاثة.

ونتيجة لهذه المقاطعة، قررت شركة فرنسية، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، تخفيض أسعار الحليب بعد حملة مقاطعة دامت أكثر من 4 أشهر بالمغرب.

وتستهدف الحملة غير المسبوقة، شركة لبيع الوقود يمتلكها وزير الفلاحة، عزيز أخنوش، وشركة للمياه المعدنية تمتلكها مريم بنصالح، الرئيسة السابقة للاتحاد العام لمقاولات المغرب (أكبر تجمع لرجال الأعمال)، وأيضا شركة دانون الفرنسية لبيع الحليب.

غير أن تداعيات تلك الحملة، الأوسع في تاريخ البلاد، لم تقتصر على المستوى الاقتصادي، بل وصلت شرارتها إلى المستوى السياسي.

وقالت شركة "دانون"، في بيان لها إنها عرفت خسائر مالية جراء المقاطعة، و توقعت استمرار التراجع حتى نهاية العام الجاري بأكمله.

وفي 6 يونيو/حزيران، طالب لحسن الداودي الوزير المغربي المنتدب المكلف بالحكامة والشؤون الاقتصادية، بإعفائه من منصبه بعد مشاركته في احتجاج لعمال شركة الحليب الفرنسية التي تواجه حملة مقاطعة.

إلا أن مصطفى الرميد وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الانسان، قال في تصريحات صحفية إنه تم رفض استقالة الداودي.

وتجاوزت حملات المقاطعة المنتجات الثلاثة، ليطلق المغاربة سهام "هشتاغاتهم" تجاه مزيد من المنتجات اتهموا منتجيها ومسوقيها بالتلاعب في أسعارها، من بينها وسم أُطلق في 22 مايو/آيار حمل اسم "خليه يعوم"(اتركوه يسبح) في إشارة إلى حملة لمقاطعة شراء الأسماك بسبب غلاء أسعارها.

وفاق ثمن سمك السردين 30 درهما مغربياً (3 دولارات)، ارتفاعا من 10 دراهم (دولار واحد).

من جانبها، أعلنت الحكومة المغربية على لسان رئيسها سعد الدين العثماني في 16 مايو/آيار، أنها "لم ولن تكون ضد المواطنين".

وأكد العثماني أنه "يتابع باهتمام" حملة مقاطعة منتجات 3 شركات بالمغرب، والتي كانت قد انطلقت آنذاك منذ قرابة الشهر.

وشدد العثماني، بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان)، أن "الحكومة لم ولن تكون ضد المواطنين، كما يروج لذلك البعض، بل الحكومة واعية ومتشبثة بالدفاع عن مصلحة جميع المواطنين وبجميع فئاتهم وأيضا بمصلحة الاقتصاد الوطني، بكل صراحة وشفافية، لأننا حكومة نابعة من الإرادة الشعبية".

وأشار إلى أن حكومته تستحضر دائما وتلتزم بالوفاء بمسؤوليتها في حماية المستهلك.

و في 21 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، خرج هاشتاغ "خليه يقاقي" (اتركوه ينقنق )، لمقاطعة الدواجن في الأسواق المغربية، ليجد تفاعلاً كبيراً بين المواطنين، على خلفية ارتفاع أسعار الدواجن.

ودفعت تلك الحملة الفدرالية المهنية لقطاع الدواجن، لتبرير ارتفاع الأسعار في بيان بالقول إن "الإضراب، الذي شنه أرباب شاحنات نقل البضائع، تسبب في عواقب (خسائر) وخيمة على قطاع الدواجن، حيث ارتفعت نسبة نفوق الدواجن، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق المغربية".

# شهيدة "الحريك"

خلال سبتمبر/أيلول من العام الحالي، قالت السلطات المغربية إن البحرية أطلقت النار على قارب مطاطي سريع كان متواجدا بـ "صفة مشبوهة" بالمياه المغربية، وكان يقل مواطنين يعتزمون الهجرة، بعد عدم امتثاله للتحذيرات الموجهة إليه، حسب بيان لمحافظة طنجة أقصى شمالي البلاد.

وخلف الحادث 3 إصابات ومقتل مهاجرة مغربية (حياة بلقاسم تبلغ من العمر 20 سنة).

وأطلق نشطاء منصات التواصل الاجتماعي هاشتاغ "بأي ذنب قتلت"، و"شهيدة الحريك (الهجرة غير النظامية)"، تضامنا مع "حياة بلقاسم".

كما أطلق رواد مغاربة بمنصات التواصل الاجتماعي حملة تدعو إلى استضافة المسنين المتخلى عنهم خلال أيام عيد الأضحى الماضي، ودشنوا هاشتاغ باسم #جيبها_تعيد_معك (ادعها لقضاء العيد معك).

#" في بلادي ظلموني"

في نوفمبر/تشرين الثاني، تداول نشطاء مغاربة مقطع فيديو يظهر الآلاف من جماهير الرجاء البيضاوي المغربي لكرة القدم وهم يرددون بشكل جماعي أغنية بعنوان "في بلادي ظلموني"، يعبرون من خلالها عن معاناتهم، ويطالبون بتحسين أوضاعهم، وتأمين حياة أفضل لهم.

وأطلق النشطاء وسما بنفس اسم الأغنية، التي رددتها جماهير الرجاء خلال إحدى مباريات الفريق في كأس الكونفيدرالية الإفريقية، ولقيت انتشارا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي تخطى حدود مشجعي "الرجاء" ليشمل مشجعي أندية مغربية أخرى.