الثلاثاء 2018/06/12

العفو الدولية: مصير 643 عراقيا اختطفهم “الحشد الشعبي” لا يزال مجهولاً

قالت منظمة العفو الدولية، أمس الاثنين، إن 643 شخصا على الأقل، بينهم أطفال، لا يزالون في عداد المفقودين منذ عامين بعدما اختطفوا على أيدي مليشيا "الحشد الشعبي" في يونيو/حزيران 2016.

جاء ذلك في تقرير نشرته المنظمة على موقعها واطلعت عليه وكالة الأناضول، بحق المختطفين وهم من بلدة الصقلاوية بمحافظة الأنبار غرب العراق.

وأوضحت المنظمة أن "عملية الاختطاف تمت خلال العمليات العسكرية لاستعادة الفلوجة (كبرى مدن محافظة الأنبار)، والمناطق المحيطة بها من سيطرة تنظيم الدولة".

ولفتت أن "عائلات هؤلاء الناس عاشت في عذاب منذ ذلك الوقت، وهي غير متأكدة مما إذا كان أحباؤها سالمين أو حتى على قيد الحياة".

ووفق شهادات استقتها "العفو الدولية" من مختطفين سابقين، وشهود وأقارب المختفين قسرياً، فإن الآلاف من الرجال، والنساء، والأطفال الذين فروا من منطقة الصقلاوية صباح 3 يونيو 2016 واجهوا أفرادا مسلحين كانوا يحملون رشاشات وبنادق هجومية.

وتعَّرف الشهود على هويات المسلحين، وقالوا إنهم أعضاء في مليشيا "الحشد الشعبي"بناء على الشعارات المثبتة على بدلاتهم العسكرية، والأعلام التي كانوا يرفعونها.

وعمد المسلحون، وفق ما جاء في التقرير، إلى فصل النساء والأطفال الصغار عن نحو 1300 رجل والأطفال الأكبر سناً الذين يعتبرون في سن القتال.

ونقل المسلحون هؤلاء الرجال والأطفال الأكبر سناً إلى بنايات، ومرائب، ومحلات تجارية مهجورة في المنطقة القريبة، وصادروا وثائق هويتهم، وهواتفهم، وباقي المقتنيات الثمينة، بحسب التقرير

وذكر التقرير أنه لاحقاً، عمد هؤلاء المسلحون إلى تقييد أيادي المحتجزين وراء ظهورهم، وفي معظم الحالات استخدموا الأصفاد البلاستيكية.

ووصلت عدة حافلات ثم نقلت قسماً من المحتجزين (643 شخصا) بمساعدة شاحنة كانت تقف هناك. ولا يزال مصير هؤلاء الرجال والأطفال الذين استقلوا هذه الحافلات مجهولاً، كما ذكر التقرير

وأوضح التقرير أن الرجال المتبقين نقلوا في مجموعات خلال الليل إلى مكان وصفه الناجون بأنه "البيت الأصفر" حيث تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، وحرموا من الطعام، والماء، واستخدام ومرافق الصرف الصحي.

وقال ناجون إنهم تعرضوا للضرب على كل أنحاء أجسامهم ورؤوسهم باستخدام الأسلاك الكهربائية (الكابلات)، وأنابيب معدنية، ومجارف، وعصي خشبية، كما شاهدوا محتجزين آخرين لقوا حتفهم أمامهم جراء التعذيب.

وقاتل الحشد الشعبي، المكون في الغالب من متطوعين وفصائل طائفية ، إلى جانب القوات العراقية في الحرب ضد "داعش" على مدى ثلاث سنوات (2014-2017).

لكنهم واجهوا اتهامات متكررة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة والأكراد في المناطق التي استعادوها من "تنظيم الدولة" من قبيل القتل والتعذيب والاحتجاز. وينفي قادة الحشد ارتكاب اية أعمال ممنهجة.

وبات الحشد جزءا من قوات حكومة بغداد بموجب قانون أقره البرلمان العراقي العام الماضي.

وقالت "العفو الدولية" إن الحكومة شكلت في 5 يونيو 2016 لجنة للتحقيق في الاختفاءات والانتهاكات المرتبكة في سياق العمليات العسكرية لاستعادة الفلوجة، لكن من غير الواضح على الإطلاق إن كانت نتائجها قد نشرت علانية، أم تم تبادلها مع السلطات القضائية.

وأضافت المنظمة الدولية انها لم تتلق حتى اليوم ردا من السلطات العراقية بشأن طلبها المتكرر بالكشف عن مصير هؤلاء المفقودين.

وختمت المنظمة تقريرها بالإشارة أن "التحقيقات السابقة في الانتهاكات الجسيمة من قبل مليشيا  "الحشد الشعبي" تقاعست أيضاً عن توفير الإنصاف والتعويض للضحايا".