الخميس 2020/01/30

“العفو الدولية” تدين “صفقة القرن” وتدعو العالم إلى رفضها

أدانت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، الخطة الأمريكية للسلام بالشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن"، مؤكدة أنها تضم مقترحات سيئة تنتهك القانون الدولي، وتسعى لمواصلة تجريد الفلسطينيين من حقوقهم.

وحثت المنظمة في بيان أصدرته رداً على خطة ترامب، المجتمع الدولي على "رفض التدابير التي تنتهك القانون الدولي المنصوص عليها".

وأدانت المنظمة، ما نصت علية الخطة، فيما يتعلق بضم إسرائيل لمنطقة غور الأردن، والغالبية العظمى من المستوطنات غير القانونية في بقية الضفة الغربية المحتلة.

وقال فيليب لوثر، مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد، في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، في البيان "بينما أكدت إدارة ترامب على مبدأ تبادل الأراضي في صفقتها، ينبغي أن ندرك دون شك أنها تقترح ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، ما ينتهك القانون الإنساني الدولي بشكل صارخ".

وأضاف: "في خلال أكثر من نصف قرن من الاحتلال، فرضت إسرائيل نظام التمييز المؤسسي ضد الفلسطينيين تحت حكمها، وحرمتهم من الحقوق الأساسية، ومن إمكانية الحصول على سبل انتصاف فعالة بشأن الانتهاكات، إن الصفقة ترقى إلى تأييد تلك السياسات الوحشية وغير القانونية."

وأشارت إلى أن الخطة الأمريكية، تشمل مقايضات تتضمن نقل مناطق داخل إسرائيل، بها نسبة عالية من السكان الفلسطينيين إلى دولة فلسطين المستقبلية، مقابل ضم إسرائيل للمستوطنات، وقال البيان "هذا في حد ذاته، يثير مخاوف من احتمال حرمان مواطني إسرائيل الفلسطينيين في هذه المناطق من حقوقهم".

ودعت منظمة العفو، المجتمع الدولي إلى "رفض مقترحات الضم، التي تنتهك القانون الدولي، وتعيد تأكيد عدم قانونية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة".

وتابع البيان "إن مثل هذه المقترحات لن تغير الالتزامات القانونية لإسرائيل، كسلطة محتلة، بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولن تحرم الفلسطينيين من الحماية المكفولة بموجب هذه الأطر القانونية".

كما رفض بيان "العفو الدولية"، المقترحات الخاصة بإنشاء "آلية تعويض" للاجئين الفلسطينيين، بدلاً من منحهم حق العودة.

وقالت "مع وجود أكثر من 5.2 مليون لاجئ مسجل حالياً، يعتبر الفلسطينيون إحدى أكبر مجموعات اللاجئين في العالم، أما الفلسطينيون الذين فروا أو طُردوا، من ديارهم في عام 1948، وأحفادهم، فلهم الحق في العودة بموجب القانون الدولي، وهذا حق إنساني فردي لا يمكن التخلي عنه كتنازل سياسي".

وأضاف لوثر قائلاً في البيان: "هناك مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين محاصرون في مخيمات مكتظة، بعد أكثر من 70 عاماً من إجبارهم أو إجبار آبائهم أو أجدادهم على ترك منازلهم. إن هذا الاقتراح يتجاهل حقوق اللاجئين بموجب القانون الدولي، وعقود من المعاناة التي قاسوا منها".

كما أشار البيان، إلى أن الصفقة الأمريكية، تسعى إلى "تقويض العدالة الدولية عقب إحراز تقدم نحو تحقيق أجرته المحكمة الجنائية الدولية بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضاف "تصر الصفقة على أنه خلال أي مفاوضات، يجب على السلطات الفلسطينية ألا تتخذ أي إجراء، وأن ترفض جميع الإجراءات المعلقة، ضد دولة إسرائيل والولايات المتحدة وأي من مواطنيها أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وجميع المحاكم الأخرى".

كما تطالب الصفقة السلطات الفلسطينية "بعدم اتخاذ أي إجراء ضد أي مواطن إسرائيلي أو مواطن أمريكي أمام الشرطة الدولية (الانتربول) أو أي نظام قانوني غير إسرائيلي أو أمريكي".

وعدت منظمة العفو الدولية، هذه البنود بمثابة "محاولة سافرة لمنع الفلسطينيين من السعي لتحقيق العدالة أمام المحاكم الوطنية في البلدان الثالثة باستخدام الولاية القضائية العالمية، وهي أداة أساسية للعدالة الدولية".

وأكد البيان، أن السلام العادل والمستدام يتطلبان "خطة تعطي الأولوية لحقوق الإنسان للفلسطينيين والإسرائيليين، ويجب أن تشمل العدالة وتعويض ضحايا جرائم الحرب، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة".

وختمت المنظمة بيانها بالقول، إن الخطة "لم تفشل فحسب في هذا الاختبار الأساسي؛ بل إنها تسعى إلى نسف الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت الراهن".

ومساء الثلاثاء، أعلن ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن، الخطوط العريضة للصفقة ، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، وتتضمن الخطة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.