الجمعة 2020/01/10

رويترز: شبكة جواسيس بالعراق وسوريا ساعدت أمريكا على قتل “سليماني”

اتهم مسؤولون أمنيون عراقيون موظفين في مطار بغداد وشركة طيران “أجنحة الشام” السورية بمساعدة القوات الأمريكية في عملية اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، عبر تقديم معلومات لواشنطن.

وقال مسؤولان أمنيان عراقيان لــ"رويترز" إن التحقيق العراقي في الضربات الأمريكية التي قتلت قائد "فيلق القدس"الإيراني قاسم سليماني، و أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقية تشير إلى تورط موظفين في مطار بغداد وشركة طيران “أجنحة الشام” السورية في الحادثة.

وركزت التحقيقات على كيفية تعاون أشخاص يشتبه بأنهم مخبرون داخل مطاري دمشق وبغداد مع الجيش الأمريكي لمساعدته على تتبع وتحديد موقع سليماني، وذلك حسبما أظهرت لقاءات أجرتها رويترز مع اثنين من المسؤولين الأمنيين العراقيين مطلعين بشكل مباشر على التحقيق الذي يجريه العراق واثنين من موظفي مطار بغداد واثنين من مسؤولي الشرطة واثنين من موظفي شركة أجنحة الشام، وهي شركة طيران خاصة مقرها دمشق.

يقود التحقيق فالح الفياض، وهو مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي، الجهة التي تنسق مع فصائل عراقية معظمها شيعية، والتي يحظى عدد كبير منها بدعم إيران ولها علاقات وثيقة بسليماني.

وقال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين لرويترز إن لدى محققي جهاز الأمن الوطني ”مؤشرات قوية على ضلوع شبكة من الجواسيس داخل مطار بغداد في تسريب تفاصيل أمنية بالغة الأهمية“ للولايات المتحدة عن وصول سليماني.

وقال المصدر إن المشتبه بهم بينهم موظفان أمنيان بمطار بغداد و موظفان في أجنحة الشام هما ”جاسوس بمطار دمشق وآخر يعمل على متن الطائرة“.

وأضاف المسؤول أن محققي جهاز الأمن الوطني يعتقدون أن المشتبه بهم الأربعة، الذين لم يُعتقلوا، عملوا ضمن مجموعة أوسع من الأشخاص على إمداد الجيش الأمريكي بالمعلومات.

وقال مسؤولا الأمن العراقيان إن موظفي شركة "أجنحة الشام" يخضعان لتحقيق تجريه "مخابرات نظام الأسد".

ولم ترد "إدارة المخابرات العامة" التابعة لنظام الأسد على طلب للتعليق.

وأضاف أحد المسؤولين العراقيين أن أفرادا في جهاز الأمن الوطني في بغداد يحققون بشأن عاملي الأمن بالمطار، وهما تابعان لمديرية حماية المنشآت العراقية.

وتابع المسؤول قائلا ”النتائج الأولية لفريق تحقيق بغداد تشير إلى أن أول معلومة عن سليماني وردت من مطار دمشق.

”كانت وظيفة خلية مطار بغداد هي تأكيد وصول الهدف وتفاصيل موكبه“.

ولم يرد المكتب الإعلامي لجهاز المخابرات الوطني على طلبات للتعليق. كما لم ترد بعثة العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب للتعليق.

وأحجمت وزارة الدفاع الأمريكية عن التعليق بشأن ما إذا كان مخبرون في العراق وسوريا قد لعبوا دورا في الهجوم.

وقال مسؤولون أمريكيون لــ"رويترز"، مشترطين عدم نشر هوياتهم، إن الولايات المتحدة كانت تتابع تحركات سليماني على مدى أيام قبل الضربة، لكنهم أحجموا عن تحديد كيف حدد الجيش موقعه في ليلة الهجوم.

وقال مدير في شركة "أجنحة الشام" في دمشق إن موظفي شركة الطيران ممنوعون من التعليق على الهجوم أو التحقيق.

وأحجم متحدث باسم سلطة الطيران المدني العراقي، التي تشغل مطارات البلاد، عن التعليق بشأن التحقيق لكنه وصفه بأنه أمر روتيني بعد واقعة مثل هذه تشمل مسؤولين كبارا.

وهبطت طائرة سليماني في مطار بغداد الساعة 12.30 تقريبا بعد منتصف ليل الثالث من يناير /كانون الثاني، حسبما أفاد اثنان من مسؤولي المطار استعانوا بصور التقطتها الكاميرات الأمنية.

وخرج سليماني وحراسه من الطائرة مباشرة إلى أرض المطار دون المرور بالجمارك. واستقبله المهندس خارج الطائرة، حيث استقل الاثنان سيارة مدرعة كانت في انتظارهما. وقال مسؤولا المطار إن الجنود الذين يحرسون سليماني استقلوا سيارة كبيرة أخرى مدرعة.

وأضاف المسؤولان أن السيارتين اتجهتا تحت أنظار أفراد الأمن بالمطار إلى الطريق الرئيسي الذي يقود إلى الخارج. وأصاب أول صاروخ أمريكي سيارة سليماني والمهندس في الساعة 12:55 صباحا. وتم قصف سيارة الحرس بعدها بثوان.

وبصفته قائدا لــ"فيلق القدس" التابع لــ"الحرس الثوري" الإيراني، أدار سليماني عمليات سرية في دول أجنبية وكان شخصية رئيسية في الحملة الإيرانية طويلة الأمد الرامية لإخراج القوات الأمريكية من العراق.

وأثار الهجوم على سليماني غضبا واسع النطاق وتعهدات بالانتقام في إيران التي ردت يوم الأربعاء بهجوم صاروخي على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية. ولم يقتل أو يصب أي أمريكيين أو عراقيين في الضربة.

وقال المسؤولان العراقيان إن المحققين فحصوا خلال الساعات التالية للهجوم جميع المكالمات والرسائل النصية التي تلقاها موظفو نوبة العمل المسائية بالمطار بحثا عن الذي أبلغ الولايات المتحدة بتحركات سليماني.

وقالت المصادر إن أفرادا من جهاز الأمن الوطني استجوبوا موظفي أمن المطار وشركة "أجنحة الشام" على مدى ساعات. وقال أحد الموظفين الأمنيين إنه خضع للاستجواب لمدة 24 ساعة قبل إطلاق سراحه.

فقد استجوبوه بدقة على مدى ساعات بشأن كل من كلمهم أو تبادل معهم الرسائل النصية قبل هبوط طائرة سليماني، بما في ذلك أي ”طلبات غريبة“ مرتبطة برحلة دمشق، وصادروا هاتفه المحمول.