الثلاثاء 2019/12/03

احتجاجات العراق.. هدوء حذر عقب استقالة عبد المهدي

يسود هدوء حذر العاصمة العراقية بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد، اليوم الثلاثاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار الاحتجاجات المناوئة للحكومة والنخبة السياسية.

ولم يُسجل سقوط قتلى في العراق منذ موافقة البرلمان الأحد الماضي على استقالة حكومة عادل عبد المهدي، بعد يوم من تقديمها.

بينما لا يزال التوتر يسود مدينة النجف، جنوبي البلاد، بعد أيام من مواجهات عنيفة شهدتها المدينة بين محتجين ومسلحين يحرسون ضريح رجل الدين الشيعي محمد باقر الحكيم قرب ساحة ثورة العشرين وسط المدينة.

ويُلقي المتظاهرون باللوم على المسلحين بإطلاق النار، وقتل 25 منهم منذ يوم الخميس الماضي.

وكان المحتجون قد تمكنوا السبت من الوصول إلى بوابة الضريح وأضرموا فيها النيران.

ونقلت وكالة "الأناضول"عن الملازم أول في شرطة النجف هيثم عبد الجبار قوله، إن قوات الأمن انتشرت في محيط الضريح وفرضت طوقاً أمنياً حوله.

وفي ذي قار (جنوب)، عادت بعض مظاهر الحياة إلى الناصرية مركز المحافظة بعد أسبوع دام قتل خلالها 47 متظاهراً على يد قوات الأمن.

وقال مصدر في شرطة المحافظة، إن المواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة توقفت تماماً قرب مقر قيادة الشرطة وعاد الهدوء إلى المدينة.

وأشار المصدر إلى أن مدارس وبنوك فتحت أبوابها بعد أسبوع من الإغلاق جراء التوترات الأمنية، فيما يواصل العشرات من أبناء العشائر المسلحين تأمين مداخل ومخارج المدينة.

وفي سياق متصل، شارك الآلاف من طلبة المدارس والجامعات وأساتذتهم في احتجاجات شهدتها محافظات البصرة والديوانية والمثني وكربلاء جنوبي البلاد.

وفي العاصمة بغداد، لا يزال مئات المتظاهرين يعتصمون في ساحة التحرير وسط المدينة، فيما تتزايد أعدادهم في ساعات المساء.

ويشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة والنخبة السياسية منذ أكتوبر/تشرين أول الماضي، تخللتها أعمال عنف واسعة خلفت 421 قتيلاً و15 ألف جريح، وفق إحصاءات استندت إلى مصادر حقوقية وبرلمانية وطبية.

والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران.

ويدعو المحتجون برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.