الأربعاء 2019/07/24

السعودية والمسيحية.. خطوات متسارعة آخرها مع بطريرك روسيا

تتسارع خطوات السعودية في تعميق انفتاحها مع المسيحيين في ظل سياسات يتبناها ولي العهد، محمد بن سلمان، ويستنكرها المجتمع السعودي المحافظ، وعقب سنوات طوال من رفض المملكة لمثل هذه الممارسات.

ونشر موقع "سبق" السعودي، اليوم الأربعاء، عن قمة وصفها بـ"تاريخية"، عقدها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي السعودي محمد العيسى، والبطريرك كيريل الأول بطريرك موسكو وسائر روسيا، في مقر الكنيسة الأرثوذكسية بالعاصمة موسكو.

واعتبر الموقع أن هذا اللقاء هو "أهم لقاء مسيحي إسلامي في المشرق، حيث تعتبر الكنيسة الروسية أكبر كنيسة أرثوذكسية شرقية مستقلة بأتباع يتجاوز عددهم 250 مليوناً".

وبينت أن اللقاء شهدته "كبرى القيادات الدينية، وجرى فيه مباحثات ثنائية مثمرة بين الجانبين، وتبادل للخبرات ووجهات النظر حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".

وعقب العديد من الخطوات المشابهة طرحت تساؤلات عريضة يصعب على السعودية الإجابة عنها حول دخول المسيحية إلى بلاد الحرمين في عهد بن سلمان.

وكشف موقع "إيجبت إندبندنت" في تقرير  نشره في 3 مايو 2018، أن السعودية وقّعت اتفاقاً مع الفاتيكان يقضي ببناء كنائس للمسيحيين في المملكة.

لكن الموقع، الذي يعدّ النسخة الإنجليزية لصحيفة "المصري اليوم" المعروفة، حذف التقرير في وقت لاحق دون إبداء توضيح، إلا أنه ذكر في المادة المحذوفة أن الخطوة السعودية تأتي عقب الانفتاح الواسع في البلاد، بحسب ما تناقلته عدة وسائل إعلام عالمية، منها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وينصّ الاتفاق على أنه سيتم إنشاء لجنة مشتركة منسّقة تضم ممثِّلَيْن اثنين عن كل جانب لتنظيم اجتماعات مستقبلية، ومن المتوقع أن تُعقد اللجنة مرة واحدة كل عامين، وسيتم عقد اجتماعاتها بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلامي.

وكان رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان، الكاردينال الفرنسي للكنيسة الكاثوليكية جان توران، والوفد المرافق له، زار الرياض، وشملت الزيارة التاريخية لقاء مع بن سلمان، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، سابقاً.

كما زار البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي، الرياض، وعقب زيارته تداول ومسؤولون ومواقع إخبارية أنباء عن عزم السعودية على ترميم كنيسة أثَرية اكتُشفت قبل نحو 900 عام، واعتبرت هذه الأنباء تتعارض مع فتوى أطلقها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي المملكة، في مارس عام 2012، تدعو إلى هدم الكنائس في جزيرة العرب وحظر بنائها.

وقالت صحيفة "الرأي" الكويتية إن زيارة الراعي ستكون "أول الغيث" في رسم مشهدٍ جديد لن يخلو من مفاجآت "ما فوق السياسة"، لا سيما عزم المملكة على ترميم الكنيسة، مشيرة إلى أنها "هديّة رمزيّة" من السعودية للراعي.

ورغم تأكيد السعوديين، قبيل تسلم العاهل السعودي الملك سلمان الحكم عام 2015، بأنه لا سبيل لوجود كنائس في المملكة؛ بدعوى أن الأسس الإسلامية التي بُنيت عليها تمنع التعبّد في جزيرة العرب بدين ثانٍ غير الإسلام، بالإضافة إلى أن جميع مواطنيها مسلمون، والعمالة المسيحية الأجنبية فيها ليست مقيمة بصفة دائمة، فإن سفير الفاتيكان في الخليج، المونيسينيور منجد الهاشم، أطلق تصريحات مثيرة، في مارس 2008، أكّد خلالها أن "المسيحيين في السعودية يبلغ تعدادهم من 3 إلى 4 ملايين، وحتماً ستكون لهم كنائسهم"، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

وفي ديسمبر من العام 2108 أقيم أول قداس مسيحي في السعودية، وبمشاركة كبيرة من الأقباط العاملين في المملكة وبعض الجاليات المسيحية.

ويعيش نحو 3.5 مليون مسيحي على الأقل في جزيرة العرب، أغلبهم من الهند والفلبين، ويعتنقون الكاثوليكية، إضافة إلى مغتربين غربيين من مختلف الطوائف، بحسب تصريحات مسؤولين في الفاتيكان.

وتحظر السعودية بناء أي دور للعبادة غير المساجد للمسلمين، وفي حال أقدم المسيحيون على التعبّد في أماكنهم الخاصة فإنهم يتعرّضون لخطر الاعتقال والسجن، في حين تنتشر الكنائس في الإمارات وقطر والكويت والبحرين وعُمان واليمن، ويمارس بها المسيحيون طقوسهم الدينية.