السبت 2021/11/06

“الجامعة العربية” ترسل وفدا إلى السودان.. واستعدادات لـ”العصيان المدني” غدا

ذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن وفدا على مستوى رفيع من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يصل الخرطوم مساء السبت، ويلتقي "المكونات المختلفة بهدف دعم الجهود المبذولة لعبور الأزمة السياسية الحالية".

وصرح مصدر مسؤول في الأمانة العامة أنه من المقرر أن يلتقي الوفد مع القيادات السودانية في ضوء الاتفاقات الموقعة والحاكمة للفترة الانتقالية، بما يحقق تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية والاستقرار.

ويرأس الوفد الأمين المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي.

من ناحية أخرى، رفضت حركة الاحتجاج في السودان المبادرات المدعومة دوليا للعودة إلى ترتيب تقاسم السلطة مع الجيش الذي استولى على السلطة الشهر الماضي، داعية إلى يومين من الإضرابات على مستوى البلاد تبدأ، غدا الأحد، بحسب وكالة أنباء أسوشيتدبرس.

وقال تجمع المهنيين السودانيين، الذي قاد الانتفاضة ضد الرئيس السابق، عمر البشير، في وقت متأخر الجمعة، إن مبادرات الوساطة التي "تسعى إلى تسوية جديدة" بين القادة العسكريين والمدنيين من شأنها "إعادة إنتاج وتفاقم" أزمة البلاد.

وتعهد تجمع المهنيين السودانيين بمواصلة الاحتجاج حتى تشكيل حكومة مدنية كاملة لقيادة العملية الانتقالية. وتحت شعار: "لا مفاوضات ولا حل وسط ولا تقاسم للسلطة"، دعا تجمع المهنيين السودانيين، المنتشر في جميع أنحاء البلاد، إلى إضرابات وعصيان مدني يومي الأحد والاثنين.

وأضاف التجمع في تغريدة على تويتر: "استعدادا للعصيان الشامل يومي الأحد والاثنين نبدأ بتتريس الشوارع الرئيسية".يأتي ذلك في الوقت الذي حث فيه زعيم حزب الأمن السياسي الرئيسي في البلاد المجتمع الدولي على زيادة الضغط على الجنرالات لوقف ما وصفه بـ "التصعيد المؤسف".

 

كذلك، وجهت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للجماهير السودانية بالخروج السلمي احتجاجا على عملية تولي الجيش السلطة وحل الإدارة الانتقالية التي كانت تقود البلاد والمكونة من فصائل مدينة وأخرى عسكرية.

وعبر هاشتاغ "ليلة_المتاريس" وغيره من الوسوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت الدعوات بالاحتجاجات والعصيان المدني ووضع متاريس لأغلاق الطرق الرئيسية في الخرطوم قبل يومي الإضراب.

وفي السياق ذاته، دعت لجنة أطباء السودان المركزية إلى الإضراب السياسي والعصيان المدني مع ضرورة علاج الحالات الطارئ بما يتماشى مع أخلاقيات المهنة. ورفضت اللجنة في سلسلة تغريدات ما وصفته بـ "الانقلاب" وأكدت مواصلتها بحقها في التعبير السلمي عن ذلك الرفض.

 

وكان الجيش السوداني استولى على السلطة في 25 أكتوبر وحل الإدارة الانتقالية واعتقل العشرات من المسؤولين الحكوميين والسياسيين، ما أدى إلى تنديد على المستوى الدولي واحتجاجات حاشدة في شوارع العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى.

وسرع المجتمع الدولي جهود الوساطة لإيجاد مخرج للأزمة، الأمر الذي يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي المضطربة بالفعل.

من جهته، حث الأمين العام لحزب الأمة، الواثق البرير، المجتمع الدولي، الجمعة، بالضغط على الجيش لوقف التصعيد، حيث يواصل الجنرالات تفكيك الحكومة الانتقالية واعتقال القادة المؤيدين للديمقراطية. ويعد "الأمة" أكبر حزب سياسي في السودان وله وزراء في الحكومة المخلوعة الآن.

 

وقال البرير في تصريح لوكالة أسوشيتدبرس، "نحن بحاجة حقا إلى تهيئة الأجواء وتهدئة الأمور حتى نتمكن من الجلوس على الطاولة.. لكن من الواضح أن الفصيل العسكري يواصل خطته ولا توجد جهود لإظهار حسن النية"، في إشارة إلى اعتقال ثلاثة قادة من قوى الحرية والتغيير، الخميس، وهو تحالف نشأ من رحم حركة الاحتجاج لعام 2019.

واحتجز الجيش الأربعة بعد أن التقوا بمسؤولي الأمم المتحدة الخميس في الخرطوم. كان الاجتماع جزءا من جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة.

وحذر البرير من احتمال إراقة الدماء، حيث تصر الحركات الاحتجاجية - بما في ذلك تجمع المهنيين السودانيين وما يسمى بلجان المقاومة - على إبعاد الجيش عن أي حكومة مستقبلية. وأضاف أن جهود الوساطة لم تثمر بعد، وألقى باللوم على الجيش في هذا الفشل.

وقال البرير: "بالنسبة للجيش سيكون من الصعب الخروج من هذا الوضع دون دم في الشوارع، والقوى السياسية لم تقم بدورها لمحاولة إقناع الشوارع ولجان المعارضة والشباب".

وأردف قائلا: "في هذه المراحل الأولية، نأمل أن يواصلوا الضغط القوي. يجب أن يكون هذا الضغط أكثر من مجرد تغريدات. هذا الضغط يحتاج إلى آليات يمكن أن تخلق ضغطا حقيقيا على المكون العسكري".

والجمعة، طالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بـ "عودة فورية" للحكومة المدنية في السودان بعد أن تولى الجيش السلطة.

 

كما دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الجيش السوداني إلى إنهاء وقف خدمة الإنترنت وحالة الطوارئ وإطلاق سراح كل القادة المدنيين ومنظمي التظاهرات المعتقلين منذ الاستيلاء على السلطة.

والخميس، أعلنت الولايات المتّحدة أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تحدث هاتفيا مع القائد العام للجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان وطالبه بإعادة السلطة "فورا إلى الحكومة التي يقودها المدنيون".

في سياق متصل، عقدت جامعة الخرطوم اجتماعا طارئا، السبت، لمناقشة ما تقول إنه "اعتداءات تعرضت لها الجامعة والطلاب". وأكدت الجامعة أنها ستعلق الدراسة حتى إشعار آخر مع إخلاء مبانيها من الطلاب وذلك حفاظا على سلامتهم.

وقالت الجامعة في بيان نشر عبر صفحة وزارة الثقافة والإعلام بفيسبوك والتي تدار من قبل الحكومة المخلوعة إنها وجهت "الإدارة القانونية بتحريك إجراءات جنائية ضد المتورطين في أعمال الاعتداء على الطلاب والجامعة".