الجمعة 2020/03/06

اعتقال شقيق الملك السعودي وولي العهد السابق بتهمة الخيانة ضمن سلسلة من حملة اعتقالات لأمراء

  كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن السلطات السعودية اعتقلت الأميرين أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك السعودي ومحمد بن نايف ولي العهد السابق وشقيقه نواف بن نايف بتهمة الخيانة، في محاولة تهدف لتعزيز سلطة ولي العهد محمد بن سلمان، وطرد المنافسين اللذين كانا في السابق في الطريق للعرش.

وحدثت الاعتقالات في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، حيث وصل حراس من البلاط الملكي يرتدون أقنعة وملابس سوداء إلى منازل الرجلين، وأخذوهم إلى الحجز، وفتشوا منازلهم، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وأفادت “وول ستريت جورنال” أن الأمير أحمد بين عبد العزيز آل سعود، شقبق العاهل السعودي سلمان، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ابن شقيق الملك المعروف باسم “إم بي إن”، أُتهموا بالخيانة العظمى، كما القى الحراس القبض على أخ الأمير محمد.

وقالت مصادر إن الرجلين  كانا في الطابور على العرش، وأكدت أنهما  يتعرضان الآن للتهديد بالسجن مدى الحياة أو الإعدام، وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن معرفة تفاصيل جريمتهم المزعومة.

وشغل الأميران في وقت سابق منصب وزير الداخلية، وهو منصب قوي يسمح بالإشراف على القوات وجهاز المخابرات السعودي، ولكن على مدار الأعوام القليلة الماضية، تضاءلت مكانتهم في العائلة المالكة مع ازدياد نفوذ ولي العهد بن سلمان، الحاكم اليومي الفعلي للمملكة.

ولاحظ التقرير أن الاعتقالات ألقت جانباً برجلين كانا من الممكن التنافس لمطالبة محمد بن سلمان بالعرش إذا توفي الملك سلمان البالغ من العمر 84 عاماً أو قرر التنازل عن العرش، وقد كان الأمير محمد بن نايف في المرتبة الأولى على العرش  حتى عام 2017، عندما تم ترفيع محمد بن سلمان.

وشددت “وول ستريت جورنال” على أن تكتيكات محمد بن سلمان في قمع الفساد وإسكات المعارضين وتهميشهم قد أسفرت عن عزله في أوروبا والولايات المتحدة، كما برزت شكوك غربية بشأن حملته المزعومة ضد الفساد، والتي أدت إلى اعتقال المئات من رجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة وحبسهم في فندق ريتز كارلتون بالرياض، وقد تم إطلاق سراح الكثير منهم بعد الموافقة على دفع عشرات الملايين من الدولارات إلى الديوان الملكي.

وفي العام التالي، قُتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على أيدي عملاء يعملون لحساب محمد بن سلمان، وقد شكلت ردات الفعل العالمية العنيفة على جريمة القتل تهديداً لولي العهد.

وفي حملة أخرى على المعارضة، قام محمد بن سلمان باعتقال النقاد على الإنترنت واستخدم حسابت مزيفة على تويتر لانتقاد الأشخاص الذين يشككون في حكمه، كما اتهمت وزارة العدل الأمريكية في العام الماضي الرجال الذين يعملون لصالحه بدفع رواتب موظفين في شركة تويتر للحصول على معلومات خاصة عن المعارضين.

وأكدت مصادر من العاصمة السعودية الرياض أن السلطات قامت خلال اليومين الماضيين بحملة اعتقالات شملت أمراء كبارا في العائلة المالكة.

وذكرت المصادر أن الديوان الملكي السعودي شهد حركة غير طبيعية في وقت متأخر من يوم الأربعاء أعقبها اعتقال عدد من الأمراء الكبار، ولم تكشف المصادر عن أسماء المعتقلين.

واحتجزت السلطات العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين والوزراء الحاليين والسابقين والمسؤولين ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

وكان من بين الموقوفين وزير الحرس الوطني المقال الأمير متعب بن عبد الله نجل الملك الراحل عبد الله، وشقيقه أمير الرياض السابق تركي بن عبد الله، والأمير الملياردير الوليد بن طلال، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد نائب قائد القوات الجوية الأسبق.

لاحقا، وسعت السلطات السعودية حملة الملاحقات، وأمرت باعتقالات جديدة شملت نخبا سياسية ودينية ورموزا في عالم المال والأعمال بالمملكة، وامتدت الحملة لتشمل المزيد من أبناء عمومة ولي العهد محمد بن سلمان وأبنائهم وأسرهم.