الأثنين 2020/05/04

إندبندنت: آخر ضحايا جنرال مصر.. فنان شاب جريمته أغنية

نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريراً لمراسلها "بورزو دراغاهي"، تحدث فيه عن المخرج المصري شادي حبش، الذي مات وهو في سجن لـ عبد الفتاح السيسي، رغم مناشداته.

وكان المخرج قد سُجن بدون توجيه اتهامات بعدما أخرج أغنية “بلحة” الساخرة من السيسي وحكمه. وقال دراغاهي إن حبش كان يعرف أن حياته تقترب من النهاية عندما تُرك يتحلل في سجن طرة سيئ السمعة.

ففي رسالة كتبها في تشرين الأول/ أكتوبر قال فيها “أموت ببطء” و”أعرف أن الكثير من أصدقائي الذين يحبونني يخافون الكتابة إلي. ويعتقدون أنه سيطلق سراحي بدون مساعدتهم”.

لكن مخرج الأفلام الذي وجد نفسه على الجانب الخطأ مع النظام، مات يوم السبت في السجن بدون تحديد أسباب وفاته، وبعد قضائه 26 شهراً في السجن وكان عمره 24 عاماً فقط.

وأغضبت وفاة المخرج الذي ساعد في إخراج فيلم استخدم فيه وصفاً عامياً ساخراً من الرئيس المصري بالبلحة، منظمات حقوق الإنسان التي تركز على انتهاكات النظام العسكري في القاهرة.

فالجنرال العسكري السابق الذي سيطر على الحكم عام 2013 صعّد من هجومه على المجتمع المدني بمباركة من القوى الغربية. ورغم مظاهر القلق من الاختفاء القسري والقتل خارج القانون واستهداف المعارضين السلميين، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واصلت بيعها السلاح له، كما وفّرت له التغطية الدبلوماسية على المسرح الدولي.

وقال الناشط والمحامي "طارق حسين" في تغريدة على تويتر: “دخل شادي حبش السجن في عمر 22 عاماً ومات وعمره 24 عاماً” و”هي قصة قصيرة وحزينة عن مستقبل مصر الذي يموت كل يوم في السجن”.

وأعلن السجناء في عنبر 4 بسجن طرة الإضراب عن الطعام بسبب وفاة حبش. ونقلت قناة "الجزيرة" مناشدات سجناء طلبوا نقل حبش إلى المستشفى عندما تدهورت صحته.

وكتب نجم “يوتيوب” المصري يوسف حسين تغريدة على تويتر: “لا أصدق أو أفهم انتقام أحد من شاب في العشرين من عمره ويسجنه لعامين بدون محاكمة أو تقديم العناية الطبية ويموت في السجن بسبب عمل فني أخرجه”.

واعتقل حبش عام 2018 ووجهت له تهم أمنية خطيرة، ووضع في سجن أمني بالمعادي. وكتب في رسالة العام الماضي: “أذهب كل 45 يوماً إلى المحكمة ويجدد القاضي سجني لمدة 45 يوماً أخرى وبدون النظر في وجهي أو الأوراق التي أمامه”.

ولا يُعرف سبب وفاته، ولكن محاميه أحمد خواجة أخبر وكالة الانباء الفرنسية أنه نقل للمستشفى بعدما تدهورت صحته ثم أعيد إلى السجن قبل ليلة من وفاته.

وقال المغني "رامي عصام" الذي تعاون مع حبش في الأغنية ويعيش الآن بالمنفى، إن حبش كان من ألطف الناس ولم يكن ليؤذي أحداً. وعرف حبش داخل المجتمع الصغير للفنانين بالقاهرة، بالحساسية والطيبة وتساءل بعضهم إن كان سينجو من الظروف القاسية في السجن المصري.

وكتب في آخر رسائله: “السجن لا يقتل ولكن الوحدة تقتل” و”أحاول منذ عامين مقاومة كل شيء يحدث معي حتى أخرج من السجن نفس الشخص الذي تعرفونه دائماً، ولكنني لم أعد قادراً وأحتاج لمساعدتكم حتى لا أموت”.