الجمعة 2020/05/15

«أم بي سي» العراق مهددة بإغلاق مكاتبها.. ما السبب؟

يواجه مكتب قناة «أم بي سي عراق» خطر الإغلاق، بعد أن وصفت القناة الأم الممولة سعودياً، نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي»، المقتول بغارة أمريكية في محيط مطار بغداد الدولي، مطلع العام الحالي، أبو مهدي المهندس، بـ«الإرهابي»، في أحد البرامج التلفزيونية الرمضانية.

وسبق لمكتب قناة «أم بي سي عراق» أن واجه قبل نحو 10 أيامٍ، جمّلة انتقادات لإحدى حلقات مسلسل عراقي، وصفت بأنها تضمنت «إساءة» للمرأة الجنوبية.

وكانت قناة «أم بي سي» السعودية قد تناولت في برنامج «مالك بالطويلة 2»، أول أمس، سيرة حياة الشاعر السوري نزار قباني، وتطرقت القناة خلال الحلقة إلى أحداث مقتل زوجة قباني، بلقيس خلال أحداث تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981.

وأشار معد ومقدم البرنامج ملك الروقي إلى تورط المهندس بتفجير السفارة العراقية في بيروت، فيما وصفه بـ«أحد الإرهابيين الذين قاموا بتفجير السفارة».

على إثر ذلك هاجمت كتلة «صادقون» النيابية، الجناح السياسي لحركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، أمس الجمعة، القناة .

وذكر النائب عن الكتلة نعيم العبودي في «تغريدة» على صفحته بـ«تويتر»، أن القناة «تستغل سيرة الشاعر الكبير نزار قباني لتطلق اتهاماً مباشراً بالإرهاب على الشهيد القائد المهندس، الذي نال من الإرهاب في العراق».

وأضاف: «اتهام سخيف ووضيع ويزيد من غرق المحطة في أتون الحقد الأعمى، والتورط في دعمها الإرهاب».

كذلك وصف النائب عن كتلة «صادقون» النيابية حسن سالم، القناة بـ«التكفيرية والمروجة للفساد والفتن» على خلفية اتهامها للمهندس بـ«الارهاب».

وقال في بيان صحافي أصدره أمس، إنه «لم تكف قناة الفتنة والتكفير الداعمة للإرهاب، قناة أم بي سي، عن دعمها للإرهاب وبرامج الإفساد لتسقيط المجتمعات، لتتعدى كل الخطوط وتتجاوز على مقام الشهداء لتلصق سمومها وإرهابها بشخص الشهيد القائد أبو مهدي المهندس والذي وصفته بالإرهابي».

وأضاف: «على هذه القناة الصفراء أن تفهم أن هذا الرمز الوطني والذي أفنى عمره مجاهدا في مقارعة الاحتلال والإرهاب وكان دوره متميزا في هزيمة عصابات داعش الإجرامية، كانت قناتكم قناة العهر تبث برامجها الداعمة للإرهاب»، على حدّ وصفه.

وطالب النائب عن كتلة «صادقون»، «هيئة الإعلام والاتصالات بمقاضاة هذه القناة لإساءتها إلى الشهداء والرموز الوطنية وغلق مكاتبها».

وفي تطورٍ لاحق، طالبت لجنة الاتصالات والإعلام في مجلس النواب العراقي (البرلمان)، بإغلاق مكاتب القناة في العراق.

وذكرت اللجنة في بيان صحافي «تستنكر لجنة الاتصالات والإعلام النيابية قيام قناة أم بي سي السعودية باتهام الشهيد القائد أبو مهدي المهندس بالإرهاب».

وأشار البيان إلى أن «هذه القناة مارست وسائل مختلفة ومتنوعة في الإساءة للرموز العراقية خلال السنوات الماضية واتهامها بشتى التهم حتى وصل الحال إلى اتهام شخصية وطنية ومناضلة مثل الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس الذي أفنى عمره بالجهاد والتضحية ضد النظام المُباد (في إشارة إلى نظام صدام حسين) وعصابات داعش الإرهابية وقوى الشر والاحتلال».

وطالب بـ«غلق مكاتب هذه القناة في حال لم تعتذر على ما قامت به من تضليل مقصود ومحاولة لتشويه سمعة الشهيد المهندس».

وأضاف: «يتطلب الوقوف بقوة أمام استمرار الإساءة لرموزنا الوطنية من قبل مؤسسات إعلامية معروفة التمويل والتوجه السياسي والطائفي»، لافتاً إلى أن «الشهيد المهندس سيبقى نبراساً يشع في التاريخ مهما حاولت المشاريع الخبيثة والحاقدة تشويه سمعته وسمعة رموزنا الأبطال الذين قضوا نحبهم وهم يواجهون قوى الظلام والاستكبار في العالم».

ولم تقف جمّلة الانتقادات عند هذا الحدّ، بل تعدّت ذلك لتصل إلى توجيه رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، بإقامة دعوى قضائية ضد القناة ، بعد عرضها «ما يسيء» إلى تاريخ المهندس.

وذكر بيان لمكتب الفياض أمس أن «رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وجه بإقامة دعوى قضائية ضد قناة تليفزيونية عرضت ما يسيء إلى تاريخ قائد النصر وشهيد العراق الخالد أبو مهدي المهندس، متهمةً إياه باتهامات باطلة لا تمت للحقيقة بِصلة، في محاولة لطمس وتشويه التاريخ المشرف لهذا البطل الذي قضى كل حياته في الجهاد و مقارعة الإرهاب وتحرير العراق».

وشدد البيان على أن «هذه المواد الإعلامية تؤكد استمرار الدعاية المغرضة للإعلام المسموم الذي يمعن في الإساءة لقادة النصر وأبطال فتوى الجهاد المقدس الذي دعت إليه المرجعية الرشيدة».

وطالب الفياض حسب البيان «الجهات الرقابية ذات العلاقة وهيئة الإعلام والاتصالات بأخذ دورها في التصدي لهكذا إعلام مضلل للجمهور ومسيء لتاريخ قادة النصر الذين قدموا أرواحهم فداءً لأرض العراق وترابه».

يحدث ذلك في وقتٍ حمّلت مؤسسة جماعة علماء العراق، أمس الجمعة، هيئة الإعلام والاتصالات مسؤولية إساءة قناة أم بي سي للرموز الوطنية، فيما طالبت الهيئة برد «الاعتبار للعراق أجمع ولدماء شهدائنا».

وقالت المؤسسة في بيان إنه «في الوقت الذي يستمر فيه الهجوم الداعشي على قواطع العمليات وأبناء الحشد الشعبي تحديداً تستمر حملات التشويه وزرع الفتن الطائفية وشق الصف الوطني من خلال التعرض لشخص القائد أبو مهدي المهندس».