السبت 2015/11/21

أزمة نفايات بيروت… نقمة شعبية وتحذيرات من “كارثة حقيقية”

"نتائج كارثية"... بهاتين الكلمتين يختصر العارفون بالشأن البيئي، وسكان العاصمة اللبنانية بيروت، القلق الذي ينتابهم جراء استمرار وتفاقم أزمة النفايات المنتشرة في شوارع وأزقة المدينة، منذ أكثر من 4 أشهر، في ظل "غياب" بوادر لحلول جدية للأزمة، التي تضاف الى الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية.

مشاهد تراكم النفايات وانتشارها في العشرات من شوارع بيروت، بدأت تقض مضاجع السكان، الذين لا حول لهم ولا قوة إلا الاستعانة ببعض الشاحنات الخاصة والصغيرة لنقل جزءٍ من هذه النفايات الى منطقة الكرنتينا (شمال بيروت) التي تحولت بدورها الى مكب مستحدث أشبه، لا تبث الأمل بحل قريب للأزمة.

"جوزيف" ، مواطن في الكرنتينا، اعتبر أن "الناس تعودت على النفايات، كما لو أنها تتناول الدواء بشكل يومي"، متسائلا باستغراب "أيعقل أن لا يكون هناك أي حل لأزمة النفايات".

وقال "جوزيف" لـ"الأناضول" أن "من يحل مشكلة النفايات، هو الشعب وحده، ولكنه مع الأسف لا يقوم بالخطوات المطلوبة لذلك"، داعيا الى "إغلاق الطرقات الرئيسية، وليس الاكتفاء بتظاهرات صغيرة أمام منازل بعض النواب والوزراء".

وأضاف أن "هذا الحل يضغط على المسؤولين بقوة، ما يجعلهم يشعرون بهول الأزمة"، مشيرا الى أنه يمكن للبلد أن يستفيد من النفايات "لكسب الأموال، من خلال إقامة المشاريع المحلية، وليس تصديرها للخارج ليستفيد منها هو... نحن أولى".

أما "أغوب ناجاريان"، فاشتكى من تفشي الروائح الكريهة والمناظر المزعجة للنفايات، قائلا "لقد قتلتنا الروائح وانتشرت الحشرات المضرة بين السكان... ولا أحد يهتم".

وتوقع "ناجاريان" في حديث لـ"الأناضول" أنه "لن يكون هناك حل للأزمة في المدى المنظور، كون المعنيين لا يهتمون إلا بملء جيوبهم (بالأموال)"، محذرا من "انتشار الأوبئة والأمراض بين سكان بيروت".

ويحذر النشطاء البيئيون والعارفون بالمجال البيئي، من أن استمرار أزمة النفايات سيؤدي الى كارثة بيئية وصحية، لا تُحمد عقباها، مشددين على ضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة جدًا للبدء بالحل.

الناشط البيئي، "أدهم الحسنية"، حذر" من "النتائج الكارثية التي سنشهدها في حال لم يسرع المعنيون في إيجاد الحلول المناسبة لأزمة النفايات المستمرة منذ أشهر".

وأشار "الحسنية" لمراسلنا، الى أن النفايات "تهدد نهر بيروت بتلوث ضخم، وتهدد بانبعاث الغازات السامة، وإلحاق الضرر بالمياه الجوفية، فضلا عن انتشار البكتيريا"، مضيفا أن "كل هذا سيؤدي بالمقابل الى انتشار الأمراض الخطيرة... نحن أمام كارثة حقيقية".

ولفت الى أنه "لا بوادر للحل، بالرغم من أن فكرة ترحيل الكميات الهائلة من النفايات من دول خارجية مازالت مطروحة على طاولة البحث"، داعيا الى "بدء فرز النفايات من المصدر وتشغيل معملي الفرز الموجودين في ضواحي العاصمة".

يشار الى أن سبب تفجر أزمة النفايات يعود الى توقف شركة "سوكلين" (خاصة) في 17 تموز/يوليو الماضي عن جمع النفايات من بيروت بسبب انتهاء عقدها مع الحكومة التي تعطلها الخلافات السياسية عن اتخاذ قرار بتمديد العقد أو استدراج مناقصات جديدة، الأمر الذي دفع المجتمع المدني لتنظيم عشرات التظاهرات والاعتصامات ضد "الفساد" في الدولة.