السبت 2020/03/14

أحدها اغتيال القادة.. ثلاث خيارات أمريكية لردع مليشيات إيران بالعراق

استهدفت سلسلة من الهجمات المصالح والقوات الأمريكية في العراق، وحمّلت واشنطن فصائل موالية لطهران المسؤولية عنها، وكان آخرها الهجوم على معسكر التاجي الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أفراد، أمريكيين وبريطاني، ما أثار تساؤلاً: كيف يمكن أن تمنع الولايات مثل هذه الهجمات في المستقبل؟

التوتر القائم بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية تصاعد بشدة منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي، مع استهداف جنود ودبلوماسيين ومنشآت أمريكية في العراق من قبل مليشيات عراقية.

وقضت غارة أميركية في مطلع يناير كانون الثاني على قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني في بغداد، ثم ردت إيران بعد أيام بهجوم أطلقت خلاله صواريخ بالستية على قاعدتين عراقيتين تضمان قوات أميركية.

ورداً على هجوم التاجي الأخير، دمّرت غارات أمريكية خمسة مواقع تابعة لمليشيا "كتائب حزب الله" في العراق، وأعلن قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي أنه يتم الاستعداد حالياً لنصب منظومة صواريخ باتريوت في العراق.

وكان ماكنزي قال الثلاثاء الماضي إن الولايات المتحدة بصدد إمداد العراق بأنظمة دفاع صاروخي باليستي تحمي القوات الأمريكية في حال استهدافها.

وفي وقت سابق من العام الجاري، قال البنتاغون إنه يسعى لتأمين موافقة عراقية لنشر هذه الصواريخ لتوفير حماية أفضل للقوات الأمريكية المنتشرة هناك.

الباحث مايكل نايتس الذي عمل سابقاً في العراق كتب في مقال خصصه لتوضيح كيفية منع مثل هذه الهجمات، أن ضربة "كتائب حزب الله" ضد القاعدة كانت "شديدة الدقة"، بالنظر إلى أن القاعدة تمتد على مساحة شاسعة (نحو 15 ميلاً مربعاً) ورغم ذلك فقد أصابت الهدف في "المكان والتوقيت الصحيحين".

ويرى الكاتب الذي زار من قبل هذه القاعدة المترامية، أن هذه الضربات والضربات التي تلتها من قبل القوات الأمريكية الجمعة، لن تكون نهاية هذه الحلقة من الأعمال الانتقامية من قبل الطرفين.

ويشير إلى أن أمام الولايات المتحدة ثلاثة خيارات للتعامل مع الموقف الحالي، الأول هو انسحاب الولايات المتحدة من العراق، وهو ما تريده "كتائب حزب الله" والحرس الثوري الإيراني لكن ربما ستضطر الولايات المتحدة إلى العودة "لمحاربة عراق تحت سيطرة إيران".

والخيار الثاني هو أن تلعب الولايات المتحدة مع إيران ومليشياتها بطريقتهم، باستهداف المزيد من عناصرهم، وهو ما قد يؤدي إلى "خفض كبير على المدى البعيد لنفوذ إيران في العراق"، لكن هذا الخيار قد "يزيد من مشاعر العداء للولايات المتحدة".

أما الخيار الأخير فهو أن تلعب الولايات المتحدة "دور الضحية واللاعب المسؤول" في هذا الصراع وأن تقصر ردها على الضربات "الفورية والمتناسبة" التي تكون خارج حدود العراق إلى حد كبير.

ويرى الكاتب أن الضربات التي حصلت الجمعة كانت أقرب إلى الخيار الثالث، ويقترح اتباع طريق وسط بين الخيارين الثاني والثالث وذلك بتنفيذ "هجمات سريعة وحاسمة ضد بعض كبار قادة المليشيات العراقية لجعل القادة الآخرين يفكرون بجدية شديدة في مستقبلهم الشخصي".

ويقترح نايتس شن ضربات "رادعة" ضد هؤلاء القادة متى كانوا متاحين لأنهم عادة ما يختفون بعد أي عملية يستهدفون فيها أمريكيين.

وفي موازاة ذلك دعا الولايات المتحدة إلى أن ترسل "بهدوء" الأدوات التي تمكّن من حماية القوات في العراق مثل صواريخ باتريوت وأي أنظمة دفاع مضادة للصواريخ دون الحاجة إلى مزيد من التشاور مع الحكومة العراقية.

ويقول نايتس إن بإمكان الولايات المتحدة أن تسمح للمليشيات بالاستمرار في الانتشار، وإظهار قادتها أنفسهم كديكتاتوريين تحت سيطرة إيران، بينما يواصل التحالف بقيادة الولايات المتحدة مساعدة العراق على هزيمة تنظيم الدولة.