قالتِ الشبكةُ السوريةُ لحقوقِ الإنسانِ أمسِ إنَّها وثَّقتْ عشَرةَ آلافٍ وسبعَمئةٍ وستٍّ وستينَ حالةَ اعتقالٍ واختفاءٍ قسريٍّ في البلادِ
خلالَ عامِ ألفينِ وخمسةَ عشر. سبعونَ بالمئةِ منها نفذَّها النظامُ السوريُّ، فيما ارتكبَ بقيةَ الحالاتِ أطرافٌ أخرى.
وأوضحتِ الشبكةُ في تقريرٍ لها أنَّ النظامَ السوريَّ استمرَّ في نهجِ حملاتِ المداهمةِ والاعتقالِ والإخفاءِ القسريِّ، التي تُنفِّذُها قواتُه ،
ولفتتِ الشبكةُ إلى أنَّهُ في معظمِ الحالاتِ تتمُّ إحالةُ المعتقَلينَ إلى المحكمةِ العسكريةِ أو الميدانيةِ أو محكمةِ الإرهابِ، حيثُ تُوجََهُ إلى المعتقلينَ تُهَمٌ دونَ إسنادِها إلى دليل.
وأشارتِ الشبكةُ إلى أنَّ المعتقلينَ يُوضَعونَ داخلَ غرفٍ شديدةٍ الازدحامِ من دونِ أيِّ مراقبةٍ قضائيةٍ،
كما لا تُتاحُ لهم أيَّةُ فرصةٍ للتواصُلِ مع أُسَرِهم أو مُحاميهم، وكثيرٌ من المعتقلينَ يتحوَّلونَ تدريجياً إلى مُختَفين قسرياً.
وأكَّدتْ أنَّ العددَ الكليَّ للمختفينَ قسرياً من طرفِ النظامِ منذُ عامِ ألفينِ وأحدَ عشرَ، وحتى نهايةِ ألفينِ وخمسةَ عشرَ بلغَ ما لا يقِلُّ عن خمسةٍ وسبعينَ ألفَ شخص.
وأكَّدتِ الشبكةُ أنَّهُ لا يكادُ يمرُّ يومٌ تقريباً دونَ أنْ يُسجِّلَ فريقُ توثيقِ الضحايا مقتلَ ثلاثةِ معتقلينَ بسببِ التعذيبِ، وذلك كمعدَّلٍ وسطي.
أما عن حالاتِ الاعتقالِ والتعذيبِ المرتكَبةِ من قِبَلِ الميليشياتِ الكرديةِ فقالتِ الشبكةُ إنَّ سياسةَ
الاعتقالِ التي تنتهجُها قواتُ الإدارةِ الذاتيةِ الكرديةِ ترتكِزُ على اعتقالِ المدنيينَ بهدَفِ
التجنيدِ القسريِّ بشكلٍ أساسيٍّ، إضافةً إلى النُّشطاءِ الذين ينتمونَ لتياراتٍ سياسيةٍ معارضةٍ لها.
وبيَّنتْ أنَّ عددَ المعتقلينَ لدى تلك الميليشياتِ بلغَ نحوَ ثمانِمئةٍ وستةٍ وأربعينَ شخصاً،
تعرَّضَ الكثيرُ منهم لظروفِ احتجازٍ وتعذيبٍ بالغةٍ في السوءِ والقهر، وقد قُتِلَ بسببِ ذلك أربعةُ أشخاص.
اقرأ المزيد
