تزداد مخاوف الأهالي من أزمات مياه يشهدها الشمال السوري مراراً، خاصة مع بدء فصل الصيف، وما تخلفه درجات الحرارة المرتفعة من جفاف بعض الآبار وبالتالي نقص التغذية الواردة لأحياء ومنازل المنطقة، وسط مطالب بإيجاد حلول دائمة لهذه الأزمة. وفي وقت يصعب معه إيجاد تلك الحلول، تسعى المنظمات العاملة في الشمال السوري إلى سد الرأب جزئياً عبر تنفيذ مشاريع محلية من شأنها تزويد بعض المناطق والمخيمات بالمياه، وإعادة تأهيل محطات المياه وتوفير الخدمات والمرافق الأساسية للمياه والصرف الصحي. من بين المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً، مشروع تنفذه منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، أحد برامج “المنتدى السوري”، ويموله “صندوق سوريا للعمل الإنساني عبر الحدود” (SCHF). الوصول إلى 3 مجتمعات و4 مخيماتمنسق قطاع الورش في منظمة “إحسان”، محمد بيبرس، يقول في حديثه لموقع “السورية نت” إن المشروع يستهدف النازحين والمقيمين في ثلاثة مجتمعات في ريف إدلب وهي: سرمين، تفتناز، الحمامة- كفردبين، والنازحين في أربعة مخيمات عشوائية شمالي إدلب وهي: الحسين، كفرروحين، محطة المياه، وبشمارون. وأوضح بيبرس أن المشروع يتضمن أربعة أقسام رئيسية، أبرزها إعادة تأهيل البنى التحتية لأربع محطات مياه هي: سرمين وكفرروحين وتفتناز والدفاع المدني، بالإضافة إلى تقديم الدعم التشغيلي الذي يتضمن الوقود والكلور والزيت والفلاتر وفواتير الكهرباء وأجور العاملين لمدة 3 أشهر، وربط المحطات بشبكات الكهرباء القريبة أو تزويدها بمنظومات طاقة شمسية هجينة. والقسم الثاني من المشروع يتضمن توفير الخدمات والمواد والمرافق الأساسية للمياه والصرف الصحي والنظافة للنازحين في المخيمات المستهدفة، وربط المخيمات بشبكات المياه والصرف الصحي القريبة. والقسم الثالث يتضمن توفير الخدمات والمواد والمرافق الأساسية للمياه والصرف الصحي والنظافة للأشخاص ذوي الإعاقة في المخيمات المستهدفة شمالي إدلب. فيما يشمل القسم الرابع إعادة تأهيل أنظمة الصرف الصحي في ثلاثة مجتمعات هي الحمامة-كفردبين وكفرروحين وتفتناز، في ريف إدلب. آلاف المستفيدينويبلغ عدد الأشخاص المستفيدين من المشروع أكثر من 45 ألف مستفيد، يتوزعون على الشكل التالي: 9511 سيدة، 8606 رجال، 13135 طفلاً، 14038 طفلة، 64 شخصاً من ذوي الإعاقة. يُشار إلى أن العمل على المشروع بدأ في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، على أن ينتهي في 30 سبتمبر/ أيلول المقبل. وتنفذ منظمة “إحسان” مشاريع مشابهة في مناطق مختلفة في الشمال السوري، من بينها مشروع مياه يروي 45 ألف نسمة في 12 بلدة شمال غرب عفرين، إذ شهدت بلدة راجو في عفرين شمال غرب حلب، في يوليو/ تموز الماضي، افتتاح محطةٍ لضخ مياه الشرب، إلى نحو 11 قرية محيطة، بعد تأهيل الأبار الموجودة في المنطقة من قِبل المنظمة. كما بدأ مطلع العام الجاري تنفيذ مشروع لدعم محطات مياه منطقة الباب، وتزويدها بالدعم التشغيلي اللازم لاستمرار عملها، في ظل أزمات عدة مرت بها المنطقة، خاصة الصيف الماضي وما رافقه من موجات حر وجفاف.
اقرأ المزيد
