الثلاثاء 2017/09/12

«النمس» مصطفى الخاني… من حضن نظام بشار الأسد إلى سجونه

لم يكد يعلن خبر اعتقال الممثل السوري مصطفى الخاني حتى ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات بين مؤيد ومعارض لهذا الاحتجاز، على خلفية المعركة القضائية بينه وبين حميه، مندوب سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري.

لكن المثير أن الخاني، المعروف بـ»النمس»، كان إلى وقت قريب، شخصاً يشتهر بمواقفه المؤيدة لنظام الأسد، وكان على الدوام ينشر صوراً له مع شقيق رأس النظام، ماهر الأسد، المسؤول عن جرائم عدة ارتكبها الجيش السوري بحق مدنيين عزل في سوريا. وكان يطلق على الخاني لقب «شبيح». وعلى ما يبدو فإن الخاني لم يعتقل فقط بل هو في حالة «المخفي قسراً»، حيث بلغ أقاربه عن غيابه منذ أمس الأول الأحد، من دون معرفة الوجهة التي أخذ اليها للتحقيق.

وتم استدعاء الخاني من قبل شعبة الجرائم الإلكترونية في دمشق إلى مكان مجهول، بعد تطور الخلاف بينه وبين الجعفري، إثر انفصال الأول عن زوجته يارا الجعفري، ثم مشاركته في منشور عبر صفحته الشخصية في «فيسبوك» بتاريخ 3 سبتمبر/أيلول الماضي، يتهم فيه السفير بـ»استغلال منصبه»، للتستر على خروج ابنه عن القانون، بعد اعتدائه بالضرب على عنصر الأمن، عهد حمادة.

وصرح أحد المقربين من الفنان مصطفى الخاني بأنه أمضى ليلته الأولى في السجن يوم أمس بعد تحقيق استمر قرابة ست ساعات، اعترف خلاله أنه هو من نشر المنشور على «فايسبوك».

وعلق كثر من مؤيدي النظام على الخبر، واعتبروه بمثابة «تأديب يستحقه الخاني». وشاركت صفحة «محافظة جبلة» بمنشور على «فيسبوك»، تتهم فيه الممثل بتلفيق التهم، وكتبت: «النمس مصطفى الخاني يشتري شخص مفيش من الدفاع الوطني يعمل سائق لبيروت ليفتعل مع أصدقائه مشكلة مع ابن السفير بشار الجعفري».

كما كتبت إحدى الصفحات الموالية للنظام: «اليوم القضاء السوري حقق مع النمس بناء على شكوى من أسد الدبلوماسية السورية بشار الجعفري على خلفية اتهام الدكتور الجعفري وابنه وابنته بالتشبيح وخطف أحد العسكريين… القضاء السوري وبعد التحقيق تبين كذب ما ادعى به هذا النمس القذر وأصدر مذكرة اعتقال بحقه وأودع السجن».

فيما دافع بعض المعارضين عن النمس واعتبروا أن فعلته هي فعل حق، ويقول كلاماً صادقاً، وأنه يدفع ثمــــن رأيه السياسي، فيما علق آخرون أن هذه «مشاكل عائلية بين القتلة أنفسهم»، في إشارة إلى موالاة الخاني للأسد.

أحد الإعلاميـــــين السوريين المعارضين كشف أن عم «النمس» هو د. حكمت الخاني، وهو طبيب عيون قتله النظام أثناء مجزرة حماة عام 1982 بعــــــد أن اقتلع عينيه ورماه عند باب المشفى الذي كان يساعد الناس فيه، وعلّق الإعلامي على اعتقال «النمس» قائلا: «مبروك يا أبو اصطيف مكافأة نهاية العواء».