الأحد 2019/01/27

“يوم في حلب”.. فيلم سوري يرصد قسوة الحياة في مدينة محاصرة بالقتل

شارك فيلم "يوم في حلب" للمخرج والصحفي السوري الشاب "علي الإبراهيم" في أكثر من 26 مهرجانًا دوليًا، وفاز بـ 17 جائزة كان آخرها جائزة لجنة التحكيم الدولية في مهرجان (ميديل إيست ناو) بإيطاليا، الخاص بالأفلام الوثائقية.

ويروي الفيلم وهو من النوع الوثائقي القصير قصة صمود وحصار أهالي المناطق الشرقية من مدينة حلب، ورغبة الحياة التي تعتمل في دواخلهم وطرق مقاومتهم للموت اليومي الذي يتهدّدهم كل لحظة.

ويقدم الفيلم على امتداد 24 دقيقة صورة توثيقية، شفّافة وحادّة عن قسوةِ العيشٍ في مدينة محاصرة بالقتل والخراب والعنف اليومي، عارضاً قصة عدد من الأطفال الذين يبدؤون بالرسم على جدران المدينة، على الرغم من الحصار القاسي الذي يعيشونه من جهة، والقصف المتواصل لمدة خمسة أشهر من جهة أخرى، حيث يهدف هؤلاء الأطفال، أن تكون رسوماتهم إشارة احتجاج ومقاومة على طريقتهم، مع أمنياتهم وأحلامهم أن تعود مدينتهم المدمرة إلى سابق عهدها، ويعود أهلها ليحيوها ثانية، -كما يقول مخرجه لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أن "الفيلم يمتلك خصوصية البساطة القصوى في ملاحقة حكايات النصّ وشخصياته بشكل بسيط يفهمها كل ما يراها".

و"علي الإبراهيم" صحفي استقصائي ومخرج أفلام وثائقية ساهم في تأسيس وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية سراج (SIRAJ)، وحصل على جائزة أفضل صحفي شاب لعام 2018 من مؤسسة "بي بي سي" لندن.

عمل مراسلاً صحفياً ومنتجاً لعدد من القنوات التلفزيونية العربية والدولية التي تغطي الحرب السورية، ونشرت تحقيقاته في منصات إعلامية دولية وإقليمية.

وحول بداية شغفه بالسينما والأفلام الوثائقية روى "الإبراهيم" أن عمله في صناعة الافلام الوثائقية بدأ منذ عام 2014 كمشارك مع زميله المخرج السينمائي "فراس فياض" وكان "يوم في حلب" باكورة أعماله السينمائية الوثائقية.

وكشف "الابراهيم" أنه واجه مخاطر وصعوبات جمة خلال إنجازه للفيلم، ومنها القصف الجوي الذي كانت تتعرض له المنطقة التي تم تصوير الفيلم فيها من قبل قوات النظام وروسيا، إذ قتل مصور وعدد من الشخصيات التي كانت مشاركة فيه، ما اضطر فريق الفيلم للتوقف عن إكمال التصوير مرات عدة والبحث عن شخصية جديدة، ولم يكن القصف المكثف من قبل النظام  ـحسب قوله- يميز بين صحفي ومدني وطفل أو مقاتل، بل يستهدف الأحياء السكنية بشكل وحشي وممنهج.

وأشار مخرج "يوم في حلب" إلى أن الصعوبة الأكبر التي واجهته خلال إنجاز الفيلم هو معايشة الدمار والقتل الذي مارسه النظام بحق الشعب السوري، ومشاهدة المقاطع المصورة بشكل متواصل مما أوصله لحالة قصوى من الإنهاك، لافتاً إلى أن "معايشة القتل والتدمير والتعبير عنه من خلال السينما أمر صعب للغاية وخاصة على المستوى النفسي".

وحول اختياره النمط الصامت لفيلمه وهل كان هذا الاختيار مقصوداً لذاته أوضح المخرج الشاب أن هدفه من الاستغناء عن الكلام في الفيلم هو الاستفادة القصوى من قوّة الصورة الواقعية في التعبير عن تفاصيل الموت والأمل، في حلب المدمَّرة مضيفاً أنه حاول تحويل حكايات الناس التي يبوحون بها من دون كلام إلى رغبة سينمائية في منح هؤلاء الناس (الشخصيات) حرّية التعبير، بحركةٍ أو بملمحٍ أو بنظرةٍ أو باشتغالٍ أو بغضبٍ يظهر ويخبو.

وأردف أن "التعبير الصامت قد يقول بثوانٍ أو بلقطات ومن دون أن ينبس المرء بأي كلمة، ما تعجز عن قوله مفردات اللغة العربية برمّتها".

وكان فيلم "يوم في حلب" قد نال العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية العالمية ومنها "جائزة الشرف" في المسابقة الرسمية للفيلم القصير في مهرجان رؤى الواقع Visions du Réel" في سويسرا، وأفضل فيلم وثائقي قصير في جوائز لندن المستقلة للسينما، كما حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان "رسالة إلى الرجال" السينمائي الدولي، وأفضل فيلم وثائقي دولي قصير في مهرجان المكسيك للأفلام القصيرة، بالإضافة إلى جائزة "بيرسو" للفيلم القصير في مهرجان بيرسو السينمائي، وجائزة الجمهور لأفضل فيلم قصير دولي في مهرجان مدريد وجائزة لجنة تحكيم النقاد في مهرجان الإسماعيلية في مصر.