الأربعاء 2018/11/21

“يوم الطفل العالمي”.. آلاف الأطفال السوريين يحرمون من التعليم

رنا الحلبي

ريف حلب الشمالي


حدث مهم يحتفل به العالم في كثير من الدول، حيث أقرّت الأمم المتحدة يوم 20/11 لبث الرحمة في نفوس الأطفال وتطبيق قيم الإنسانية وغرس الحب لبناء أوطان صالحة، حيث يعتبر الطفل بداية لمجتمع صالح واللبنة الأولى لتكوين أوطان متقدمة.

تعدُّ الطفولة رسالة للجماعات غير الإنسانية التي تقوم بخطف الأطفال واستبداد أهلهم واستغلالهم لاسيما أطفال سوريا ومايعانون من تهجير وقتل وتعنيف في ظل الحرب الطاحنة التي أعيت أجسادهم الغضة وشوّهت صورة الطفولة والبراءة في عيونهم؛ نتيجة اليتم والتشرد وضعف المردود المادي الذي اضطرهم لمغادرة مقاعدهم الدراسية والالتحاق بسوق العمل لتوفير دخل يؤمن لقمة العيش.

ومن الحالات التي شوهت الحرب طفولته الطفل "أمجد" صاحب الأربعة عشر ربيعا الذي حُرم الكثير من حقوقه؛ لفقده والده في قصف سابق بالغوطة الشرقية؛ ما دفعه للهجرة مع أمه وأخته الصغرى لريف حلب الشمالي ليعمل في أحد المحال التجارية ويتكبد معاناة حمل البضائع بجسده الهزيل.

وفي لقاء خاص للجسر، عبّر الطفل أمجد عن أمنيته البسيطة في الحياة قائلا: أتمنى أن أكون تاجرا في المستقبل لأؤمن دخلا ماديا لأمي وأختي وأوفر لهم مايحتاجون دون عناء وتعب.

واستأنف أمجد في حديثه عن المدرسة: أحب أن أتعلم وأعود للدراسة مع أصدقائي لكن ليس لدينا المال لتوفير مصاريف الكتب والدفاتر ومتطلبات المدرسة.

"أمجد" يعمل منذ ساعات الصباح الأولى عملا متواصلا حتى آخر ساعات مغيب الشمس، ليعود ببضع ليرات في نهاية كل أسبوع لا تكاد تكفي احتياجات أسرته.

وعبرت والدة الطفل أمجد عن حزنها حيال عدم قدرتها على إكمال دراسة ابنها، لكن استشهاد زوجها منعها من ذلك لاسيما أنها لا تملك صنعة كما وصفت، ولا تجيد القراءة والكتابة ما يشكل عائقا أمام العمل.

تعدّ حالة أمجد كغيرها من حالات الأطفال الذين دخلوا سوق العمل في سن مبكرة، منهم من يعمل أعمال شاقة ومتعبة لا تتناسب مع بنية أجسادهم ولا تتلاءم مع أعمارهم، حيث يمارس بعضهم العمل في صيانة السيارات والميكانيك، ومنهم من ينضم للعمل في مصانع خطرة أو معامل تحتاج لجهد عضلي.

قد يدق ناقوس الخطر المحدق، ليحذر من عواقب عمالة الأطفال، وتأثيرها على صحة الطفل، جسديا، ونفسيا، وأثرها الكبير على الناحية التعليمية، وهو ما يشكل خطرا ويصنع جيلا جاهلا بسبب ترك الأطفال دراستهم وتفرغهم للعمل المجهد.

يشار إلى أن أحد أسباب العمل للأطفال هو ضعف الدخل اليومي والنفقات العالية بسبب غلاء الأسعار وعدم توفر مردود ثابت يعيل الأسرة.

ويقدر عدد الأيتام السوريين نحو 800 ألف طفل منهم 90٪ غير مكفولين ما يدفع الأم للعمل لتوفير الخبز اليومي للعائلة.

وحسب تقارير الأمم المتحدة، قدرت نسبة الأطفال العاملين في سوريا 20% من إجمالي نسبة العاملين، مقارنة بنسبة 10% قبل الثورة، حيث إن عددهم يتضاعف في ظل الحرب التي تدور رحاها منذ ثماني سنوات.