الأربعاء 2018/07/04

“يديعوت” تتحدث عن “لعبة الكبار” في سوريا.. من يدفع الثمن؟

تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن "لعبة الكبار" على سوريا، والتي تجسد الصراع الحقيقي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها أمس، والتي كتبها معلقها العسكري أليكس فيشمان، أن "الثوار في جنوب سوريا الذين عملوا ضد بشار الأسد، تركوا لمصيرهم في ظل عودة قوات الأسد للسيطرة على هضبة الجولان".

وأوضحت أن مبدأ التعامل مع الجنوب السوري، "متفق عليه بين الجميع، وبقيت فقط مسألة الثمن"، مشيرة إلى أن "النقاش الجاري اليوم، والذي سيصل ذروته في إطار قمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هيلسنكي بتاريخ 16 تموز/يوليو، سيعنى بمسألة: كم سيكلفنا هذا؟، بمعنى ما هو الثمن الذي سيدفعه الزبائن؛ الأمريكيون، الروس، الإسرائيليون، الأردنيون و الإيرانيون".

ورأت أن "القضية الصغيرة في سوريا، ستتأثر مما يتفق عليه الكبار في القمة في المواضيع الهامة بالنسبة لهم وهي؛ العلاقات مع الصين، مع كوريا الشمالية، العلاقات بينهما، الناتو، الأزمة بين الهند والصين".

كما "سيحاولان حل هذه الخلافات، في ظل استخدام الشرق الأوسط كرافعة ضغط لتحقيق إنجازات عالمية"، وفق الصحيفة التي قالت: "الروس والأمريكان يستخدموننا منذ الآن، يستخدمون السوريين، الأردنيين، الأكراد، وبقدر معين الإيرانيين، كي يلوا أياديهم بعضا ببعض".

ونوهت أنه "عندما تهاجم روسيا في منطقة درعا، تسكت أمريكا، وعندما تهاجم قوات التحالف، في ذات الأيام القوات المؤيدة للأسد التي تقترب من معسكر الجيش الأمريكي في منطقة التنف الحدودية، فإن الروس يسكتون؛ هي تجارة".

وبحسب تقارير "قيادة التسويات السلمية" في الاحتلال الروسي، فحتى صباح أمس "استسلمت 25 بلدة في محافظة درعا لقوات الأسد، فالطريقة بسيطة؛ قوات الأسد تحاصر بلدة ما، والقوات الجوية التابعة للنظام و الاحتلال الروسي تقصف المنطقة".

وتابعت: "السكان الذين يتعرضون للقصف، يضغطون على الثوار للتوصل لتسوية مع السلطات، وجهاء البلدة يديرون مع الروس مفاوضات على وقف القتال، كما يطالب الثوار بتسليم السلاح الثقيل وفي المقابل يتوقف القصف.." وفق الصحيفة.

وأضافت: "هكذا، قطعة إثر قطعة، يتم القضم التدريجي وتسقط المنطقة دون معارك دراماتيكية، بإستثناء المركز المأهول في درعا، الذي لا يزال ينتظر شارة الثمن التي يبدي نظام الأسد و الاحتلال الروسي الاستعداد لدفعه للأمريكيين والأردن واسرائيل".

ولفتت إلى أن "جزءا من المحادثات بين الثوار والروس يتم في عمان، حيث يوجد المكتب المشترك لروسيا، الأردن والولايات المتحدة، والذي يعنى بالتسويات في جنوب سوريا، فيما تعمل إسرائيل من خلف الكواليس، كما يوجد هناك مكتب ديفيد سترفيلد، المبعوث الأمريكي الخاص لمعالجة التسويات في سوريا وفي لبنان".

وقدرت الصحيفة العبرية، أن "الأردن قد يكون المتضرر الأساس من الهجمة السورية، في ضوء إمكانية أن تغرقه موجة جديدة من اللاجئين، ومع ذلك فهو يعطي موافقته على الخطوة السورية الروسية في محافظة درعا، قرب حدوده، وليس الأمر صدفة".

وذكرت أن "إيران تنتظر المقابل السياسي – الاقتصادي، الذي ينقذ اقتصادهم المنهار بشيء ما"، مشيرا إلى أنه "بشكل غير مفاجئ أصدرت إسرائيل والأردن بيانين مشابهين جدا في مسألة اللاجئين السوريين؛ فهما لن يسمحا لأي لاجئ بعبور حدودهما، ولكنهما سيبعثان بمواد إنسانية للاجئين".

وهكذا فإن "تل أبيب وعمان، تخففان الضغط المتوقع عليهما - من الداخل ومن الخارج - لاستيعاب اللاجئين"، وفق "يديعوت"، التي أكدت أن "المحافظة التي تقلق إسرائيل حقا هي القنيطرة".

وبالتوازي مع هذا الوضع، فقد "نجحت وزارة الدفاع الأمريكية بالتشاور مع الاحتلال الإسرائيلي، في تأجيل إخراج القوات الأمريكية من التنف، وهي محطة الحدود التي تقع على الطريق السريع المؤدي من إيران لسوريا، وهو ما يعتبر من ناحية الاحتلال الإسرائيلي، انجازا هاما على الأرض، يمكن أن يسمح لها بتجاهل الهجوم في درعا حاليا".

وأكدت "يديعوت"، أنه "لا تثق أي دولة بالأخرى، وكلها تسير على البيض"، موضحة أنه بـ"التوازي" مع تواصل وزير الحرب التابع للاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بنظيره الروسي شويغو يوم الجمعة الماضي، "لتنسيق التوقعات، عزز الاحتلال الاسرائيلي قواته في هضبة الجولان، رغم الصلة الطيبة بين الجانبين".

ونبهت، أنه "من شأن الهجوم على درعا أن يخرج عن السيطرة، وينسى الروس المصالح الاسرائيلية بالنسبة لإعادة الوضع في الجولان لعام 2011، والتعهد ألا نرى إيرانيين تحت أنوفنا"، مبينة أن "إسرائيل تفهم، أنه لو مارس الروس الضغط على الأسد للتخلي عن الحلف مع إيران، فهذه ليست في أيديهم بالضرورة".

وبناء على هذا، أكدت الصحيفة، أن "الطلب المركزي لإسرائيل في الصفقة الإقليمية هو حرية العمل في سوريا، وهذا هو السبب الذي يجعل الاحتلال يحرك القوات الآن علنا وعلى رؤوس الاشهاد".