الخميس 2020/05/07

يديعوت أحرونوت: لماذا لا يرد “حزب الله” على الغارات الإسرائيلية بسوريا؟

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية مقالاً لجنرال إسرائيلي سابق، كشف فيه الأسباب التي تدعو مليشيا "حزب الله" اللبناني على عدم الرد على الغارات الإسرائيلية ضد مواقع تابعة له في سوريا.

وقال الجنرال الإسرائيلي "موشيه إلعاد" الذي كان يشغل منصب "الحاكم العسكري الأسبق لمدينتي جنين وبيت لحم" إن "حزب الله" بات "يدير ظهره" تجاه التصعيد الإسرائيلي في سوريا، لأن ما يحصل "يحمل إشارات تحذيرية من أوساط عسكرية إسرائيلية، باتجاه حسن نصر الله شخصياً"، على الرغم من أن الأخير لم يعد يظهر كما في السابق في وسائل الإعلام متوعداً إسرائيل.

وأوضح "إلعاد" في مقاله، أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية تراقب عن كثب نوايا حزب الله، في حال قرر مهاجمة إسرائيل"، مؤكداً أن الحزب في حالة "ردع" متواصلة منذ نهاية حرب تموز 2006 حتى الوقت الحالي.

وأضاف: "يا للمفارقة، فإن نصر الله يكاد يسجل رقماً قياسياً في الردع أمام إسرائيل، لأننا أمام فترة الردع الأطول تجاه أي طرف عربي، منذ عام 2006، هدد نصر الله مرات لا تحصى بأنه سيحتل مستوطنات في الجليل، ويدمر مواقع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود، ويسحق المدن الإسرائيلية بالصواريخ التي ستجعل من حرب لبنان الثانية قصصاً للأطفال".

ولفت الجنرال الإسرائيلي إلى أن "نصر الله" يعيش منذ سنوات إشكاليات كبرى تتمثل في تورطه بالحرب في سوريا إلى جانب بشار الأسد، واتهامات متزايدة باغتيال "رفيق الحريري"، والصراعات اللبنانية الداخلية مع الكتل السنية، و فضائح متاجرة حزبه بالأفيون والمخدرات.

وأردف: "الفجوة بين تهديدات نصر الله وتحقيقها لها تفسيران: الأول والأبسط أن نصر الله عام 2020 ليس هو عام 2006، إنه زعيم مريض، منشغل بصحته، وتقدمه في العمر، والعيش تحت الأرض لا يساعد على شفائه، فقد زرع عدداً من الوزراء الشيعة في الحكومة اللبنانية، وتلقّى رسائل واضحة مفادها أنه في حالة حدوث مواجهة، فإن الهدف الإسرائيلي هذه المرة لن يكون حزب الله كمنظمة، بل لبنان كدولة".

وأكد أن " لبنان سيتحول بسرعة في أول مواجهة عسكرية إلى أكوام من الحجارة، والجسور المدمرة، وحرق المنشآت النفطية، ومطار مشلول، وتم إبلاغ نصر الله بأن لبنان الذي عاد في عام 2006 إلى الوراء مدة أربعين سنة، فإنه إذا هاجم إسرائيل هذه المرة في 2020، فسيعود لبنان إلى العصر الحجري".

وختم الجنرال الإسرائيلي مقاله، بالإشارة إلى أن "حزب الله" يتلقى المزيد من الضربات، كان آخرها إعلان ألمانيا وهندوراس تصنيفه على قائمة "المنظمات الإرهابية"، مع استعداد مزيد من الدول إلى إعلان الخطوة نفسها في المستقبل.