الأربعاء 2021/02/03

وفاة نادر القلعي.. “رجل الظل” الذي طاله قانون قيصر

 

توفي رجل الأعمال السوري الشهير، نادر محمد وجيه القلعي عن عمر يناهز 58 عاما، إثر مضاعفات إصابته بفيروس "كورونا"، حسب ما أكدت مصادر متقاطعة في تصريحات لموقع "الحرة"، مشيرة إلى أن القلعي يعتبر أحد أبرز الواجهات التجارية لرامي مخلوف، ابن خال  بشار الأسد، وهو أحد "رجال الظل" الذين نشطوا اقتصاديا في السنوات الماضية بالالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على النظام .

 

وينحدر القلعي من العاصمة دمشق، وله إقامة دائمة في كندا، وكان أول شخص متهم بانتهاك العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السوري، والتي سنتها الحكومة الكندية عام 2011.

 

وتضيف المصادر أن القلعي توفي مساء الثلاثاء ووصل خبر نعوته إلى معظم رجال الأعمال المرتبطين به في سوريا، إلى جانب موظفي شركة "سيرياتيل" للاتصالات، والتي كان يشغل منصب مديرها العام في فترات سابقة.

 

وحسب ما رصد موقع "الحرة" على مواقع التواصل الاجتماعي نعت رنا القلعي المقيمة في السويد وفاة نادر، وقالت إنه توفي إثر مضاعفات فيروس كورونا. أضافت: "كان شخصا استثنائيا بكل المعايير".

 

 

 

ورنا القلعي هي زوجة الأخ الأصغر لنادر، وإلى جانبها أكد مدير موقع "سيريانديز" المحلي في سوريا، أيمن القحف حادثة الوفاة، وقال عبر حسابه الشخصي في "فيسبوك": "كنا قد استبشرنا بتحسن حالته، لكن الموت خطفه بقسوة لم نتوقعها".

 

وأضاف القحف المقيم في دمشق: "نادر قلعي لم يكن شخصا عابرا في تاريخ سوريا، ولم يكن حضوره عاديا في حياة كل من عرفه، غياب لا يعوض، وسيرة نجاح مذهلة".

 

 

 

 

"شريك مخلوف الأبرز"

ويخضع القلعي الذي ذكرت بعض المصادر أنه توفي في مشفى رفيق الحريري بالعاصمة اللبنانية بيروت لعقوبات أوروبية وأميركية، بسبب اتهامه بالتحايل والالتفاف على العقوبات المفروضة على النظام، وكان اسمه قد ورد بشكل بارز في عقوبات "قيصر"، التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية، يونيو 2020.

 

ومنذ عام 2000 الذي كان المحطة الأبرز لصعود اسمه شغل القلعي عدة مناصب كان أبرزها: "المدير التنفيذي لشركة "سيرياتيل" التي يملكها مخلوف، إلى جانب عضويته في مجلس إدارة بنك "بيبلوس سوريا".

 

كما شغل القلعي الذي يوصف بأنه أحد "رجال الظل" لرامي مخلوف منصب شريك مؤسس لشركة "صروح"، وشريك مؤسس في الشركة السورية لخدمات الاتصالات، إلى جانب عمله كشريك مؤسس في شركة بنا للتطوير العقاري، وشركة كاسل انفست القابضة.

 

وهو أيضا عضو مجلس إدارة في شركة "زبيدي قعلي"، وعضو مجلس إدارة في شركة "زبيدي قلعي للتطوير العقاري"، بالإضافة إلى أنه أحد المؤسسين لـ "شركة شام القابضة" عام 2007.

 

وكان اسم القلعي قد ورد في سلسلة وثائق "برادايز" (أوراق الجنة) في 2017 والتي كشفت عن عمليات التهرب الضريبي لشخصيات رفيعة المستوى حول العالم.

 

وأشارت الوثائق في ذلك الوقت إلى أن القلعي أسس 3 شركات في لبنان "الأوف شور"، وعمل من خلالها على دعم نظام الأسد ماليا، جراء قيامه بدور الوساطة في التعاملات التجارية، وذلك للتحايل على العقوبات الغربية، وهو الحال الذي شابه ما فعله رجال أعمال آخرون كسامر فوز ومحمد حمشو وعصام أنبوبا.

 

شملت العقوبات الأميركية أشخاصا وكيانات يدعمون جهود بشار الأسد الفاسدة لإعادة الإعمار

 

قصة طويلة في كندا

للقلعي قصة طويلة في كندا التي يحمل إقامتها الدائمة، ففي يونيو من عام 2018 وجهت وكالة خدمات الحدود الكندية تهمة إليه بانتهاك العقوبات من خلال استثمار 15 مليون ليرة سورية (140 ألف دولار حينها) في شركة عقارات واتصالات تسمى "Syrialink" في أكتوبر 2013.

 

وجاء في سياق التحقيقات الكندية آنذاك أن "القلعي عمل في العديد من الشركات في الخارج، وهو ما لم يعلنه للحكومة الكندية. كما أنه زاول أعمالا في سوريا مع أفراد وكيانات تخضع لعقوبات اقتصادية، من جانب حكومة كندا".

 

وقال المحقق جيسون كانون من وكالة خدمات الحدود الكندية في تصريحات له لـ"هيئة الإذاعة الكندية"، أغسطس 2018: "لسنوات عديدة، قام نادر القلعي بغسل الأموال، فهو يمتلك أسطولا من السيارات ومجموعة من اللوحات والمجوهرات ذات القيمة الكبيرة".

 

وأضاف المحقق: "القلعي من خلال إخفاء تاريخ عمله، تمكن من الحصول على إقامة دائمة في كندا، مع زوجته وأولاده الستة ووالدة زوجته".

 

ومنذ ذلك التوقيت مَثل القلعى أمام المحاكم الكندية، إلى أن تمت تبرئته في ديسمبر 2020 من تهمة دعم النظام ماليا، وكسر وانتهاك العقوبات الاقتصادية الكندية المفروضة على الأخير.

 

وفي أواخر العام الماضي ذكرت صحيفة "TheChronicleHerald" الكندية أن التبرئة جاءت بسبب عدم تقديم أدلة كافية ضد القلعي، وقالت: "مثل القلعي أمام المحكمة العليا في هاليفاكس عبر رابط فيديو من العاصمة اللبنانية بيروت، لكن محاميه ديفيد شيرمبروكر، أعلن عدم وجود أدلة، ودعا القاضي جون بودورثا لإصدار حكم بالبراءة".

 

في حين نقلت "هيئة الإذاعة الكندية" في تقرير لها 2018 عن مجد جدعان، أخت زوجة ماهر الأسد، والتي تعيش الآن في المنفى في الولايات المتحدة قولها إن "القلعي جزء من الدائرة الداخلية للأسد، ويساعده على القيام باستثمارات ضخمة".

 

وأضافت جدعان: "إن الكنديين يجب أن يعرفوا من يعيش في وسطهم، فالقلعي يساعد الديكتاتورية على تدمير البلاد وتهجير عشرات الملايين".