الأربعاء 2022/07/06

وسط ضعف الإجراءات الرقابية.. الوضع الصحي في مدينة دير الزور “من سيئ إلى أسوأ”

ازدادت مؤخرا، شكاوى السكان ضمن مناطق سيطرة نظام الأسد في دير الزور من سوء الخدمات الطبية للمرضى، ضمن المستشفيات العامة والمراكز المجانية، بالتزامن مع استغلال المستشفيات الخاصة للمرضى، في ظل غياب أي نوع من الرقابة والمحاسبة.

استغلال للمرضى

طبيب في مدينة دير الزور، فضل عدم ذكر اسمه لسلامته الشخصية، قال إن الوضع الصحي المتدهور في عموم المنطقة، يعود لأسباب كثيرة منها، تدني الأجور، إلى جانب خروج عدد كبير من الأطباء إلى مناطق سيطرة المليشيات الكردية أو باتجاه الشمال السوري وبعضهم وصل إلى تركيا وأوروبا، هربا من الابتزاز الذي يتعرضون له من قبل الأجهزة الأمنية وعناصر الميليشيات، فيما يتعلق بالخدمة الاحتياطية أو الإلزامية إلى جانب الابتزاز المادي الذي يتعرضون له أيضا، بالتالي، يُسجَّل غياب للخبرات والكوادر المختصة، وفق موقع "الحل نت"

وأضاف بأن مشفى “الأسد”، هو المشفى العام الوحيد في المدينة، ويفتقر لكل شي، كوادر معدات، إضافة لصيدلية المشفى التي تعاني نقص حاد في كثير من المواد والمُستهلكات الطبية الأساسية (القفازات الجراحية، أكياس الكوليستومي، أكياس نقل الدم، عدّة الجراحة، لوازم غرفة العمليات) إلى جانب تردي شروط النظافة والتعقيم في المشفى، كما يوجد في المدينة أربعة مستوصفات مجانية موزعة في أحيائها، تعاني جميعها من نقص في المستلزمات والكوادر الطبية أيضا.

وأشار المصدر إلى أن غالبية الحالات الصعبة يتم إسعافها إلى مشافي مدينة دمشق أو حلب، لأن المشافي الخاصة، لا تقل سوءا عن المشافي العامة في المنطقة، حيث يُتّهم عدد كبير من كوادرها بعدم الكفاءة وبالخبرة غير الكافية للعمل في المجال الصحي، لا سيما بعد وفاة طفلة وسيدة ورجل خلال شهر واحد.

ومن ضحايا المستشفيات الخاصة في المدينة، السيدة خالصة الحسين، التي فارقت الحياة في أيار/مايو الفائت، نتيجة خطأ طبي فادح، تمثل بإعطائها جرعة تخدير زائدة في مشفى السلام، أثناء تجهيزها لولادة قيصرية، ما تسبب بوفاتها ووفاة جنينها، وفقا لذات المصدر.

تهميش وإقصاء

من جهته، قال محمد نور العلي، ممرض يقيم في الضفة الأخرى من نهر الفرات، خلال حديثه لـ “الحل نت” إن المشافي الخاصة ضمن مناطق سيطرة الحكومة والميليشيات الموالية لها، تطلب أسعار مرتفعة جدا من المرضى، حيث يفاجأ المريض بعد خروجه من المشفى، بفواتير إضافية غير المتفق عليها، بحجة الخدمة والعناية المركزة وغيرها.

مضيفا أن كوادر المستشفيات الخاصة معظمهم لا يملك شهادات حقيقة، إلى جانب مبارزة يجريها الأطباء فيما يتعلق بالعمليات الجراحية من ناحية الأسعار، ما يدفع بالمرضى للبحث عن السعر الأنسب لهم.

وشدد العلي على “الفساد في مديرية الصحة في مدينة دير الزور، والتي لا تتدخل في وضع أو طرح حلول حقيقة لتحسين الواقع الصحي المتدني في المنطقة، لأنها تعتمد على كوادر غير رصينة علميا في إدارة المشافي والمراكز الصحية، حيث تدخل الوساطة والمحسوبية في ذلك، الأمر الذي تنعكس عقباه على واقع الصحة في عموم المنطقة، وفي حقيقة الأمر إن المؤسسة الطبية هي مؤسسة يَعتَمد عليها المجتمع، لما يتطلبه المريض من دواء ورعاية صحية كبيرة وهذه ما يستبعده المعنين في الأمر من حساباتهم.

والقطاع الصحي في الريف (الغربي والشرقي) ليس بأفضل حال من المدينة حيث يتوفر في قرى الريف الشرقي مركزين صحين الأول في مدينة موحسن، والآخر في قرية بقرص، لا يتوفر بهما أية أدوية، لافتا إلى المراكز العاملة في تلك المناطق، هي، المراكز الصحية الإيرانية وتعدادها ثلاثة مراكز في مدينة الميادين والبوكمال والعشارة.