السبت 2017/06/03

واقع التعليم في المناطق المحررة

تُقام في هذه الأيام الامتحانات العامة للموسم الرابع لشهادتي الثانوية والتعليم الأساسي في المناطق المحررة لتسع محافظات سورية وهي حلب , ادلب , حماة , اللاذقية , ريف دمشق , ريف حمص الشمالي , درعا و القنيطرة .

وأفاد مراسل الجسر أحمد عبد الرحمن أن عدد المتقدمين لهذه الامتحانات هذا العام قريب من عدد متقدمي الأعوام الماضية بحسب تصريحات خاصة لوزير التربية في الحكومة السورية المؤقتة , الدكتور عماد برق . حيث بلغ عدد الطلاب والطالبات المتقدمون لامتحانات الشهادة الثانوية / 13600/ و لشهادة التعليم الأساسي /13700/ .

أما في الدورات الماضية ككل (2014 - 2015- 2016 ) فقد حصل على شهادة التعليم الثانوي مايقارب 45000 طالب وطالبة و 96000 تقريباً حصلوا على شهادة التعليم الأساسي.

بحسب تصريحات د. "عماد برق" فأن عددا كبيراً من الحاصلين على شهادة الثانوية في الدورات الثلاث الماضية قد حصلوا على مقاعد في جامعات المناطق المحررة في ادلب وحلب بكل فروعها، وقسم من الطلاب سجلوا في جامعات تركيا وعدد آخر قد سجلوا أيضاً في جامعات الاتحاد الأوربي في فرنسا , بريطانيا , السويد , ألمانيا وكندا .
وأوضح مراسل الجسر أن امتحانات الدورة الحالية تجري ضمن أعلى معايير الشفافية كون وزارة التربية قد دعت جميع الناشطين ومراسلي القنوات المنتشرين في المناطق المحررة إلى تغطية هذه الامتحانات إعلامياً، كما دعت أيضاً جميع فعاليات المجتمع المدني ومجالس المحافظات وقيادات الشرطة الحرة والدفاع المدني لإجراء جولات ميدانية ضمن المراكز الامتحانية .

ورداً على سؤال مراسل الجسر للسيد الوزير عن سبب هذه التغطية الإعلامية والزيارات الميدانية المكثفة أجاب " امتحانات هذا العام نريد لها أن تكون مراقبة من كافة فئات وفعاليات المجتمع المحلي كما أنه سيتم تقييمها عالمياً وخاصة من قبل الحكومة البريطانية التي ستجري أبحاثاً ودراسات على هذه الامتحانات بهدف الاعتراف بها في بريطانيا وإلغاء الاعتراف بالشهادات الصادرة عن مناطق سيطرة نظام الأسد ".

وفي سياق متصل صرح الأستاذ غسان كورج ,مدير معهد عندان لإعداد المدرسين بأن " وزارة التربية ومنذ ثلاث سنوات قد افتتحت 21 معهداً لكافة الاختصاصات في كافة المناطق المحررة لإعداد المدرسين , تخرَّج من هذه المعاهد مايقارب 1060 معلماً ومعلمة حصل معظمهم على فرص عمل في مدراس المناطق المحررة، وأن هذه المعاهد قد ساعدت بشكل كبير في تعويض نقص الكوادر التعليمية في المدارس ، وخاصة بعد قطع نظام الأسد لعشرات آلاف الرواتب وتحويل تلك الرواتب لجلب مرتزقة من عدة دول.

وأفاد مراسلنا أنه قد التقى بالأستاذ "جمال شحود" معاون وزير التربية في الحكومة السورية المؤقتة وصرح له بأنه " على الرغم من كل الجهود التي تبذلها الوزارة، إلا أن حوالي 50% من طلاب وطالبات المناطق المحررة من مختلف المراحل الدراسية لا يزالون منقطعين عن تعليمهم و هناك خطط مستقبلية لاستيعابهم، كما إن هناك معوقات أخرى يعاني منها القطاع التعليمي , أهمها الوضع الأمني وضعف الإمكانيات لدى الوزارة مقارنة بأعداد كبيرة من الطلاب الذين بلغ عددهم أكثر من 700000 طالب وطالبة في 2280 مدرسة.

ونتيجة سياسة القصف الممنهج التي اتبعها نظام الأسد وحلفاؤه فإن آلاف المدارس مدمرة حالياً ويصعب إعادة ترميمها نتيجة التكلفة المرتفعة اللازمة لذلك .

وفيما يخص الجهود التي بُذلت لتحسين الواقع التعليمي أفاد مراسل الجسر بحسب تصريحات مسؤولين بأن وزارة التربية قد أمنت رواتب شهرية لحوالي 1500 معلم ومعلمة خلال العام الدراسي 2016-2017 وقد اقتصر توزيع هذه الرواتب على معلمي ومعلمات الشمال السوري فقط نتيجة عدم قدرة الوزارة إيصال هذه المستحقات إلى مناطق أخرى بسبب تقطيع أوصال المناطق السورية من قبل نظام الأسد وخاصة المناطق المحاصرة، ونتيجة لذلك فإن التعليم في الشمال السوري يعتبر أفضل بكثير من تعليم المناطق الأخرى.