الخميس 2019/06/27

واشنطن تتهم موسكو بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بإدلب

اتهم المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، روسيا، بالانتهاك المتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، والذي تم التوصل إليه في أيلول الماضي.

جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال السفير الأمريكي في إفادته لأعضاء المجلس إن "أي محاولة من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه لاستخدام الوسائل العسكرية في إدلب أو في أي مكان آخر لتقويض جهود المبعوث الخاص جير بيدرسن، أو التحايل عليها، لن نقبلها".

واعتبر كوهين أن "مصير العملية السياسية للأمم المتحدة، وملايين الأرواح المدنية، متوقف على ما إذا كان النظام أو روسيا ستعمل مع تركيا لوقف المزيد من الهجمات في شمال غربي سوريا والعودة على الفور إلى خطوط وقف إطلاق النار المتفق عليها في اتفاقية سوتشي لعام 2018".

وأردف: "روسيا قدمت مرارا وتكرارا ضمانات لدعم وقف إطلاق النار، ومع ذلك فقد تم بشكل متكرر كسر هذه التأكيدات وتجاهلها".

وحذر السفير الأمريكي من أن "تتحول إدلب إلى حلب أخرى"، مضيفاً أن هناك مسارين أمام ما يجري في إدلب، الأول هو "دموي ومألوف للأسف وسينتج عنه فرار - ربما مئات الآلاف - من الناس باتجاه الشمال إلى تركيا ، أو غربًا إلى البحر الأبيض المتوسط ".

والمسار الثاني، حسب السفير الأمريكي، يتمثل في "حماية إدلب وسكانها المدنيين البالغ عددهم 3 ملايين نسمة محميون بوقف دائم لإطلاق النار تم الاتفاق عليه بين الطرفين على أرض الواقع، وتم تأييده بالإجماع من مجلس الأمن".

وأشار كوهين إلى أن "تصعيد النظام للهجمات على المناطق والمرافق والجهات الفاعلة الإنسانية ، بما في ذلك هجوم أمس على سيارة إسعاف تقل متطوعين من ذوي الخوذ البيضاء، يدل على أن نظام الأسد لا يزال يعتقد أن القوة ستجعل من حل النزاع ممكناً".

وكانت تركيا وروسيا توصلتا في 17 سبتمبر/أيلول الماضي لاتفاق سوتشي بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبها المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2018.

العملية السياسية السورية:

وحول العملية السياسية بشأن الوضع في سوريا أضاف المندوب الأمريكي: "العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف هي المنتدى الشرعي الوحيد المعترف به دولياً لإيجاد حل سياسي دائم وشامل وسلمي للنزاع في سوريا".

وأضاف : "حان الوقت لكي يشجع هذا المجلس المبعوث الخاص بيدرسن على تجربة طرق أخرى لتحقيق الحل السياسي، من خلال التركيز على الاستعداد للانتخابات في جميع أنحاء البلاد بمشاركة ما يقدر بنحو 5 ملايين لاجئ سوري ومراقبة الأمم المتحدة، عن طريق تأمين إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد".

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا "جير بيدرسن"، قال إنه يسعى لتحقيق "تفاهم أعمق" بين روسيا والولايات المتحدة، لدفع عملية السلام السورية.

وأوضح بيدرسن في مقابلة نشرها اليوم الخميس (مركز الحوار الإنساني)، ومقرّه جنيف، أن وجود لجنة دستورية في حد ذاته لن يغير الكثير في الملف السوري، مردفاً: " لكن إذا تم التعامل مع الأمر بالشكل الصحيح وإذا توافرت الإرادة السياسية فقد يفتح ذلك الباب لعملية سياسية أشمل".