الأثنين 2020/03/16

هيومن رايتس ووتش: قوات النظام تقتل مدنيين وتنكل بجثثهم (صور)

قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم الاثنين إن قوات النظام تنتقم على ما يبدو من المدنيين الذين اختاروا البقاء في المناطق التي استعادتها في إدلب.

وتُظهر صور حصلت عليها هيومن رايتس ووتش أن قوات النظام قد تكون أطلقت النار على مدنيين ونكّلت بجثثهم في البلدات التي استعادتها في محافظتي إدلب وحلب.

وحصلت هيومن رايتس ووتش على صور تُظهر على ما يبدو عناصر من "الفرقة 25 مهام خاصة" (الفرقة 25)، وهي قوات نخبة تابعة للنظام مدعومة من روسيا كانت تُعرف بـ "قوات النمر"، يقفون على جثة رجل يبدو أنهم قتلوه بعد سيطرتهم على مدينة معرّة النعمان.

وقال مايكل بَيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "قصفت القوات السورية-الروسية المناطق عشوائيا لإجبار المدنيين على الفرار الجماعي، ويبدو أنها الآن تُروِّع من بقي منهم.

ينبغي محاسبة القوات المسيئة كما وقادتها الذين لم يردعوا تلك القوات".

ووثقت هيومن رايتس ووتش في السابق هجمات عشوائية ضد البنية التحتية المدنية، واستخدام أسلحة غير مشروعة، مثل الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة والمتفجرات المرتجلة، أثناء الهجوم.

في 31 يناير/كانون الثاني، زوّد ناشط إعلامي، فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، هيومن رايتس ووتش بلقطة شاشة وتسجيل شاشة لقصة فيسبوك يبدو أنها من حساب جندي من قوات النظام، والتي يظهر فيها هذا الجندي مع جندي آخر وهما يقفان فوق جثة محترقة جزئيا، كانت لقطة الشاشة تحمل وسم "المعرة" (في إشارة إلى معرة النعمان).

وتحدثت هيومن رايتس ووتش إلى ثلاثة أشخاص حددوا هوية الجثة على أنها تعود إلى أحمد الجفال، أحد سكان معرة النعمان منذ أمد طويل والذي رفض المغادرة. أحد الثلاثة كان جار الجفال بينما الآخران كانا جزءا من فريق "الدفاع المدني السوري". كان الثلاثة يعرفونه وقالوا إن آخر مرة شاهدوه حيا كانت قبل يومين من دخول قوات النمر المنطقة.

قال عبيدة ذكرى، مسؤول الدفاع المدني السوري في معرة النعمان الذي كان من ضمن أواخر الذين أخلوا المدينة، إن الجفال اعتاد القدوم إلى المركز للحصول على الطعام والمعونة.

أضاف ذكرى: "إنه رجل بسيط اعتاد القدوم إلى مركزنا وكنا نمنحه الطعام.

في نهاية يناير/كانون الثاني، ساء الوضع جدا. اتسعت رقعة الغارات الجوية والقصف بالمدفعية وكُنّا نُخلي الجميع. ذهبت أنا واثنان آخران إلى حيث يبقى أحمد عادة لنطلب منه المغادرة معنا. رفض وقال إنه لن يغادر".

في 27 يناير/كانون الثاني، عاد ذكرى وزميل له، اختار عدم الكشف عن اسمه، إلى المدينة. قال ذكرى: "بحثت عن أحمد في كل مكان، لكن لم أتمكن من العثور عليه. غادرنا بينما كان القصف مستمرا. في اليوم التالي، دخلت القوات [الحكومية] السورية المدينة".

قال الثلاثة عندما رأوا الصورة إن الجثة تعود للجفال، بناء على ملابسه والمنطقة حيث التقطت الصورة. قارنت هيومن رايتس ووتش أيضا الجثة في الصورة بمقاطع فيديو وصور سابقة متوفرة على الإنترنت في الأيام التي سبقت وفاته، والتي كان يظهر فيها مرتديا نفس الملابس. قدم شخصان ممن قابلناهم تفاصيل عن مكان التقاط الصورة.

وراجعت هيومن رايتس ووتش الصورة، وعبر مطابقة العديد من المعالم المرئية فيها مع صور الأقمار الصناعية، يمكنها تأكيد أنها التُقِطت في معرة النعمان في المكان الذي أشار إليه الذين قابلناهم.

وشددت المنظمة على أن هذا الحادث لن يكون الوحيد الذي انتقمت فيه قوات النظام السوري من السكان بعد سيطرتها على منطقة. ففي 11 فبراير/شباط، أطلقت قوات النمر أيضا النار على نساء مسنات أثناء محاولتهن الفرار في غرب حلب، حسبما ذكرت وسائل إعلام من بينها صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية.