الأربعاء 2020/09/16

هل ينهي التصعيد الروسي الأخير “هدنة إدلب” الحساسة؟

بعد معارك مريرة بين جيش النظام وقوات المعارضة السورية ، جرى الاتفاق بين أنقرة وموسكو على وقف لإطلاق النار في منطقة إدلب في الخامس من شهر مارس الماضي.

غير أن هذا الاتفاق بات عرضة للانهيار، كما يرى بعض المراقبين مع التصعيد الروسي الأخير، عقب شن الطائرات الحربية الروسية أمس الثلاثاء، أكثر من 20 غارة جوية، فيما قصفت البوارج الحربية في البحر المتوسط عدّة مناطق.

وكانت طائرات الاحتلال الروسي قصفت أمس الثلاثاء أطراف قريتي باتنتا والشيخ بحر شمال مدينة إدلب، دون وقوع ضحايا، حسب ما أكد مراسل الجسر.

التصعيد أمر واقع.. ولكن!!

وفي معرض قراءته للأحداث أوضح الخبير العسكري السوري المعارض أحمد حمادة أن الأحداث الخطيرة التي شهدتها أمس منطقة إدلب من غارات جوية وقصف بحري، لن تؤدي إلى سقوط وشيك للهدنة التي جرى الاتفاق عليها بين موسكو وأنقرة.

ونقل موقع "الحرة" عن حمادة أن جميع المؤشرات تدل على صمود الهدنة، حيث لا تزال هناك دوريات عسكرية مشتركة بين تركيا وروسيا على الطريق الدولي "M4"، بالإضافة إلى تدريبات بينهما لمحاكاة أي هجوم قد يستهدف تلك الدوريات.

وأشار إلى أن روسيا لا تستطيع أن تنهي الاتفاق حاليا، رغم ما عرف موسكو بشأن تملصها من التزاماتها بحجة وجود "منظمات إرهابية" في إدلب وخروقات تحدث من قبل بعض فصائل المعارضة السورية.

واعتبر أن استمرار الهدنة مرتبط بالأمور السياسية أكثر من الأوضاع الميدانية، وأن ما يجري من قصف وخروقات يقوم بها النظام وحلفاؤه على الأرض لن يؤثر عليها.

واستبعد الخبير السوري وقوع مواجهة عسكرية بين تركيا وروسيا لأن الأخيرة تدرك مدى أهمية إدلب لدى أنقرة، وتجلى ذلك في دخول أعداد كبيرة من القوات التركية، مزودة بأسلحة ثقيلة ومتطورة، منوها إلى أن الطرفين لا يودان حدوث حرب إقليمية لن تحمد نتائجها أو عواقبها.

روسيا وإيران هما "الخاسر الأكبر"

وعلى نفس المنوال، أكد المحلل العسكري السوري أحمد شروف أن روسيا ومعها إيران سيكونان الخاسر الأكبر في حال انهيار "هدنة إدلب" لعدة عوامل منها أن تركيا ستغير بوصلتها باتجاه واشنطن، مما سيعزز الموقف الأميركي القوي بالأساس في سوريا رغم بطئه.

ونقل موقع "الحرة" عن شروف قوله: "موقف الولايات المتحدة هو الأقوى، بعكس روسيا التي غالبا ما تتخذ مواقف متعجلة تزيد من سوء وضعها في سوريا".

وأضاف: "روسيا باتت تعاني من انهيار شعبية النظام بين صفوف الموالاة، وحلفاؤها من المليشيات الإيرانية أصبحوا مكروهين للغاية في مناطق حكم رأس النظام بشار الأسد، لدرجة أن بعض الشخصيات من الطائفة العلوية باتت تطالب الأخير بالتنحي عن الحكم".

وفي حالة وقوع "السيناريو الأسوأ" بسقوط اتفاق وقف إطلاق النار ، يرى شروف أن روسيا ستعاني خسائر اقتصادية وسياسية كبيرة، فهي وفقا لكلامه، لديها أيضا اتفاقيات اقتصادية ومصالح مشتركة مع تركيا في آسيا الوسطى، وبخسارتها أنقرة لن يتبقى لها حلفاء في الملف السوري سوى إيران التي لا ترغب أيضا في معاداة تركيا باعتبارها نافذة اقتصادية استراتيجية لطهران في ظل العقوبات الأميركية التي قصمت ظهر "نظام المرشد".

من جانبه، توقع المعارض السوري رياض نعسان آغا أن لا تنهي روسيا اتفاق الهدنة لأن ذلك سيكون بعكس رغبة الولايات المتحدة التي سترفض هذا الأمر.

وقال لموقع "الحرة" إن الوضع على الأرض معقد، وثمة كثير من الأمور غامضة في الوقت الحالي.

جدير بالذكر أن محافظة إدلب وعموم المناطق المحررة تشهد خروقات يومية من قبل قوات النظام والاحتلال الروسي لاتفاق موسكو، حيث تقصف تلك القوات بشكل يومي المناطق المحررة بالتزامن مع محاولات تسلل متكررة.