السبت 2016/10/08

هادي بقدونس.. موسيقي النظام يشوّه مقطوعة موتسارت

لسنوات كثيرة عانى السوريون من العزف المروع للموسيقي السوري المفضل لدى النظام، هادي بقدونس، الذي كان التلفزيون المحلي يستضيفه في كل مناسبة ليقدم "إبداعاته" بالعزف على آلة الكمان، واليوم تنتقل تلك المعاناة إلى دول العالم أجمع، بعدما نقلت إذاعة "كلاسيك" البريطانية الشهيرة الخميس، خبراً صغيراً عن صدمتها بمستوى بقدونس خلال أدائه لواحدة من أشهر مقطوعات المؤلف الكلاسيكي النمساوي موتسارت، وارتكابه آلاف الأخطاء في أقل من دقيقة.

المقطع انتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستعاد السوريون ذكرياتهم المريرة مع بقدونس (58 عاماً) وسهرات التلفزيون السوري الخشبية المملة، بينما عبر آخرون عن صدمتهم بما يسمعون من نشاز لا ينتهي وتشويه لواحدة من أجمل المقطوعات في تاريخ الموسيقا الكلاسيكية، بينما اكتفى آخرون بنشر الفيديو مع عبارة "هادي حافظ الأسد بقدونس"، في إشارة لتقرب "الموسيقي العبقري" من النظام عبر العلاقات الشخصية باعتباره "عديم الموهبة".

في السياق، حاول ناشطون سوريون الاستفادة من الموقف من أجل إيصال رسالة للعالم عن مستوى الرداءة الذي يتفنن نظام الأسد في خلقها وتكريسها في المجتمع السوري، بداية من طبيعة الحكم الدكتاتوري للبلاد، وليس انتهاء بمجالات الموسيقى والفن والإعلام، الذي تشكل فيها العلاقات الشخصية و"الواسطة"، المفتاح الوحيد لدخولها، وتكريس أسماء عديمة الموهبة على حساب موهوبين حقيقيين.

وكتبت الإذاعة البريطانية في موقعها الرسمي بتهكم: "في بعض الأحيان تكون الحياة مثل خاتمة كونشرتو سيبيلوس على الكمان، تنفيذ رائع أمام حشد من الجمهور في قاعة رويال ألبرت، وأحياناً أخرى، أو ربما في معظم الأوقات، تكون مثل مقطوعة موتسارت خلال بث تلفزيوني مباشر مع مساندة من لوحة مفاتيح إلكترونية"، في إشارة لمقطع بقدونس، علماً أن الإذاعة لم تعرف مصدر الفيديو على أنه من التلفزيون الرسمي السوري، ولم تحدد هوية بقدونس أيضاً.

والحال أن الحلقة ليست جديدة، بل هي جزء من برنامج "موسيقيون في الظل" الذي عرضته قناة "سوريا دراما" المحلية العام 2014، وعاد للانتشار بعد مشاركته من قبل أفراد عبر "فايسبوك.

يذكر أن إذاعة "كلاسيك" هي واحدة من ثلاث إذاعات مستقلة تبث على المستوى القومي في المملكة المتحدة، إلى جانب "بي بي سي راديو 1" و"بي بي سي راديو 3"، وتتخصص في مجال الموسيقا الكلاسيكية منذ إنشائها العام 1992، وتعود ملكيتها لمجموعة "غلوبال راديو" الإعلامية البريطانية العملاقة.