الأربعاء 2021/12/08

نقص الوقود يفاقم أزمة النقل في دمشق

تتفاقم أزمة النقل في العاصمة السورية دمشق يوماً بعد آخر، في ظلّ نقص الوقود، ولا سيما المازوت (ديزل)، خصوصاً أن قسطاً منه يستخدم في التدفئة، مع بدء فصل الشتاء، دون أن يحصل أغلب المواطنين على مخصصاتهم منه، الأمر الذي يسبب فوضى تعرفة النقل، واستغلال حاجة المواطنين. 

 

وفي السياق، قال إبراهيم رمضان (20 عاماً)، طالب جامعي في جامعة دمشق، ويقيم في إحدى ضواحي دمشق الجنوبية، لـ"العربي الجديد": "أصبحت المواصلات رحلة معاناة يومية، عليّ أن أستقلّ وسيلتي نقل حتى أصل إلى جامعتي الموجودة في منطقة المزة، وقد يحول الازدحام الشديد دون وصولي في الوقت المطلوب". 

 

أضاف: "أصبح أمراً طبيعياً أن ينتظر الشخص نصف ساعة أو أكثر حتى تأتي حافلة نقل عام، وما إن تصل حتى يتدافع باتجاهها عشرات الأشخاص، ما يجعلها تغصّ بالركاب المتلاصقين بشكل خانق، في غياب لأي تباعد اجتماعي، في ظل وجود فيروس كورونا، إضافة إلى تسجيل حوادث سرقة بسبب الازدحام الشديد". 

 

من جهته، قال وسام عبد الكريم (41 عاماً)، موظف في دمشق، لـ"العربي الجديد"، إنه "جراء الازدحام الشديد وقلة الحافلات، يتحكم بعض السائقين بتعرفة النقل، وغالباً تكون الذريعة أنهم لم يحصلوا على مخصصاتهم من المازوت، ولا يكون أمامنا سوى الرضوخ لطلبهم، فالجميع يريد أن يصل إلى عمله أو منزله". 

 

وأضاف: "الناس متعاطفون مع السائقين، فنحن نعلم بأنه لا توجد كميات كافية من المازوت، ونشاهد طوابير على محطات الوقود بانتظار الحصول على مخصصاتهم، وكذا الغلاء الفاحش في أسعار قطع الغيار والإصلاح، الحل ليس لدى السائقين، بل في تأمين الوقود وتخفيض أسعار قطع الغيار". 

 

بدوره، قال سائق للنقل العام في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة، لـ"العربي الجديد": "أزمة النقل أساسها نقص الوقود، وعدم الانتظام في توزيعه، كذلك إن تعرفة النقل لا تؤمن دخلاً كافياً للسائقين على الحافلات، وخاصة إن كان غير مالك لها، أضف إلى ذلك ارتفاع أسعار قطع الغيار وأجور الصيانة". 

 

وأضاف: "كذلك هناك شريحة من السائقين تجد أن بيع حصتها من المازوت، أو جزء منها، أكثر فائدة من العمل، حيث إنهم لا يستهلكون المركبة ويقللون من عمليات الإصلاح، وخاصة أن هناك طلباً على شراء المازوت للتدفئة من قبل الأهالي لبدء البرد وعدم حصولهم على مازوت التدفئة". 

 

بدوره، أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق مازن دباس، في تصريح لصحيفة محلية، أنّ من المقرر أن يوضع 34 باصاً جديداً في الخدمة خلال 15 يوماً، مشيراً إلى العمل على تأمين الكميات المخصصة التي تصل إلى نحو 110 لترات شهرياً، بواقع 5 طلبات شهرياً، وكل طلب يصل إلى 24 ألف لتر، لافتاً إلى أن تعرفة الركوب 150 ليرة سورية للخطوط القصيرة ما دون 10 كيلو مترات، و200 ليرة للخطوط الأطول من 10 كيلو مترات (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد نحو 3450 ليرة)، نافياً أي إجراءات لتعديل تعرفة النقل. 

 

وبيّن دباس أن هناك دفعة جديدة من وسائل النقل من المقرر حرمانها مادة المازوت لفترة معينة، علماً أنه جرت أخيراً معاقبة 150 وسيلة نقل عامة، وحرمانها التزود بمادة المازوت لعدم التزامها خطوط عملها، ويأتي ذلك ضمن الآلية الجديدة المطبقة بتدقيق البطاقات الشهرية للتزود بالمحروقات، خاصة أن المحافظة وضعت مراقبين تابعين لمديرية هندسة المرور والنقل في المحافظة، لضبط عمل وسائل النقل العامة من باصات نقل داخلي للقطاعين العام والخاص والباصات والميكروباصات من خلال ختم البطاقات الشهرية الخاصة بالتزود بالمحروقات عن كل سفرة تقوم بها، مع استمرار رصد أي مخالفة. 

 

وذكر عضو مجلس المحافظة أن عدد وسائل النقل والباصات العاملة في دمشق يصل إلى 5800، منها ما يدخل إلى العاصمة من الريف، وجميع الوسائل تزود بمادة المازوت يومياً، وكل خط مفرز على محطة معينة لا يسمح له بالتزود بالمادة من غيرها. 

 

يشار إلى أن مناطق سيطرة النظام تعاني من نقص شديد في المحروقات، من البنزين إلى المازوت والغاز المنزلي، ما رفع أسعارها كثيراً في السوق السوداء.