السبت 2020/05/23

نظام الأسد يعيد تأهيل منشأة كيماوية بإشراف إيراني

كشفت وسائل إعلام لبنانية أن نظام الأسد يعيد تأهيل منشآته الكيماوية بإشراف إيراني مستغلاً غياب المراقبة الدولية لمنشآته الكيماوية بعد انخفاض الضغط الإعلامي.

وقال موقع "جنوبية" أمس الجمعة، إن الأسد يشتغل "الاتفاقيات الدولية التي قسمت سوريا إلى مناطق النفوذ، وغيرت مسار الضغط من مكافحة إرهاب الأسد إلى القضاء على التنظيمات المتطرفة وشغل الرأي العالمي بقضية داعش".

وأضاف الموقع أن "معلومات صفحية" أفادت بأن النظام أعاد صيانة وتأهيل الأنفاق الثلاثة التي تتبع للوحدة 416 كيمياء جنوب غرب حلب، خلال الأشهر الأربعة الماضية، مشيرا نقلاً عن "مصدر" إلى أن الأنفاق الثلاثة كانت مخصصة لتخزين مختلف أنواع السلائف الكيميائية القاتلة، وخاصة غازات الأعصاب، إضافة إلى أنها كانت تحتوي على مخابر وأجهزة متطورة.

وأضاف المصدر أن النظام قام بإخلاء وتفريغ الأنفاق الثلاثة منذ العام 2013، حيث وضعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هذه المنشأة تحت الرقابة والتفتيش الدوري، كما قامت المنظمة بتدمير ونسف مخبر التصنيع الرئيسي لتي يتبع لهذه الوحدة، وذلك بعد توقيع النظام على معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيمائية، وقيامه بتسليم ترسانته من المواد الكيمائية بوساطة روسية.

وحيث تم وضع معظم منشآت التصنيع الكيميائي تحت رقابة المنظمة الدولية؛ يبدو اليوم العكس حيث أن الأنفاق الثلاثة محمية ومحصنة بشكل كبير ومقسمة من الداخل بشكل هندسي مميز، حيث قام بحفرها وتجهيزها خبراء من كوريا الشمالية في وقتها.

وتضيف المصادر أن هذه الأنفاق تتفاوت في أبعادها، فالنفق الأول المسمى (A) هو أقصرها حيث يبلغ طوله 130مترا، بينما النفقان (B وC) يصل طولهما لحوالي 155 متراً، وهذه الأنفاق مجهزة بنظام تهوية متطور، إضافة إلى وجود عدة أبواب حماية تفتح أوتوماتيكيا في مدخل كل نفق من الأنفاق الثلاثة.

وبذلك يتبين أن النظام لم يعاود تأهيل أنفاق هذه المنشأة من أجل تصنيع الكيماوي مرة أخرى، وإنما من أجل تصنيع شيء آخر مختلف تماماً، ألا هو تصنيع وتطوير الصواريخ الموجهة (أرض – أرض) وقذائف الطيران الموجهة (جو – أرض).

وبعد انتهاء النظام من عمليات الترميم والحفر، بدأ بنقل وتسكين آلات وعدد صناعية متطورة جداً كانت إيران قد نقلتها إلى سوريا خلال وقت سابق، ومعظم هذه العدد والآلات هي صناعة كورية جنوبية مثل (فارزات CNC متطورة ماركة هونداي، وماركة كيا).

كما أفاد المصدر أن كامل عمليات نقل وتجهيز وتسكين العدد والآلات داخل الأنفاق كانت تتم ليلاً، حيث كان يمنع أي حركة في الموقع نهاراً منعاً باتاً.

وأوضح الموقع أن الإشراف الإيراني المباشر على المنشأة قد يجعلها هدف قريب للطائرات الإسرائيلية، حيث دمرت الغارات الإسرائيلية موقع تصنيع الشيخ “غضبان” شمال “مصياف” غرب حماة مرتين متتاليتين وأخرجته عن العمل نهائياً، كما تم تدمير منشآت أخرى داخل مدرسة المحاسبة (كلية الشؤون الإدارية حاليا) قرب “مصياف” بحجة صناعتها عتادا صاروخيا، فضلاً عن إغارتها عدة مرات على مركز “جمرايا” بدمشق، كان آخرها هو الهجوم على مركز “السفيرة” منذ مدة قصيرة خلال الشهر الجاري، وطبعاً لا ننسى تدمير “المعهد 6000 كيماوي” بسلاح الصواريخ الموجهة الأمريكية.

وبالرغم من شن نظام الأسد عشرات الهجمات الكيماوية ضد المدنيين موقعاً الآلاف بين قتيل ومصاب، إلا أن المجتمع الدولي غض الطرف عن تلك الجرائم خلال السنوات الماضية ولم يفعل آلية لمحاسبة الأسد، ما تسبب باستمرار نظام الأسد بشن هجمات كيماوية ضد المدنيين العزل بغطاء روسي إيراني.