الخميس 2018/07/12

ناشينال إنترست…ترامب يعزز نفوذ “الهلال الشيعي” من إيران لـ”إسرائيل”

قالت مجلة "ناشينال إنترست" الأمريكية، إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسهم في تعزيز نفوذ إيران في سوريا، فهو لم يقم بأي شيء من أجل الدفاع عن اتفاق وقف إطلاق النار جنوب سوريا الذي كانت الولايات المتحدة جزءا رئيسياً منه.

وبحسب المقال الذي كتبه كل من؛ بينيت غروس، المدير التنفيذي للتحالف المتعدد الجنسيات للاجئين السوريين، ومدير الإغاثة في التحالف ذاته، شادي مارديني، فإن سياسة ترامب في الشرق الأوسط تؤدي إلى الإضرار بمصالح الولايات المتحدة، فهي ستمكن إيران، وتؤدي إلى زعزعة استقرار الأردن، وأيضاً يضر بـ"إسرائيل"، التي سبق لها أن وصفت ترامب بأنه أعظم صديق.

ويتابع الكاتبان: "يجب على الرئيس ترامب أن يظهر التزامه بوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا الذي وافقت عليه الولايات المتحدة قبل عام، وإلا فإنه يخاطر بأن يسمح لنظام الأسد على إجبار عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين لطلب الحماية من "إسرائيل" عن طريق إقامة مخيم على طول الحدود معها وإجبار عشرات الآلاف على الانضمام إلى أكثر من مليون شخص فروا إلى الأردن، علاوة على ذلك، فإن انهيار وقف إطلاق النار سيجلب القوات المدعومة من إيران إلى مسافة قريبة من حدود إسرائيل".

وخلال الأيام القليلة الماضية، شن نظام الأسد هجوماً كبيراً على جنوب غرب البلاد قرب الحدود الإسرائيلية، وهي منطقة كانت تعتبر الأكثر سلماً من بقية أجزاء سوريا، حيث يعد هذا التوغل  المدعوم من روسيا وإيران، انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

الغريب، كما يرى الكاتبان، أن أي ردة فعل أمريكية كانت غائبة على هذا الانتهاك، ولم يبد الرئيس ترامب أي تفاعل مع ما جرى في سوريا، عكس ما كان يتوقعه الكثير، فوصول الأسد والميلشيات الموالية إلى تلك المنطقة يعني "انتصار كبير "لإيران و"نكسة حادة" للأردن و"إسرائيل".

ويضيف الكاتبان: "وصول إيران إلى تلك المنطقة سيجعل الهلال الشيعي الذي تسعى له طهران، مكتمل تقريباً، وسوف ينتشر النفوذ الإيراني على طول الطريق الواصل من طهران إلى حدود إسرائيل".

كما أن وصول إيران لهذه المنطقة سيكون "سيء" للأردن أيضاً، فالأردن اليوم يوفر الدعم لقرابة مليون وربع المليون لاجئ سوري، ولم يعد قادر على استيعاب لاجئين جدد.

من هنا، يجب على ترامب أن يفعل شيئاً، بحسب مقال الصحيفة، يمكنه أن يغرد، يمكنه أن يدين فلاديمير بوتين ، يمكنه أن يدين الأسد لانتهاكه وقف إطلاق النار ويحذره من هذا التوغل، فتهديدات ترامب بالنسبة لسوريا تحمل وزناً حقيقياً، فلقد سبق له أن نفذ غارتين على مواقع وأهداف سوريا.

لقد بدأ الكثير من حلفاء أمريكا يشككون في التزام ترامب بتحالفاته التقليدية، بحسب ما يختتم الكاتبان مقالهما، ومع ذلك لم يكن هذا الحال مع "إسرائيل"، فقد تقدم ترامب وبشكل أحادي ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس بوصفها عاصمة لدولة "إسرائيل"، وبنفس الأسلوب الأحادي عليه أن يواجه إيران ويمنع وقوع الكارثة على طول الحدود السورية مع الأردن و"إسرائيل"، كل ما يحتاج إليه، "بعض الوقاحة التي عُرف بها طيلة الفترة الماضية".