الجمعة 2016/08/05

من هو “إبراهيم اليوسف” الذي أطلق الثوار معركتهم الجديدة في حلب باسمه؟

أعلنت كتائب الثوار في حلب انطلاق معركة جديدة لتحرير "مدفعية الراموسة" ، التي يحشد النظام فيها ما يقارب ألف عنصر، وتحتوي مستودعات لعشرات الأطنان من الأسلحة المتطورة والذخائر، وأطلقت كتائب الثوار على المعركة اسم إبراهيم اليوسف ، الذي كان رمزاً لمقاومة نظام "حافظ الأسد" أواخر سبعينيات القرن الماضي ، فمن هو الشهيد (إبراهيم اليوسف)؟

النقيب "إبراهيم اليوسف" هو ضابط سوري، قام في عام 1979 م بإطلاق شرارة المواجهات العلنية بين تنظيم الطليعة المقاتلة وقوات النظام، والتي تسببت بمجازر وحشية ارتكبها النظام بحق عشرات آلاف السوريين في ذلك الوقت.

ولد النقيب الشهيد، بحسب موسوعة (ويكيبديا) في قرية تادف بريف حلب عام 1950، ثم انتقلت عائلته لمدينة الرقة وكان عمره سنتين، درس بمدارس الرقة وعندما كان في الصف العاشر وبعد نكسة حزيران، فكر مع صديق له أن يؤسس حزباً إسلامياً لإسقاط نظام حزب البعث في سوريا.

التقى في الصف الحادي عشر مع "عدنان عقلة" الذي كان يخدم والدُه في سلك الشرطة في الرقة وبعد أن نالا الشهادة الثانوية افترقا.

التحق عدنان بالجامعة في فرع الهندسة، بينما لم يستطع إبراهيم أن يسجل لسوء حالة والده المادية وهو الولد الأكبر لعشرة أولاد، لهذا قرر الانتساب للكلية الحربية.

شارك اليوسف في حرب تشرين، ولاحظ انتشار الفساد والطائفية في الجيش وكيف كانت الرتب العالية تمنح للضباط العلويين دون الطوائف الأخرى.

وفي أحد الأيام استدعي إبراهيم لمحاكمة حزبية واتهم بأنه يضيع وقته في الصلاة فرد قائلا: أنا أصلي بوقت استراحتي بينما هناك آخرون يشربون الخمر، فتم تجاهل الموضوع، ولكن بعد فترة قصيرة نقل من قطعته العسكرية في الجبهة السورية إلى مدرسة المدفعية في مدينة حلب، وعرف إبراهيم أن نقله كان عقابا له على صلاته فشعر بالألم للمعاملة العنصرية التي تعرض لها.

عاد إبراهيم إلى حلب والتقى بصديقه القديم "عدنان عقلة" (مسؤول تنظيم الطليعة بعد مروان حديد) الذي لم يكن قد تخرج بعد، وزاره عدة زيارات في الجامعة وتبادل معه الأحدايث حول الوضع القائم آنذاك في سوريا.

وعرف عدنان أن ما يفكر به إبراهيم هو محاربة النظام بالقوة، فعرض عليه الانضمام لجماعة "مروان حديد" ووافق إبراهيم على ذلكوكان هذا في كانون الثاني/يناير 1977 وفي العام نفسه رقّي إبراهيم لرتبة نقيب وأصبح أحد المنظمين لجماعة سرية (الطليعة) فبدأ بأخذ الحيطة والحذر وتغيير سلوكه والإيهام بعدم التدين ليستطيع العمل بنجاح.

كانت مهمته أن يكتب مسحاً لضباط المدرسة من ضباط جيدين وسيئين، وبقي على هذه الحال وكان يأتيه مسؤول تنظيمي كل أسبوع ليطلعه وليتدارسوا الأحداث ، استمر على هذا المنوال حتى آذار/مارس من عام 1979 عندما لاحق الأمن جماعة مروان حديد وجماعة الإخوان المسلمين السورية، ولكن إبراهيم بقي بعيداً عن الشبهة لأنه لا يعرف سوى عدنان عقلة ومسؤوله التنظيمي.

اعتقل مسؤوله التنظيمي وبقي يعيش هاجس الخوف من الاعتقال وفكر بترك الجيش، وكان عدنان عقلة قد منعه من ترك الجيش، فهو على رأس عمله يخدم التنظيم أكثر من أن يلاحق ويصبح عالة عليهم فهم يبيتون في كل بيت ليلة أو ليلتين لا أكثر حتى لا يسقطون في الاعتقال.

بقي عدنان وإبراهيم يفكران بعملية رداً على ملاحقة الأمن للتنظيم، وكانت تتوالى أخبار التعذيب من داخل السجون واعتقال كل من هو متدين ويصلي، كما تم إعفاء كل مدرس متدين من التدريس ونقله لصالح وزارة التموين، وإعفاء المعلمات المتدينات من التدريس ونقلهم لوظائف إدارية.

عرض إبراهيم فكرة أخذ طلاب الدورة التي يقوم على تدريبها كرهائن يبادلون فيهم أسرى أو كي يعلم العالم بما يحصل في سوريا من تمييز عنصري وطائفي، وظلوا يناقشون العملية أيام عدة وتداعياتها على الوضع العام وكيفية تنفيذها.

ليتوصلوا إلى لنتيجة مفادها أنها ستكون عملية استشهادية ويمكن ألا يخرج أحد من الشباب حيّاً وأما عن تداعياتها فهي ستنبه السوريين إلى الطائفية التي تستشري في جيش النظام .

تم تنفيذ العملية وقتل الطلاب العلويين، وذلك في 16 حزيران/يونيو 1979، واستنكر الاخوان المسلمون العملية، واتهموا إبراهيم اليوسف بأنه بعثي نفذ العملية لانتقام شخصي، وأنه ليس من الطليعة المقاتلة، بالرغم من أن جماعة الطليعة المنشقة عن الاخوان ساهموا في تنفيذ العملية.

تمت ملاحقة إبراهيم اليوسف، كما عرض النظام العفو عن شباب الطليعة مقابل تسليم إبراهيم اليوسف للأمن فرفضوا ذلك، وعرض بعض شباب الطليعة على إبراهيم الخروج من سوريا إلى اليمن ففضل إبراهيم البقاء في بلده وقتال النظام بالكفاح المسلح.

تنقل إبراهيم بين البيوت وقواعد تنظيم الطليعة وقام ببعض العمليات العسكرية مع أعضاء التنظيم، وبعد حوالي عام تقريبا استطاع النظام السوري قتل النقيب إبراهيم اليوسف في 2 حزيران/يونيو 1980.

كما تمت ملاحقة أسرته واعتقال جميع أفرادها وتعذيبهم والتنكيل بهم، واستمر اعتقال زوجته "عزيزة جلود" حتى لا يفكر أحد من ضباط الجيش بمعاداة السلطة.