الخميس 2021/10/28

مليشيا “حزب الله” العراقي تعتقل مدرسين في الرقة بعد تحذيرهم من “انتشار التشيع”

تعاني المناطق الشرقية السورية من تسلط الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، وسط غياب دور فاعل من سلطات النظام ومؤسساته.

 

وفي حادثة تعكس مدى تسلط تلك الميليشيات، داهم عناصر من ميليشيا «حزب الله» العراقي مدرسة الكواكبي في مدينة السبخة بريف الرقة الشرقي، واعتقلت اثنين من مدرسي مادة التربية الإسلامية بتهمة التحذير من انتشار المذهب الشيعي.

 

وأكد الناشط الإعلامي، مهران الفراتي، في تصريح خاص لـ«القدس العربي» أن عناصر الميليشيا اقتادوا المعلمين إلى أحد مقرات «حزب الله» العراقي، في قرية الجابر في ريف الرقة، دون ورود أي أنباء عن مصيرهما. وبيّن الفراتي، أن الحادثة جرت يوم الاثنين، مشيراً إلى أن القوات التابعة للنظام التي كانت متواجدة هناك لم تتخذ أي إجراء لحماية المعلمين، ممتنعاً عن ذكر أسماء المعلمين، بسبب المخاطر على حياتهما. 

 

من جانبها، تحدثت الناشطة الإعلامية راوية المحمد، عن نفوذ واسع للميليشيات في المحافظات الشرقية منها. وروت لـ«القدس العربي» جانباً من الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات، قائلة: قبل يومين أبلغت دوريات من ميليشيا حركة النجباء المزارعين في ريف الرقة بمنعهم من زراعة أرضهم، أو الاقتراب منها بشكل نهائي، بهدف بناء وحدات سكنية عليها وتسليمها لعوائل عناصرها، كما قامت الميليشيات المدعومة من إيران، بالاستيلاء على أراضٍ واسعة تعود ملكيتها لفلاحي المنطقة، حيث تزعم أنهم يعملون مع خلايا تنظيم «الدولة» أو عناصر في الجيش الحر، وتستولي على أراضيهم بسبب وجودهم خارج المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام».

 

المتحدث الرسمي باسم «مجلس القبائل والعشائر السورية» الشيخ مضر حماد الأسعد، قال إن الحديث عن تغلغل الميليشيات الإيرانية في وادي الفرات ليس بالأمر الجديد، لكن الواضح أن الميليشيات انتقلت مؤخراً من الترغيب لنشر المذهب الشيعي، إلى الترهيب.

 

وأضاف لـ«القدس العربي» أن مخطط الميليشيات كان يقوم على استمالة الأهالي بالأموال وتقديم الحماية، واليوم نرى أن الميليشيات باتت تكشر عن أنيابها لكل من يعارض مشاريعها المذهبية في المنطقة».

 

وحسب حماد الأسعد، فإن أي تحذير من المد المذهبي من قبل الأهالي يقابل حالياً بالاستهداف والاغتيالات، وقال «هذا ما يسفر كثرة الاغتيالات للوجهاء الذين ترى فيهم إيران عائقاً أمام تنفيذ المخططات المذهبية، وهذا ما يسفر حادثة اعتقال المعلمين في ريف الرقة».

 

وعن دور النظام؛ أكد المتحدث الرسمي أن ما يجري من تضييق واغتيالات يتم بالتواطؤ والتنسيق مع النظام قائلاً «النظام بدأ ينسق مع إيران منذ تسعينيات القرن الماضي، منذ بدأت إيران تنفيذ مخططها الهادف إلى نشر المذهب الشيعي في دير الزور، بهدف تأسيس حواضن شعبية في هذه المنطقة».

 

وقال الأسعد، إن إيران خطت خطوات في نشر المذهب الشيعي في المحافظات الشرقية السورية، والآن تقوم بالتضييق على كل من يخالف أوامرها هناك. وفي دير الزور، بدأت ميليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، ببناء قاعدة عسكرية جديدة تقع بالقرب من المعبر الحدودي السوري – العراقي البوكمال/ القائم، على جانب نهر الفرات.

 

وأوضح موقع «الشرق نيوز» المختص بالتطورات في شرق سوريا، أن ما يسمى بمنظمة «جهاد البناء» الإيرانية، هي من تشرف على عمليات البناء، مشيراً إلى القاعدة الجديدة هي الثانية من نوعها بعد «قاعدة الإمام علي»، التي بنتها الميليشيات في المنطقة ذاتها. وحسب الموقع، تعمل الميليشيات على بقاء طويل الأمد في سوريا خاصة في المنطقة الشرقية من أجل تحصين مشروعها بالتمدد إلى دول الجوار العربي.