الثلاثاء 2017/02/14

ملخص المناظرة بين هيئة تحرير الشام ولواء اﻷقصى

نشرت هيئة تحرير الشام ملخصا للمناظرة التي جرت بينهم وبين لواء الأقصى وأبرز ما جاء فيه :

الحمد لله، وبعد..

إعمالا بواجب اﻹنذار، وإقامة الحجة، والبيان والتبيان؛ جلس إخوانكم في هيئة تحرير الشام ممثلين بثلاثة من الشرعيين المُرسلين من الهيئة وبعض القادة العسكريين، مع أمير لواء اﻷقصى "أبو عبد الله الغزاوي"، وشرعييه الاثنين "أبو أحمد حاس، أبو ذر الصوراني"، وبحضور عدد كبير من المجاهدين من قاطع الملاحم وعلى رأسهم الشيخ "أبو عبد الرحمن المكي" شرعي الملاحم، وكذلك حضر الجلسة "أبو محمد الزور"، و"خالد خطاب"، وغيرهم.

وقد استمرت المناظرة أكثر من 6 ساعات (ابتدأت الساعة 9 مساء وانتهت الساعة 2 فجرا)، وقد جرى فيها أمور كثيرة، وقد طلبنا أن تُسجل المناظرة حتى لا يتم تحريف الكلام بعد الانتهاء من النقل، ولكن رفض ممثلو اللواء رفضا قاطعا وأصروا على ذلك، ولأننا في باب إعذار وإقامة حجة؛ فقد بدأنا بالمناظرة والنقاش.

ونظرا لحضوري هذه المناطرة؛ فهذه شهادتي أمام الله فيما حصل فيها؛ إعذارا لله وللتاريخ، نبين فيها أهم ما جرى في المناظرة، وهو عدة أمور:

1- الكذب والتقية: فقد زعم أبو عبد الله الغزاوي أنهم ليسوا مبايعين للدولة، ولا يكفرون المسلمين بغير مكفر، وأنهم لا علاقة لهم بالخوارج، وأنهم يتبرأون من فكر الخوارج.. الخ، وصار يقسم اﻷيمان على ذلك، وينفي عنه تهمة الغلو ويذكر أنه على معتقد أهل السنة؛ لكنه يصر على عدم تسمية الكفار في الساحة من المسلمين، وعند سؤاله: ما قوالك في هيئة تحرير الشام؟ قال: أتوقف فيهم لا هم مسلمون ولا هم كفار، وعند سؤاله عن أبي جابر قال أنه مرتد كافر، وكذلك اﻷحرار والزنكي وجيش السنة؛ فكلهم كفار مرتدون، قال ذلك مرارا وتكرارا وأصر عليه، وعندما سألنه عن المناط في ذلك لم يعرفه؛ وكلما يذكر مناطا نلزمه بلازم فيرجع عن هذا المناطو يذكر غيره، حتى قال في النهاية: أنا لا أعرف لكن هؤلاء كفار مرتدون، وأنا مجتهد في ذلك.

قلنا لهم: من علماؤك في ذلك؟ قال: ناصر الفهد!! يقول بتكفير هيئة تحرير الشام؛ فلما قلنا له أن الشيخ في السجن والهيئة جديدة تراجع و"مشى الموضوع"، وقال بعدها: المقدسي يكفر اﻷحرار؛ قلنا: بل لا يكفرهم، فقال: المقدسي يصيب ويخطئ!! وهكذا ينفي عن نفسه أنه خارجي، ويقول بقول الخوارج ويعتقد اعتقادهم في المخالف.

وللعلم فقد قال لي بالنص: أنت مرتد (يعني كاتب المقالة هذه: الزبير الغزي!) بعد أن قلت له أن قولكم قول الخوارج، وأنكم بهذا تكونون خوارج، رغم أنه يعرفني منذ كنت في غزة!

وهذا ليس كلام أبو عبد الله الغزاوي فقط بل حتى شرعيوهم؛ فأبو أحمد حاس قال أن كفر الزنكي ردة مغلظة، وليس لهم عندنا إلا السيف!! وعند سؤاله عن المناط بدأ يلف ويدور ولا يثبت على رأي ثم اعتذر عن مقولته!! فيا للعجب يكفر القوم ثم يعتذر عن تكفيرهم في نفس المجلس.

وبسؤالنا لأبي أحمد حاس -الذي عرفه الغزاوي أنه الشرعي العام للواء- عن الهيئة هل هم مسلمون؟ قال: هم مسلمون بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع!!! وهذه مقولة ما قال بها حتى الخوارج اﻷولون!

2- الجهل: فالقوم يكفرون كل الفصائل في الساحة، ويتوقفون في أسلمة الهيئة مع تكفيرهم لقائدها الشيخ أبي جابر بالعين، ولا يملكون أي حجة في ذلك، ولا يعرفون ضوابط الخوارج المؤثرة فيهم لجعلهم خوارج، ولا أحكام الطوائف، رغم إقرارهم جميعا أنهم أقل من طلبة علم، ورغم كون أحسنهم حالا لا يحسن النطق بدون لحن، ورغم عدم ضبطهم لبابٍ واحد في التكفير، ولا لفهم مناطات المسائل المؤثرة في اﻷحكام، ويعترفون أنهم لا يعرفون عالما واحدا وافقهم على قولهم، وعند تقريرهم بلوازم أقوالهم يرجعون عنها عند أي اعتراض ويلفتون ويعودون للمراوغة.

ومن أمثلة ذلك أنهم يرون أنه يعتبرون التكفير للمسلمين أمرا اجتهاديا، ولذلك اعتبروا تكفير الهيئة اجتهاديا لأنهم بهذا يقلدون الشيخ ناصر الفهد -كما زعموا- وهم كاذبون؛ فلم يقل بهذا الشيخ ناصر أصلا؛ فضلا عن غياب الواقع عنه هنا، ولما سألناهم: هل تقولون بهذا الاجتهاد وتكفرون الهيئة؟ قالوا: لا، ولكن هذا اجتهاد!!

3- رفض المحكمة الشرعية: فقد كانت مطالبنا للواء اﻷقصى متمثلة في ثلاثة أمور رئيسية لا نريد منهم سواها؛ أن يعلنوا براءتهم من البيعة للدولة في بيان رسمي، وأن يعلنوا أنهم ليسوا على منهج الخوارج في تكفير المسلمين وقتلهم على ذلك، وأن ينزلوا لمحكمة شرعية يرتضيها الطرفان من أيِّ قاضٍ في الساحة، فبعد جهد جهيد ولأي وعناء وافقوا على الأولى والثانية، وقالوا في الثالثة: لا يوجد أي قاضٍ في الساحة نرتضيه، ولا يوجد أي قاض مستقل أبدا، ونحن نحاسب جنودنا فأثبتوا عليهم الجرم ونحن نحاسبهم -أي عند قضاة اللواء-! فالخصام فيهم وكذا التحاكم؛ عجبًا!

وهنا تدخل التركستان وشنعوا على لواء اﻷقصى وبهدلوهم وذكروهم بالله وبينوا خطأ كلامهم وأنه مثل كلام الدواعش تماما؛ فتراجع اللواء قليلا ورجعوا للتقية تحت الضغط وقالوا: سنبحث عن قاضي، وبحثوا فلم يجدوا قاضيا يرتضوا دينه، وبعد قليل أثناء الجلسة قال الغزاوي أمير لواء اﻷقصى بالنص:

أنا لا أقبل إلا قاضيا يكفر أبا جابر أمير الهيئة، وأيضا يكفر الأحرار!!

فجعل تكفير أبا جابر واﻷحرار من شروط القاضي، ولذلك كان لا يُطرح عنده قاض إلا يقول: أجلس معه اولا ثم أرد عليكم هل أقبل به أم لا!! وهكذا رفض حكم القضاء الشرعي بشروط لا تذكرنا إلا بشروط جماعة الدولة.

رغم أنا قلنا لهم: أنتم تدعون كفرنا فارفعوا ذلك للقاضي، ونحن نرفع الدعوى على خارجيتكم بالأدلة القاطعة عند القضاء، ومن طُلب منا أحضرناه بالقوة ولو حكم القاضي بقتله قتلناه؛ لكن القوم للأسف يدعون الشريعة لكن لا يطبقونها إلا على الناس لا على أنفسهم، ولذلك رفضوا المحكمة وشروطهم في الحقيقة رغم التوقيع على ذلك بوضع عراقيل على اﻷمر للتهرب منها بأي وجه!

فبالأمس اشترط البغدادي على الفصائل تبيان حكم الأنظمة، واليوم يشترط الغزاوي على الهيئة قاضيا يكفّر الأحرار وأبا جابر الشيخ!

4- مدح الدولة والتحدث بلسانها: يقولون أنَّهم لم يبايعو الدولة، ولكن أثناء الجلسة قال أبو عبد الله الغزاوي للإخوة: اعتبروني دولة وخاطبوني باعتباري دولة، وقال كذلك: أنا أريد أن أصلح بين القاعدة والدولة!

وقال: نحن لنا تواصل

هذا ما حصل في مناظرة اليوم، ونشهد الله على صحته، ونباهل على ذلك.

فقد كانت هذه المناظرة إعذارًا إلى الله ولعلهم للحق يرجعون؛ لكن القوم في غيهم سادرون

اللهم هل بلغنا، اللهم فاشهد، والحمد لله رب العالمين..