الأثنين 2020/06/01

مساع روسية للسيطرة على مطار القامشلي

بعد أيام قليلة من تعيين يفيموف مبعوثا رئاسيا خاصا، وتوقيع بوتين على مرسوم يفوض وزارتي الدفاع والخارجية بإجراء مفاوضات مع نظام الأسد بغية تسليم العسكريين الروس منشآت ومناطق بحرية إضافية في سوريا، كشفت مصادر إعلامية محلية عن اعتزام موسكو استئجار مطار القامشلي بمحافظة الحسكة الخاضع لسيطرة النظام، لمدة 49 عاماً، في إطار اتفاق سيتم توقيعه مع نظام الأسد.

المصادر تحدثت عن مخطط روسي للاستيلاء على المطار، كما هو حال مطار حميميم العسكري في الساحل السوري.

وكانت مصادر أكدت في وقت سابق أن روسيا تحاول تشكيل قوة لها، وخاصة من العشائر العربية في المنطقة، على رأسها عشائر الجوالة والجبور والطي والشرابيين والبكارة، موضحة أن روسيا رصدت مبالغ مالية تتراوح بين 250 إلى 500 دولار أمريكي شهرياً، لإغراء الشباب، والإعفاء من التجنيد الإجباري ضمن قوات النظام، زاعمة أن مهمة المليشيات ستكون حماية آبار النفط في المنطقة، بعيداً عن العمليات القتالية والمعارك.

وحسب مصدر خاص لـ”القدس العربي” فإن ما تشهده الحسكة من تمدد روسي، يؤكد سعي الأخيرة إلى تقوية وجودها في المدينة الغنية بالثروات النفطية والزراعية (الحبوب، القطن).

ولفت المصدر طالباً عدم الكشف عن اسمه إلى الأنباء عن قيام روسيا بتشكيل مليشيات عسكرية من أبناء العشائر في الحسكة، وقال: “تخطط روسيا لوجود طويل في سوريا، والسيطرة على قاعدة جوية في الحسكة التي تقع في أقصى شمال سوريا، تأتي خدمة لهذا الهدف”.

ومتفقاً مع المصدر، أكد الصحافي السوري، فراس علاوي، بدء المرحلة الثانية من الإستراتيجية الروسية في سوريا، موضحاً لـ”القدس العربي” أن “روسيا بنت استراتيجيتها في سوريا على التدخل العسكري والسياسي بداية، ومن ثم انتقلت في المرحلة الثانية إلى تثبيت وجودها لفترة طويلة الأمد، من خلال اتفاقيات اقتصادية وعسكرية مع نظام الأسد”.

وأضاف أن الروس يعتقدون أنهم استطاعوا الانتهاء من حالة الحرب، ولذلك يأتي تعيين يفيموف لتثبيت تلك الاتفاقيات.

وحول أهمية مطار القامشلي، أوضح علاوي أن لدى الروس رغبة بالسيطرة على مناطق قريبة من حقول إنتاج النفط السوري، لإيجاد موطئ قدم اقتصادي لها، يمكنها من تمويل وجودها لفترات طويلة في سوريا، موضحاً أن “المطار القريب من حقول النفط، تعني السيطرة عليه ربط الساحل السوري بالشرق السوري جواً”.

في المقابل، شكك الباحث في مركز “عمران للدراسات”، نوار شعبان، في حديثه لـ”القدس العربي”ـ بالأنباء التي تتحدث عن رغبة روسيا باستئجار مطار القامشلي، عازياً ذلك إلى “عدم حاجة الروس إلى عقود للسيطرة على المطار، طالما أن المطار متاح أصلاً لطائراتها العسكرية، وليست بحاجة إلى دفع تكاليف إضافية”.

وقال: “ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن رغبة روسية بالسيطرة على مطار القامشلي، حيث تم تناقل أخبار في نهاية العام الماضي عن ذلك”.

ولا يعني ذلك بحسب شعبان أن المطار لا يشكل أهمية لروسيا، وقال: “تستخدم روسيا المطار لتغذية نقاطها العسكرية في شمال شرق سوريا، النقاط التي تم نشرها بعد عملية “نبع السلام” بتنسيق مع الجانب التركي”.

وأضاف أن “مطار القامشلي يعد بمثابة الوريد لتغذية نقاط الوجود الروسي في المنطقة، كذلك تعمل روسيا على بناء حاضنة محلية في شمال شرق سوريا، وهذا الأمر يتطلب قواعد لوجستية روسية هناك”.

وتابع شعبان أن روسيا تحاول تحقيق شيء من التوازن مع الوجود الأمريكي في المنطقة، حيث تمتلك الولايات المتحدة قواعد عسكرية عدة، وقال: “روسيا محتاجة لقاعدة جوية في الحسكة، وخصوصاً مع الخطورة العالية للتحركات البرية ما بين الساحل السوري والشرق السوري، بسبب النشاط المتزايد لخلايا تنظيم الدولة في البادية السورية”.

يذكر أن نظام الأسد كان قد احتفظ بالسيطرة على مطار القامشلي، إلى جانب مربع أمني داخل مركز المدينة التي يتقاسم السيطرة عليها مع مليشيات “قسد”.