الخميس 2021/09/02

مسؤول أميركي: أفغانستان ليست العراق ولا سوريا ولا نريد تغيير النظام في دمشق

أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، أن مهمة بلاده في "أفغانستان اكتملت" في حين أن الوجود العسكري الأميركي في العراق وشمال سوريا "سيبقى".

 

وطمأن هود العراقيين وما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، شركاء الولايات المتحدة في سوريا بالحرب ضد داعش، وذلك في المقابلة التي تناول فيها ملفات أخرى، من اليمن إلى لبنان والسلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى موقف واشنطن من سيف الإسلام القذافي.

 

أفغانستان ليست العراق ولا سوريا

وردا على سؤال عن إمكانية تكرار سيناريو أفغانستان في سوريا والعراق، قال هود: "أريد أن أقول بشكل لا لبس فيه إن أفغانستان ليست العراق ولا سوريا. العراق بلد فريد من نوعه. إنه واحد من أكثر الدول تعددية في الشرق الأوسط ولديه مصالح ستستمر مع الولايات المتحدة."

 

وأضاف "مهمتنا في أفغانستان اكتملت. مصالحنا في العراق ستستمر مع الوقت، وهذا لا يشمل الأمن فقط إنما أيضاً مساعدة قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية لهزيمة داعش بشكل نهائي وهذا سيأخذ وقتا".

 

وأردف المسؤول الأميركي قائلا: "لدينا مصالح أكثر ستستمر هناك في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتربية. وهذا لن يفاجئك ربما أن هناك مليوناً ونصف طالب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا درسوا في الولايات المتحدة في العقدين الماضيين. لدينا أكثر من 160 مليار دولار في تجارة البضائع لا تشمل الخدمات والنفط".

 

وأكد في معرض رده على سؤال إن كان ذلك يعني أنه ليس هناك انسحاب أميركي من العراق وسوريا في المستقبل القريب، أن "الرئيس كان واضحاً جداً بأن وجودنا العسكري في العراق وسوريا سيبقى. في العراق يتحول إلى مهمة غير قتالية، لأن قوات الأمن العراقية قامت بعمل جيد في استخدام معداتنا وتدريبنا وإرشاداتنا ومعلوماتنا الاستخبارية لقتال داعش وهذا سيتواصل".

 

وعن مطالبة مترجمين عراقيين بإعادة توطينهم في الولايات المتحدة على غرار ما حصل مع زملاء لهم من أفغانستان، قال هود: "كان لدينا برنامج 'تأشيرات هجرة خاصة' للناس الذين ساعدونا في العراق عمل لعدة سنوات وهو مستمر. فلا مشكلة في ذلك".

 

تغيير تصرفات نظام الأسد

وبشأن قصف نظام بشار الأسد لدرعا الذي أدانته الولايات المتحدة، قال مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى: "نرفع الصوت كما قلت لإدانة تدمير الأسد لشعبه وسنواصل عمل ذلك".

 

وأضاف: "جيشنا في سوريا من أجل قتال داعش وهذا هو السبب الوحيد لوجوده هناك. لا نسعى إلى تغيير النظام في دمشق. ولكن نسعى بالتأكيد إلى تغيير تصرفات نظام الأسد. لذلك لدينا عقوبات مثل قانون قيصر ولدينا إجراءات أخرى نتخذها ضد النظام وداعميه على مدى أعوام ولكننا لسنا في سوريا لقتال بشار. نحن هناك لقتال داعش".

 

وردا على سؤال عن إمكانية ممارسة ضغط إضافي لتغيير الوضع في سوريا ودفع النظام إلى التفاوض، قال هود: "كما رأيت عندما اجتمع وزير الخارجية الأميركي مع وزراء خارجية آخرين على هامش اجتماعات روما للحديث خصيصاً عن هذا الموضوع. نريد أن نعمل مع المجتمع الدولي لتغيير تصرفات نظام الأسد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية والحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار حيث يمكن للناس أن يبدأوا ممارسة حياة صحية من جديد. ولكن هذا غير ممكن عندما يلاحق نظام الأسد شعبه لأنه يتظاهر ويطالب بحياة أفضل".

 

حزب الله والنفط الإيراني

وبشأن إعلان حزب الله عزمه استيراد بترول من إيران وسط استمرار أزمة الطاقة في لبنان، قال: "أعتقد أنني رأيت قبل أن آتي إلى هنا أن الحكومة اللبنانية أوضحت أنها لم تطلب أي نفط من الحكومة الإيرانية".

 

وفي رده على أن حزب الله هو من طلب هذا النفط، جدد التأكيد أن الطلب لم يأت من الحكومة، مضيفا: "سنراقب ذلك بعناية. وبالتأكيد لا نشجع الحكومات على استيراد النفط من إيران لأنها تخضع للعقوبات، ولكننا نتطلع إلى أي وسيلة ممكنة لمساعدة الشعب اللبناني ليس فقط في مجال النفط إنما أيضاً في المساعدات الإنسانية. لذلك الحكومة الأميركية هي أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني ليس فقط منذ انفجار المرفأ في أغسطس من عام 2020 ولكن لسنوات عديدة مضت".

 

وعن الانتخابات التشريعية المقبلة في لبنان، قال هود: "نحن نؤمن بشدة بالديمقراطية، ونعتقد أن الانتخابات هي الوسيلة الديمقراطية الأفضل للشعب للتعبير عن رأيه. لذلك نريد أن نرى انتخابات عادلة وشفافة في لبنان ولكن لا يمكن للناس الانتظار، فهم بحاجة إلى حكومة تعمل الآن ويريدون أن تطبق حكومتهم إصلاحات تفيدهم الآن".

 

وأضاف "ليس هناك أي سبب لعدم تمكن القادة السياسيين من التوافق على تحقيق ذلك. أعرف أن هناك وفداً من الكونغرس موجود في بيروت الآن يحمل نفس الرسالة هذه من المشرعين الأميركيين وسيستمع القادة السياسيون إلى نفس الرسالة من الرئيس بايدن والوزير بلينكن حتى يشكلوا حكومة قادرة على تحقيق إصلاحات".

 

فتح قنصلية أميركية في القدس

وردا على سؤال بشأن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، الذي اعتبر فيها أن خطة إدارة بايدن لإعادة فتح قنصلية أميركية في القدس فكرة سيئة، وتوقعاته بشأن إعادة فتح القنصلية قريبا، قال المسؤول الأميركي: "هذا الأمر موضع نقاش دبلوماسي بين البلدين ولا نريد الدخول في تفاصيل ذلك".

 

وأضاف "أتوقع أن يكون لدينا انخراط قوي مع الشعب الفلسطيني ومع الشعب الإسرائيلي. لأن ما نحاول فعله الآن هو توفير الشروط التي بموجبها يمكن تحسين حياة الناس في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وهذا يعني تحسين الكهرباء والمياه والعناية الصحية والتلقيح ضد كورونا. لماذا؟ لتوفير الظروف من أجل أن يصبح حل الدولتين ممكناً".

 

إعادة توحيد اليمن

وفي ملف حرب اليمن واستمرار هجمات الحوثيين على السعودية وتقويض ذلك لعملية السلام، أكد هود أنه"لم نتردد في وضع أشخاص ومسؤولين حوثيين على لائحة العقوبات بالشكل المناسب".

 

واستدرك قائلا: "ولكن وضع كل المنظمة على لائحة الإرهاب صعبة وتخلق صعوبات لعملية تسليم الأغذية والنفط ولا نريد خلق هذا الوضع. وسنواصل التركيز على أفعال الأفراد ونحاول تغيير تصرفاتهم كي يتحول اليمن من أسوأ كارثة إنسانية في العالم ليصبح بلداً مستقراً ليس في حالة حرب مع جيرانه مثل السعودية، وحيث يمكن لحكومة وحدة وطنية أن تبدأ بإعادة توحيد البلاد".

 

سيف الإسلام.. "مجرم حرب"

وعن التقارير التي تحدثت عن عزم سيف إسلام القذافي الترشح للانتخابات الرئاسية الليبية في ديسمبر، قال هود: "أعتقد أن كل العالم لديه مشكلة في ذلك. هو واحد من مجرمي الحرب. يخضع لعقوبات الأمم المتحدة ولعقوبات أميركية. من يترشح للانتخابات الرئاسية أمر يقرره الشعب الليبي ولكن نعم سيكون لدينا إلى جانب المجتمع الدولي الكثير من المشاكل إذا كان رجل مثله رئيساً لليبيا".