الثلاثاء 2020/07/28

مخيمات الشمال السوري المحرر.. مواجهة غير عادلة مع كورونا

من بقايا قماش الملابس البالية والقليل من المطاط تجتهد أم حسان في خياطة كمامات محلية الصنع لأطفالها الثلاثة بمخيم دابق في ريف حلب الشمالي، في محاولة لمنع وصول وباء كورونا إلى أسرتها.

فقد تم تسجيل أكثر من 20 حالة في المناطق المحررة بالشمال السوري، وباتت الجائحة تهدد آلاف النازحين الهاربين من جحيم المعارك.

وتقول أم حسان (43 عاما) إنها في كل يوم تقوم بتجميع بعض القماش من الملابس القديمة لحياكة الكمامات بعد أن تعذر على الأسرة شراء الكمامات الطبية من الصيدليات في البلدة جراء ارتفاع سعرها وعدم توفرها بشكل دائم.

ونقل موقع "الجزيرة نت" عن أم حسان -وهي نازحة من مدينة حلب- أن أهالي المخيم لم يفكروا بالوقاية من الوباء إلا بعد أن أطلقت فرق من الدفاع المدني حملة تعقيم شاملة للمخيم، وتوزيع منشورات توعية وبعض علب مواد التعقيم والكمامات على سكانه لمنع وصول الوباء إليهم.

وتأمل النازحة الأربعينية أن تبقى وأسرتها في مأمن من المرض بعد نجاتهم من قصف طيران النظام وحليفه الروسي على حلب وخروجهم منها بأعجوبة، وتؤمن في النهاية بأن "الحامي الله" حسب قولها.

تباعد اجتماعي:

ورغم تحذيرات وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة من تفادي التجمعات وحثها الأهالي على ارتداء الكمامات الطبية فإن من الصعب تطبيق ذلك في المخيم المقام على أرض طينية تفتقر إلى شبكة مياه الشرب والصرف الصحي، حيث تلتصق الخيام ببعضها للاستفادة من أدنى مساحة ممكنة، فتضطر عائلتان للسكن في خيمة واحدة.

ويرى النازح من إدلب مروان الحمد حسب "الجزيرة نت" أن التزام أهالي المخيم بشروط التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة لا يتجاوز 10%، في ظل الازدحام السكاني والوقوف في طوابير للحصول على الماء من المناهل.

وعلى وقع موجة الحر التي تضرب المنطقة يؤكد الحمد (29 عاما) أنه بالكاد يستطيع الجلوس لساعة فقط في النهار، فأشعة الشمس الحارقة تجبره ورجال المخيم على الاستظلال بأشجار الحرش القريب من المخيم.

وبشأن مواد التعقيم والكمامات الطبية، يقول الحمد إنها باهظة الثمن، وليست من أولويات سكان المخيمات الذين يبحثون عن قوتهم اليومي مع اقتراب العيد.

وأضاف أن إحدى منظمات الإغاثة وزعت بعض الكمامات والمعقمات على السكان لمرة واحدة، وتم استهلاكها في وقت لاحق.

وأمس الإثنين، أعلنت شبكة الإنذار المبكر شفاء 4 حالات من فيروس كورونا وإنهاء العزل لدیها، ليصل بذلك العدد الكلي لحالات الشفاء إلى 12.

ولم تسجل المناطق المحررة أمس أي إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليستقر العدد الكلي للحالات إلى 29.

وكان فريق "منسقو استجابة سوريا" حذر من حركة نزوح جديدة لعشرات العائلات من ريف إدلب الجنوبي نتيجة استمرار التصعيد العسكري من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية لها، ما يهدد بتفشي فيروس كورونا بين النازحين.

ويتتالى تسجيل إصابات شبه يومية بفيروس كورونا في المناطق المحررة بالشمال السوري، وسط مخاوف من تفجر الفيروس وتحوله إلى كارثة يصعب السيطرة عليها في المنطقة، بسبب البنية الطبية الضعيفة واكتظاظ السكان.