الخميس 2021/08/26

متحور دلتا يتفشى في إدلب

تسجل مناطق سيطرة المعارضة السورية ارتفاعاً في عدد المصابين بفيروس كورونا منذ بداية الأسبوع الجاري، بعد انتشار متحور دلتا شمال غرب سوريا.

 

وفيما تراوح عدد الإصابات اليومي في الأسابيع الماضية بين 220 و330 سجل يوم الأحد ارتفاعاً كبيراً مع الكشف عن 835 إصابة جديدة بينها 590 في مدينة إدلب، ما دفع مديرية الصحة والمؤسسات الطبية إلى دق ناقوس الخطر، خاصة مع انتشار متحور دلتا الذي يصيب صغار السن ويتميز بقدرة أعلى على العدوى والتسبب بالوفاة.

 

وشهد يوم الثلاثاء تسجيل حصيلة هي الأعلى منذ الكشف عن أول حالة شمال غرب البلاد، في 9 تموز/يوليو 2020، مع الإعلان عن إصابة 985 شخصاً، بينما لم تحدث وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني المعارض الأرقام المتعلقة بالوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس منذ الأحد.

 

وكانت مديرية الصحة في إدلب قد أعلنت عن إجراءات لمواجهة الموجة الجديدة من الوباء، على رأسها تسريع وتيرة التلقيح وزيادة عدد الفئات المستهدفة بالتطعيم، لتشمل المرحلة الثانية الكوادر الطبية والانسانية وأصحاب الأمراض المزمنة من عمر 18 سنة وما فوق، بالإضافة إلى تخفيض عمر الكبار المشمولين بالحملة إلى خمسين عاماً، والمشتغلين بالشأن العام إلى 30 عاماً.

 

وسبق للمديرية أن عقدت اجتماعاً مع منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) "بهدف تنسيق الجهود الخاصة بعمل نظام الإحالة لمصابي كوفيد-19، وذلك نتيجة الارتفاع الحاد في أعداد المصابين بالفيروس خلال الأيام الماضية" حسب بيان رسمي.

 

ويعتقد الكثيرون من السوريين أن الإحصاءات الصادرة عن عدد المصابين بالفيروس بمناطق سيطرة المعارضة هي الأكثر شفافية في سوريا، حيث تعتبر الأرقام التي تصدرها كل من حكومة النظام و"الإدارة الذاتية" لشرق سوريا غير مقنعة.

 

وحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام الثلاثاء، فقد أصيب 112 شخصاً بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة، بينما سجلت أربع وفيات وعشرين حالة شفاء، ليبلغ اجمالي الإصابات 27115.

 

وحذّر وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور مرام الشيخ من أن المنطقة ذاهبة باتجاه ذروة جديدة مشابهة أو ربما أشد من الموجة التي حصلت في الذروة الأولى في آخر شهرين من 2020 على صعيد انتشار فيروس كورونا.

 

وأضاف في تصريح ل"المدن"، أنه "لوحظ ارتفاع بالحالات بمعدل 50 إصابة في اليوم خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو، بعد أن انحسرت الإصابات لتصل إلى صفر حالة يومياً أو بما لا يتجاوز 10 حالات يومياً في الفترة بين شباط/فبراير وحزيران،يونيو 2021، ثم عاودت الحالات للانخفاض في الأسبوع الأول من شهر آب/اغسطس، قبل أن ترتفع بشكل حاد لتصل إلى معدل 75-95 إصابة يومياً، ثم قفزت قفزة واضحة لتصل لحوالي 350 إصابة باليوم في آخر أسبوع، ووصلت إلى 835 حالة جديدة في يوم واحد (الثلاثاء)".

 

وأشار الشيخ إلى ما تعانيه المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة جراء الموجة الجديدة من الجائحة، "حيث ارتفعت بشكل حاد وواضح نسب الإشغال في مراكز ومشافي العزل، سواءً في الأجنحة أو العناية المشددة، مع ملاحظة أن الارتفاع في حالات التهوية الاصطناعية حتى الآن كانت أقل مقارنةً بحالات الاستشفاء العادية الخفيفة و المتوسطة".

 

وعلى الرغم من أن استجابة اللقاح المعتمد في هذه المناطق تنخفض بمواجهة المتحور دلتا إلى نسبة فاعلية 67 في المئة، إلا أن الشيخ حثّ المشمولين بالمرحلة الثانية على تلقى اللقاح، مشيراً إلى أن عدد الجرعات المعطاة للسكان في المرحلة الأولى حوالي 58000 جرعة، منها حوالي 8700 شخص تلقوا جرعتين كاملتين، والباقي حوالي 49300 تلقوا جرعة واحدة.

 

يذكر أن وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة قد تلقت مؤخراً الدفعة الثانية من لقاحات أسترازينيكا، والبالغ عددها 34000 جرعة، وقبلها كانت الدفعة الأولى قد بلغت 54000 جرعة.