الجمعة 2020/09/04

ماذا سيفعل “بايدن” مع “الأسد” إذا فاز في الانتخابات؟

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه إذا فاز المرشح الديموقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر فسيرث مسؤولية إصلاح نهج الولايات المتحدة تجاه سوريا، الذي كان فشلاً ذريعاً منذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وأضافت في مقال لجوش روجين بعنوان: "على بايدن إصلاح أكبر خطأ في السياسة الخارجية لأوباما"، أن حملة بايدن تعد بزيادة المشاركة الأميركية في سوريا وزيادة الضغط على رئيس النظام بشار الأسد لتأمين بعض الكرامة والأمان والعدالة للشعب السوري. وذكّرت بأن هذا الوعد هو نفسه الذي لم يفِ به والذي كان يسمعه السوريون من الولايات المتحدة منذ 10 سنوات.

وأشار الكاتب إلى أن تعليقات بايدن العلنية على سوريا كانت نادرة، وفي المناظرات الأولية قال إنه إذا انتخب فسيحتفظ بالوجود الصغير للقوات الأميركية في سوريا. وانتقد بايدن ترامب لتخليه عن الأكراد خلال الهجوم التركي عليهم. وهذا الأسبوع انتقد ترامب لفشله في الرد على القوات الروسية التي تهاجم القوات الأميركية في شمال سوريا.

العام الماضي، وصفت نائبة بايدن، السناتور كامالا هاريس، النائب الجمهوري تولسي جابارد بأنه "مدافع" عن الأسد كاشفةً عن الخلاف داخل الحزب الديموقراطي بشأن سوريا. ويلقي العديد من التقدميين باللوم على الولايات المتحدة في المعاناة السورية، لكن بايدن وهاريس يلومان الأسد وروسيا وإيران.

وينقل الكاتب عن مسؤولي حملة بايدن أن إدارته حال فوزها ستعيد الانخراط في قضية سوريا دبلوماسياً وستزيد الضغط على الأسد وستمنع دعم الولايات المتحدة لإعادة إعمار سوريا، حتى يوافق الأسد على وقف فظائعه وتقاسم السلطة. ويرى بعض مسؤولي إدارة أوباما، الذين يعملون الآن مع بايدن أن هذه هي فرصتهم لإنجاز الوعد الذي لم يُحترم.

وقال مستشار بايدن للسياسة الخارجية توني بلينكن: "لقد فشلنا في منع الخسائر المأساوية في الأرواح وكذلك الملايين من الأشخاص الذين أصبحوا لاجئين أو نازحين داخلياً، وهذا شيء علينا جميعاً أن نتعايش معه". وأضاف "هذا أحد الأشياء التي ننظر فيها بجدية، وبعد ذلك، إذا تم تكليفنا بالمسؤولية، فهذا شيء سنحتاج إلى التصرف بشأنه".

ارتكبت إدارة الرئيس باراك أوباما أخطاء عديدة. وكان من بينها قرار الإعلان عن خط أحمر لم يجرِ تطبيقه، والثقة في موسكو لضمان إزالة أسلحة الأسد الكيماوية، وتسليح المعارضة السورية بما يكفي لخسارة الحرب ببطء.

إدارة ترامب ارتكبت أيضاً "أخطاء فادحة"، بحسب الصحيفة. "لقد وجهت ضربة قاصمة لتنظيم الدولة في سوريا لكنها خسرت السلام بخيانتها لقوات سوريا الديموقراطية التي ساعدتنا، وقطعت المساعدات عن المنطقة. فوّض ترامب الدبلوماسية إلى تركيا وروسيا، ونفذّ هجومين خادعين للعرض، ثم أعلن انسحاب القوات الأميركية مرتين، وعاد مرتين وتفاخر بسرقة النفط".

وأشار الكاتب إلى أن بعض الأميركيين السوريين يشكّون في وعود بايدن ويشعرون بالقلق بعدما علموا أن المسؤول السابق في إدارة أوباما في سوريا ستيفن سايمون، الذي جادل بقوة ضد الضغط المتزايد على الأسد، هو عضو في الفريق الاستشاري للشرق الأوسط في حملة بايدن. لكن مسؤولي الحملة يقولون إنه واحد من أكثر من 100 عضو في الفريق وإن آراءه لا تعكس آراء الحملة أو بايدن.

كما تسببت خطة الشراكة التي أطلقتها حملة بايدن بالشراكة مع المجتمع العربي-الأميركي في حدوث ارتباك بقولها إن إدارة بايدن "ستحشد الدول الأخرى لدعم إعادة إعمار سوريا"، وهو ما يريده الأسد. أثار هذا تساؤلات حول ما إذا كان بايدن يعتزم التنفيذ الكامل لقانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا الذي تم سنه مؤخراً، والعقوبات الأشد حتى الآن ضد الأسد وأعوانه والصناعات الحكومية التابعة للنظام الكبيرة وأي كيان دولي يتعامل مع النظام.

وقال بلينكن إن قانون قيصر "أداة مهمة للغاية" لمحاولة الحد من قدرة نظام الأسد على تمويل عنفه والضغط عليه لتغيير سلوكه. وأضاف أن القانون ينص على إعفاءات للمساعدات الإنسانية، معتبراً أن الأسد وليس الولايات المتحدة هو مصدر معاناة شعبه.

ونقل الكاتب عن كبير مستشاري السياسة في "أميركيون من أجل سوريا الحرة" كنعان رحماني قوله إنه لتهدئة المخاوف يجب على موظفي السياسة الخارجية لبايدن نشر خطة مفصلة لطريقة قيام إدارته بإنهاء هذه الحرب المروعة التي دخلت عامها العاشر والمساعدة في حماية المدنيين السوريين.

وقال رحماني: "بصفتنا أميركيين سوريين نريد أن نعرف أين يقف جو بايدن من سوريا. وأي حملة تريد استعادة القيادة الأميركية في العالم يجب أن تكون مزودة بأناس يؤمنون بالديموقراطية وحقوق الإنسان".

لا توجد إجابات سهلة في سوريا ، لكن ترك الأسد ينجو بفعلته لن يجلب السلام أو يحافظ على سلامتنا. وعدُ بايدن باستخدام القيادة الأميركية ونفوذها لفرض نتائج أفضل هناك هو الأمر الصائب الذي يجب القيام به والأمل الوحيد للشعب السوري، تختم الصحيفة مقالها.