الأربعاء 2020/04/22

مؤشرات بقرب إزاحة الأسد.. دراسة روسية تتحدث عن أخطر مرحلة يعيشها النظام

تتواصل الهجمات الإعلامية من قبل بعض وسائل الإعلام الروسية ضد نظام الأسد والفساد الذي خلفه، وجاءت هذه المرة من قبل مسؤول روسي سابق.

السفير الروسي السابق في دمشق “ألكسندر أكسينينوك” أعد دراسة لمركز الأبحاث الروسي “RIAC” المقرب من وزارة الخارجية الروسية، جاءت فيها انتقادات واسعة لنظام الأسد، وذلك بعد التقارير الروسية التي تحدثت عن الفساد في نظام وعائلة الأسد، متحدثاً في الوقت نفسه عن ضرورة التفكير بمستقبل سوريا ومصير قيادات النظام.

ونشر المركز قبل عدة أيام الدراسة، وجاء فيها أن نظام الأسد لا يحكم سيطرته بشكل كامل على المناطق التي يتواجد فيها، مشيراً إلى سهولة حصول اختراقات في بعض المدن والبلدات التابعة له.

وأضاف السفير الروسي أن النظام يعيش أسوأ أحواله على الإطلاق منذ 9 أعوام، موضحاً أن هذه المرحلة أخـطر على نظام الأسد من المراحل السابقة التي شهدت أعمالاً عسكرية ضده، موضحًا أن ما حصل على الأراضي السورية خلال 9 سنوات ماضية، قد أنتج مؤسسات ومراكز نفوذ لا يهمها النهوض باقتصاد البلاد والعمل على تنميته.

وأشار السفير في الدراسة إلى وجود تحديات اقتصادية بالجملة تواجه نظام الأسد، وذلك بعد انخفاض الناتج المحلي، وخروج معظم البنى التحتية عن الخدمة على إثر الأعمال العسكرية، فضلاً عن نقص الكوادر في مختلف المجالات منها الطبية والتعليمية، بالإضافة لعدم وجود مسؤولين أكفاء من الممكن أن يتولوا مناصب حساسة.

وشدد السفير الروسي على أن كبار رجال الأعمال والتجار السوريين، والمسؤولين في حكومة الأسد، قد ساهموا في انهـيار الاقتصاد السوري، بسبب الفسـاد المنتشر والرشاوى، وتحكم بعض الضباط من آل الأسد بالمعابر التجارية، الأمر الذي جعلهم يجمعون أموالاً طائلة خلال الفترة الماضية.

ولفت “أكسينينوك” إلى أن هناك عدة أشياء على نظام الأسد القيام بها من أجل أن ينهض بالاقتصاد السوري، لكنه لا يملك المقومات الأساسية لفعل ذلك، نظراً لعدم إمساكه بزمام الأمور في البلاد بشكل كامل.

ولفت السفير الروسي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودول الخليج، تربط مساهمتها في عملية إعادة إعمار سوريا، بالبدء بعملية الحل السياسي في البلاد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي ينص على إجراء تعديلات دستورية تليها انتخابات رئاسية بإشراف الأمم المتحدة.

وعن إدلب.. يرى “أكسينينوك” أنه على الرغم من تقدم قوات نظام الأسد بدعم روسي في الشمال السوري، إلا أن الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب، وضعت سقفاً للحدود التي لا يمكن تجاوزها، مشيرا إلى أن نظام الأسد تكبد خسـائر بشرية كبيرة في الفترة الأخيرة، فضلاً عن الخسـائر في العتاد، لافتاً أن النظام لم يعد بمقدوره متابعة الأعمال العسكرية، نظراً لنقص العنصر البشري، الأمر الذي كانت روسيا تقوم بتغطيته، من أجل مساعدة قوات الأسد على الثبات والتقدم.

وأوضح “أكسينينوك” أن نية روسيا باستعادة محافظة إدلب، قد اصطـدمت بتصميم تركي كبير على عدم التفريط في المنطقة، وذلك من أجل استكمال مشروعها بإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، مشيرا إلى أن هدف تركيا في المرحلة الراهنة، السيطرة على المنطقة الممتدة من الطريق الدولي “إم 4” الذي يصل مدينة حلب بمدينة اللاذقية، حتى الحدود التركية، وذلك عبر الاستعانة بالفصائل التابعة لها في إدلب.

وأشار السفير الروسي إلى أن ما حصل من تـوتر في العلاقات بين روسيا وتركيا أواخر شهر شباط/ فبراير الفائت، قد أظهر الاختلاف الكبير في وجهات النظر بين البلدين، بما يتعلق في الملف السوري، وأضاف "يجب علينا أن نعيد التفكير بمستقبل سوريا وتحديدا في مصير قيادات النظام، فدمشق ليست مهتمة بإظهار منهج بعيد المدى ومرن بل تراهن على الحلول العسكرية فقط".

ولفت السفير إلى أن هناك مشاورات على أعلى المستويات بين روسيا وتركيا من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة لمستقبل سوريا على الصعيد السياسي والاقتصادي.

اقرأ أيضاً..

الإعلام الروسي يواصل هجومه على النظام: “عشيرة الأسد” شبكة فساد

وكانت وسائل إعلامية روسية عدة وجهت انتقادات حادة لبشار الأسد ونظامه، وتحدثت عن وجود فساد كبير داخله، الأمر الذي قرأه مراقبون على أنه بداية لتفكير موسكو بخيار إزاحة بشار الأسد عن الحكم تمهيداً للحل السياسي الذي لا يزال معرقلاً بسبب استمراره في رأس الحكم.