الجمعة 2015/12/11

مؤتمر المعارضة السورية بالرياض يمهد لمفاوضات مع النظام الشهر المقبل

اختتمتْ قِوى المعارضةِ السوريةِ اجتماعَها في الرياضِ بإصدارِ بيانٍ ختاميٍّ شدَّدَ على ضَرورةِ التسويةِ السياسيةِ للقضيةِ السوريةِ بناءً على بيانِ جِنيف واحد والقراراتِ الدَّولية، وتشكيلِ هيئةٍ عليا.

واتَّفَقَ المجتمعونَ في العاصمةِ السعوديةِ على أنْ تكونَ الدولةُ مَدنيَّةً ديمقراطيةً وغيرَ مركزية، مؤكِّدينَ أنَّ هدفَ التسويةِ هو تأسيسُ نظامٍ سياسيٍّ جديدٍ لا مكانَ فيه لرأسِ النظامِ أو أيٍّ من أركانِ حكمه.

وأبدى بيانُ الرياضِ استعدادَ المشاركينَ للتفاوضِ مع ممثلينَ عن النظامِ السوريِّ استناداً لبيانِ جِنيف واحد وبرعايةِ الأممِ المتحدةِ وضمانَتِها وخلالَ فترةٍ زمنيةٍ محددة.

كما طالبَ المشاركونَ النظامَ بخَطواتِ حُسْنِ نيَّةٍ، منها وقفُ أحكامِ الإعدامِ، وإطلاقُ سراحِ كافةِ المعتقلين، وفكُّ الحصارِ عن المناطقِ وإدخالُ المساعداتِ، والامتناعُ عن إلقاءِ البراميلِ المتفجرة، ووقفُ القصفِ الروسيِّ على المدنيينَ ومناطقِ المعارضة.

وشدَّدَ المشاركونَ على تطبيقِ المرحلةِ الانتقاليةِ وِفقَ بيانِ جِنيف واحد ، وضرورةِ مغادرةِ الأسدِ وأركانهِ مع بدايةِ تلكَ المرحلة.

كما تمَّ الاتفاقُ على تشكيلِ هيئةٍ عليا للمفاوضاتِ من اثنينِ وثلاثينَ عضواً، بينَهم عشَرةٌ للفصائلِ وتسعةٌ للائتلافِ وخمسةٌ لهيئةِ التنسيقِ وثمانيةُ مستقلين.

واتفقتْ فصائلُ المعارضةِ على أنْ يضُمَّ وفدُها في المفاوضاتِ المرتقبةِ خمسةَ عشرَ عضواً، على ألا يكونَ لأيٍّ منهم دورٌ في العمليةِ الانتقالية.

إلى ذلك ..أعلنَ منظمو مؤتمرِ الرياضِ أنَّ وفدينِ من المعارضةِ والنظامِ سيلتقيانِ الشهرَ المقبل.

وفي مؤتمرٍ صحفيٍّ عقده أمسِ قالَ رئيسُ مركزِ الخليجِ للأبحاثِ عبد العزيز الصقر الذي تَرَأسَ المؤتمرَ إنَّ وفداً من المعارضةِ سيلتقي بوفدٍ من النظامِ في الأيامِ العشرةِ الأولى من كانونَ الثاني المقبل.

من ناحيته.. أكَّدَ عضوُ الهيئةِ العليا لإدارةِ المفاوضاتِ مع النظامِ السوريِّ، لؤي صافي، أنَّ المعارضةَ ملتزمةٌ بإجراءِ مفاوضاتٍ شريطةَ وقفِ القصف، وضبطِ التدخُّلِ الروسيِّ المنحازِ للنظام، مضيفاً في مؤتمرٍ صحفيٍّ أنَّ إعادةَ هيكلةِ الجيشِ السوريِّ تُعَدُّ ضَرورةً كي تحافظَ القواتُ العسكريةُ والأمنيةُ على وحدةِ سوريا لا على بقاءِ رأسِ النظامِ السوري.

ومن جهته.. قال عضو الائتلافِ الوطنيِّ السوريِّ المعارض منذر أقبيق، إنَّ مؤتمرَ الرياضِ اتَّفقَ على تشكيلِ هيئةٍ عليا للمفاوضاتِ تُمثِّلُ كلَّ فصائلِ المعارضةِ والشخصياتِ السياسيةِ والعسكرية، معتبراً أنَّهم سيصبحونَ صُنَّاعَ القراراتِ فيما يتعلَّقُ بالتسويةِ السياسية.

وفي سياقٍ متصل .. رحَّبَ وزيرُ الخارجيةِ الأمريكيُّ جون كيري بنتائجِ مؤتمرِ الرياضِ للمعارضةِ السورية، معتبراً أنَّ التقدُّمَ الذي تمَّ إحرازُهُ في كلٍّ من فيينا والرياض سيُسَهِّلُ التوصُّلَ إلى حلٍّ سياسيٍّ للقضيةِ السوريةِ وِفقاً لبيانِ جِنيف، معترفاً في الوقتِ نفسِهِ بوجودِ صعوبات.

وقالَ كيري في بيانٍ له إنَّهُ يُرَحِّبُ بالنتائجِ الإيجابيةِ لمؤتمرِ الرياض، بما في ذلك التوصُّلُ إلى إجماعٍ حولَ مبادئٍ لسوريا تعدُّديةٍ وديمقراطيةٍ، وكيفيةِ دعمِ الحلِّ السياسيّ، كما رحَّبَ بوضعِ هذه المجموعةِ السوريةِ المتنوعةِ اختلافاتِها جانباً. على حد تعبيره.

وأكَّدَ أنَّهُ بالرَّغْمِ من أهميةِ ما حقَّقَهُ مؤتمرُ الرياضِ، فإنَّنا نُدْرِكُ صعوبةَ العملِ الذي ينتظرُنا، لكنَّنا سنبقى عازمينَ على الاستمرارِ في السعي لتسويةٍ سياسية.