الأثنين 2022/02/21

كشف ثروات عربية في سويسرا..”خدام ومخلوف” على رأس القائمة

حصلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية على تسريب بيانات بنكية لعشرات الآلاف من عملاء بنك "كريدي سويس"، الذي يعد أحد أكبر مصرفين في سويسرا. وتشير معلومات الصحيفة إلى أن المصرف قبِل "قادة مستبدين ومفسدين" من بلدان عدة حول العالم بينها دول عربية.

 

وبحسب الصحيفة فإن أبرز الأسماء الواردة في التسريبات هم نائب حافظ الأسد عبد الحليم خدام، ورجل الأعمال السوري محمد مخلوف، خال رئيس النظام بشار الأسد، ونجلا الرئيس المصري السابق جمال وعلاء ومبارك، بالإضافة للملك الأردني عبد الله الثاني.

 

مخلوف وخدام وحسابات مليونية

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه على مدى السنوات التي كان فيها حساب "كريدي سويس" الخاص بخدام مفتوحاً، تمكن خدّام من جمع عشرات الملايين من الدولارات، من النقد وأسهم الشركات والقصور الفخمة، وهي ثروة مذهلة بالنسبة لموظف رسمي.

 

وتؤكد تفاصيل حساب "كريدي سويس" الذي يمتلكه خدام بالاشتراك مع زوجته وأبنائه الثلاثة، أن الأسرة راكمت بالفعل ثروة كبيرة عندما كان خدام في منصبه، وتم فتح الحساب في عام 1994، ووصل إلى أعلى رصيد له بما يقرب من 90 مليون فرنك سويسري في أيلول/سبتمبر 2003.

 

بالمقابل ووفقاً لموقع قناة روسيا اليوم، فقد ورد اسم محمد مخلوف ضمن هذه التسريبات، حيث يمتلك حساباً مالياً كبيراً، وهو ينشط داخل سوريا وخارجها في مجالات تجارية تشمل التبغ والعقارات والمصارف والنفط.

 

علاء وجمال مبارك

ونشرت الغارديان تفاصيل تشير إلى أنه من ضمن الواردة أسماءهم في التسريبات، نجلا الرئيس المصري السابق حسني مبارك، علاء وجمال، اللذان أسسا إمبراطوريات تجارية في مصر، وامتدت علاقتهما بالبنك لعقود، مع فتح أول حساب مشترك لهما في عام 1993.

 

فيما ينقل موقع روسيا اليوم أن الأخوين مبارك كانا يمتلكان 6 حسابات في بنك "كريدي سويس"، وتم فتح أحد حسابات علاء في وقت مبكر يعود إلى عام 1987، عندما كان يبلغ من العمر 27 عاماً. وكان هناك حساب مشترك آخر لهما بلغ حداً أقصى قدره 277 مليون فرنك سويسري. وهذا المبالغ وفقاً للغارديان جرى الإعلان عنها من قبل السلطات المصرية منذ سنوات لكن لم يجرِ تأكيدها أو نفيها.

 

وتشير المعلومات إلى أن أصول الأخوين مبارك في البنك قد تم تجميدها بعد الثورة التي شهدتها مصر في العام 2011، على الرغم من عدم تأكيد أحد ذلك صراحة. ومن خلال محاميهما، قال آل مبارك إن جميع أصولهم "تم التصريح عنها، وتمت حيازتها بالكامل من أنشطتهم التجارية المهنية"، وأنها "نشأت من مصادر مشروعة وقانونية بالكامل".

 

كما تضمنت البيانات تفاصيل عن حساب رئيس جهاز المخابرات المصرية السابق عمر سليمان وبعض شركائه. وتبين وفقاً لتلك البيانات أنهم ملّاك منتفعون لحساب برصيد 63 مليون فرنك سويسري -أي حوالي 65 مليون دولار- خلال العام 2007.

 

وتقول "الغارديان" إن سليمان كان شخصية مرهوبة الجانب في مصر، حيث أشرف على عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان واسعة النطاق.

 

شخصيات عربية أخرى

وجرى الكشف من خلال هذه التسريبات عن وجود حسابات في بنك "كريدي سويس" تملكها شخصيات استخباراتية وعسكرية وأفراد في عائلاتهم، ومنهم شخصيات في الجزائر والأردن واليمن والعراق.

 

أبرز هذه الشخصيات خالد نزار، والذي تولى منصب وزير الدفاع في الجزائر حتى عام 1993، وشارك في انقلاب أدى إلى اندلاع حرب أهلية وحشية، اتُهم فيها المجلس العسكري الذي كان عضواً فيه بالإخفاء القسري والاعتقالات الجماعية والتعذيب وإعدام المعتقلين.

 

بالإضافة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والذي يمتلك 6 حسابات، بما في ذلك حساب تجاوز رصيده 224 مليون دولار، وفق ما ذكرته صحيفة  "نيويورك تايمز" الأميركية.

 

لكن الديوان الملكي الأردني نفى في بيان، وجود "سلوك غير قانوني أو غير لائق" في ما يتعلق بالحسابات المصرفية للملك الأردني أو أفراد عائلته.

 

وقالت الصحيفة إن مصدراً مجهولاً أرسل لها على صندوق بريد آمن، هذه البيانات. وأشارت إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان المصدر الذي أرسل المعلومات شخصاً واحداً أم مجموعة، لافتة إلى أنها أجرت تقييماً للبيانات المسربة، التي تتركز حول الفترة من أربعينات القرن الماضي حتى بداية العقد الماضي.

 

ونشرت صحيفة "الغارديان" مساء الأحد، تفاصيل هذه التسريبات. وأشارت البيانات إلى أن من بين عملاء البنك متورطين في التعذيب وتجارة المخدرات، وغسل الأموال، والفساد.

 

وشملت التسريبات تفاصيل الحسابات المرتبطة ب30 ألف عميل من عملاء مصرف "كريدي سويس"، أحد أكبر البنوك الخاصة بالعالم، وهذا التسريب كشف المستفيدين من أكثر من 100 مليار فرنك سويسري -أي ما يعادل 108 مليارات دولار- تم إيداعها في واحدة من أشهر المؤسسات المالية في سويسرا.