السبت 2022/01/08

قوات النظام والاحتلال الروسي تهدد لقمة عيش الملايين في الشمال المحرر

فيما تحاصر موجات الثلوج والصقيع ملايين النازحين السوريين، وتهدد حياتهم القذائف المدفعية والصاروخية براً وجواً، حذرت المنظمات الإنسانية من خطورة تركيز غارات النظام وروسيا على مناطق الإنتاج ولقمة عيش النازحين وانهيار البنى الهشة في مخيماتهم شمال غربي سوريا.

 

ونبهت منظمات إنسانية من الخطر المحدق بمقومات البقاء ومصادر دخل مئات الأسر في مناطق متفرقة من ريف إدلب الجنوبي والغربي وريف حلب الغربي، شمال غربي سوريا، عدا عن تأثير ذلك على الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية والخطر الذي يهدد الثروة الحيوانية في المنطقة التي تتسم بطابعها الزراعي وتعتمد على تربية الدواجن والحيوانات كمصدر رزق لمئات العوائل التي فقدت مصادر دخلها، نتيجة نفوق 26 ألف طائر، وقطعان من الأبقار والمواشي، إضافة إلى حيوانات أخرى إثر قصف الحلف الروسي – السوري.

 

قصف مزارع ومناطق إنتاج تعدّ مصدر رزق لمئات العوائل

مدير المكتب الإعلامي لدى الدفاع المدني السوري، محمد حمادة قال لـ«القدس العربي» إن المنظمة وثقت خلال الحملة الروسية الأخيرة، التي امتدت منذ 11 تشرين الثاني حتى 4 كانون الثاني 2021، استهداف 7 مزارع لتربية الدواجن، واعتبرت منظمة الخوذ البيضاء أن التصعيد الروسي على شمال غربي سوريا، والذي استخدمت فيه موسكو سلاح الجو، استهدف لقمة العيش وطارد السوريين، بهدف فرض حالة من عدم الاستقرار وتدمير البنية التحتية وعوامل الإنتاج.

 

المساعدات… وسياسة التجويع

ويأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه روسيا لعدم تمديد تفويض آلية إدخال المساعدات عبر الحدود وتحويلها لصالح إدخال المساعدات عبر خطوط النزاع، أي عبر مناطق سيطرة النظام لتجعل منها سلاحاً بيدها وبيد نظام الأسد وتمارس سياسة التجويع والحصار كما مارستها في درعا والغوطة وداريا والزبداني وحمص وحلب، وكما تمارسها الآن في مخيم الركبان.

 

واعتبر المتحدث، أن ثمة رسائل روسية من خلال الهجمات المكثفة والمركزة، للمجتمع الدولي، تفيد بأن موسكو مستمرة في سياسة القوة والقتل والتدمير، «فكلما رأت تراجعاً وتقهقراً في الموقف الدولي زادت من جرعة الإجرام، فروسيا لا ترى في أجساد السوريين ومنازلهم ومنشآتهم وأي شيء يقدم لهم الحياة إلا ساحة لتجريب أسلحتها، ولا يوجد أي قيمة للأرواح لديها».

 

وفي 4 سبتمبر/أيلول الفائت، قصف النظام وروسيا مدجنة قرب قرية الرامي في جبل الزاوية، ما أدى إلى نفوق 9 آلاف طير، وفي 15 سبتمبر/أيلول الفائت، قصفت مدجنة قرب بلدة زرزور غرب إدلب.

 

كما استهدفت الطائرات الحربية الروسية في 6 تشرين الثاني/نوفمبر ، مدجنة في قرية شادرني في ريف جسر الشغور، أدت إلى نفوق قطيع من الأبقار، ومدجنة شمال مدينة إدلب، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية في صفوف نازحين يقطنونها، واستهدفت مدجنة في محيط مدينة معرة مصرين في 25 ديسمبر الفائت، أسفرت عن أضرار مادية.

 

وفي 26 ديسمبر/كانون الأول الفائت، قصفت المقاتلات الحربية الروسية، مدجنة في دارة عزة، وفي 31 ديسمبر/كانون الأول الفائت، استهدفت الطائرات مدجنة في محمبل، ومدجنة في بلدة كفر دريان في ريف إدلب، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية.

 

وفي 2 يناير/كانون الثاني، قصفت مدجنة بمحيط مدينة إدلب، ما أسفر عن نفوق 3 آلاف طير، واستهدفت الطائرات الروسية، في 3 يناير/كانون الثاني، مدجنة شرق مدينة كفر تخاريم، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المدنيين ونفوق 14 ألف طائر.

 

ووفقاً لإحصائيات دقيقة للخوذ البيضاء، فقد قتل 3 مدنيين وأصيب 11 آخرون بالقصف الروسي خلال الأيام الأربعة الأولى من العام الحالي، والذي استهدف مناطق متفرقة شمال غربي سوريا، كان النصيب الأكبر منها على ريف إدلب الجنوبي والغربي. واستهدف القصف استهدف منزلاً ومخيماً للنازحين قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي في الأول من الشهر الجاري، وأصيب عامل تشغيل في محطة مياه العرشاني في مدينة إدلب ودمرت أجزاء كبيرة من محطة الضخ باستهداف جوي روسي مباشر للمحطة في اليوم الثاني من هذا الشهر.

 

وطال القصف الروسي أيضاً أطراف مدينة إدلب وقرى البارة ومعرطبعي وكنصفرة في ريفها الجنوبي وقرية الجديدة في ريفها الغربي ومنطقة سهل الغاب وقرية العنكاوي في ريف حماة ومحيط مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.

 

قصف روسي متعمد

وشهدت الأشهر القليلة الماضية قصفاً روسياً مباشراً ومتكرراً على مزارع تربية الدواجن في مناطق متفرقة من ريف إدلب الجنوبي والغربي وريف حلب الغربي.

 

وكانت حصيلة ضحايا القصف على مزارع تربية الدواجن منذ تاريخ 11 تشرين الثاني 2021 وفق منظمة الخوذ البيضاء، 8 قتلى من المدنيين و11 مصاباً بالقصف المباشر على 7 مزارع لتربية الدواجن في عدة مناطق شمال غربي سوريا، حيث قتل 5 مدنيين وأصيب 6 آخرون بغارات جوية مباشرة على مدجنة على أطراف مدينة معرة مصرين بتاريخ 11 تشرين الثاني من العام المنصرم، لتعيد الطائرات الروسية استهداف المدجنة نفسها بتاريخ 25 كانون الأول 2021 دون تسجيل إصابات وتُكرِر استهدافها لمدجنة أخرى على أطراف المدينة بتاريخ 27 كانون الأول وتُوقِع قتيلاً من المدنيين و3 مصابين.

 

كـما قـتل مدنيان في مزرعة لتربية الدواجن بمحـيط بـلدة كفردريان شمالي إدلب بغارتين من الطيران الروسي على المدجنة بتاريخ 31 كانون الأول، وأصـيب عامـلان بقــصف جــوي روســي على مدجـنة بين مدينة كفرتخاريم وبلدة أرمناز بتاريخ 3 كانون الثاني 2022 كما تعرضت مزرعة لتربية الأبقار والدجاج بمحيط مدينة دارة عزة لقصف جـوي روسي.

 

ويشكل القصف الروسي المباشر والمتعمد للمنشآت الحيوية بشكل عام ومزارع تربية الدواجن بشكل خاص خطراً على مقومات البقاء ومصادر دخل مئات الأسر في شمال غربي سوريا التي تعد المنتجات الحيوانية مصدر رزق لها، لا سيما بعدما فقدت مصادر رزقها بسبب التهجير وحرب النظام وروسيا على المدنيين خلال السنوات العشر السابقة.

 

كما يهدد القصف الممنهج والتصعيد العسكري، حياة المدنيين في ظل التضييق على المساعدات الإنسانية عبر الحدود وهي سياسة روسية لمحاربة السوريين بكل مسببات البقاء، وهناك تخوف كبير من حملات تهجير ونزوح مع بداية العام الحالي وبظروف شتاء قاسية على من يقطنون الخيام، وسط تعامٍ دولي عن محاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهما بحق السوريين.