الخميس 2017/08/03

في موقف مفاجئ جديد ..المبعوث الأميركي إلى سوريا: المعارضة السورية ليس لها تمثيل سياسي !

في اللقاء الذي جمع يوم 20/7/2017 في عمّان بين المبعوث الأمريكي إلى سوريا مايكل راتني وفصائل الجيش الحر من درعا والقنيطرة، طالبت الفصائل بتعميم الهدنة على جميع المناطق السورية وإيقاف الهجوم على الغوطة الشرقية، وهددت الفصائل في هذه النقطة أنها لن تلتزم بأي اتفاق حال استمرار هذا الهجوم، كما طالبت بالعمل وفق خطة سياسية تضمن رحيل النظام و كبار رموزه المجرمين، وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين، وضمان حق العودة لأهالي المدن المهجّرة إليها، ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الروسي الأمريكي ضمن قرار يصدر من مجلس الأمن، ووضع آليات لمراقبة وقف إطلاق النار.

حول تعميم وقف إطلاق النار تحدث راتني أنه ليس للاتفاق خطوات محددة وأنهم لم يقرروا بعد ما هي الخطوات التالية، وأنه سيتم افتتاح مركز مراقبة في عمان بمشاركة روسية أمريكية أردنية.

من الناحية السياسية تحدث راتني حول الاستراتيجية الأمريكية في عدم السماح بتقسيم سوريا، وأن إسقاط الأسد سيكون وفق عملية سياسية، و أشار إلى أن هناك اختلافاً جوهرياً بين الروس والإيرانيين؛ فالروس يبحثون عن مصالحهم، وسترحل القوات الروسية عن سوريا في النهاية، أما الإيرانيون فينوون تغيير البلاد إيديولوجياً والبقاء فيها.

النقطة المفاجئة التي تحدث عنها راتني هي أن المعارضة السورية ليس لها تمثيل سياسي وأن وفد جنيف لا يعبّر عن المعارضة بشكل حقيقي وأن على فصائل الجيش الحر أن تعمل على اختيار ممثلين عنها ليكونوا هم المفاوضين في المرحلة القادمة.

يأتي تصريح راتني هذا في سياق تعثُّر مفاوضات جنيف جولة تلو أخرى، وعدم تحقيق نتائج تذكر منها، وفيما كانت الدلائل تشير إلى أن عدم جدية النظام في المفاوضات هو سبب فشلها، فإن كلام راتني يعتبر مجحفاً في تحميل المعارضة هذا الفشل، وبسبب شبه خارج عن إرادتها وهو قضية التمثيل التي تتدخل فيها العديد من الدول كما هو معلوم.

كذلك يأتي التصريح في ظل ترقب المبادرة الفرنسية التي تطرح إيقاف مسار جنيف، وعمل مجموعة اتصال دولية مصغرة، تضم روسيا وأمريكا، وفرنسا، وتركيا، وإيران، والسعودية، وفتح مسار جديد برعاية مجموعة الاتصال هذه.

وبغض النظر عن قضية التمثيل الحقيقي من عدمه، والذي بقي معضلة تواجه السوريين، وذريعة للمماطلة في إيجاد حل سياسي وفق بيان جنيف والقرارات الأممية، فإن كلام راتني حول تغليب التمثيل العسكري في المفاوضات يعتبر انحرافاً خطيراً في السياسات الأمريكية التي لم تكن تمنح الروس والإيرانيين والنظام، فرصة استثمار مكاسبهم العسكرية على طاولة المفاوضات، وهي اليوم توحي أن الأمر الواقع على الأرض سيفرض شروطه الجديدة، التي ستكون أقرب إلى الاستسلام، وهو الذي يوقّع عليه العسكريون المنهزمون في ساحة المعركة عادة.