الأثنين 2019/11/18

“فايننشال تايمز” : هذا ما قدمته “نبع السلام” لأردوغان داخل تركيا

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريراً لمراسلتها في إسطنبول "لورا بيتل" قالت فيه إن التوغل التركي في سوريا، جلب منافع مختلطة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقالت إن الدعم العام للحملة العسكرية قدم للرئيس التركي ارتفاعا محدودا في الدعم الشعبي له داخل تركيا.

وقالت "بيتل" إن الفورة الوطنية التي رافقت الحملة العسكرية في سوريا بدأت تخف. وبالنسبة لزعيم يتعرض لضغوط ويواجه مشاكل اقتصادية ونكسات في الانتخابات المحلّية، فقد جلبت الحملة العسكرية تحولاً في الخطاب والحماسة الوطنية. ففي الوقت الذي شجبت فيه الدول الأجنبية، فإن حملة أردوغان ضد الأكراد تحظى بدعم، خاصة أن أنقرة تتعامل معهم كجماعة إرهابية.

وتقول "شيرين سيلفين" مديرة مركز "اسطنبول بول": "خلال العملية، خاصة في الأسبوعين الثاني والثالث كان الجميع يتحدثون عنها" و "حصل أردوغان على مساحة ووقت للمناورة".

واليوم وبعد نهاية العمليات العسكرية، يقول المحللون السياسيون إن أردوغان لم يحصل إلا على دعم قليل.

ووجد استطلاع أجرته شركة الاستشارات "أبحاث اسطنبول الاقتصادية" أن 79% من الناخبين اعتبروا العملية ناجحة. ولم يتغير الدعم لأردوغان وحزبه حيث حصلا على زيادة نسبة 2%.

وفي استطلاع آخر قامت به شركة ميتروبول أعطت الرئيس أربع نقاط جديدة من ناحية الأداء.

ويقول شان سلجوقي: "في العادة يُتوقع زيادة أكبر مما حدث"، مشيرا إلى أن السياسة التركية تعيش الآن مأزقا "وتبدو هكذا مهما قالت المعارضة وفعلت ولا تؤثر على التصويت لهم".

وربما انتفع اردوغان بطرق مختلفة من العملية خاصة الضغوط التي وضعها على المعارضة من العملية العسكرية.

فأحد الأسباب التي أدت إلى هزيمة الحزب في اسطنبول وبقية المدن الكبرى في انتخابات آذار الماضي، هو تجمع أحزاب المعارضة في كتلة واحدة. ولعب "حزب الشعوب الديمقراطي" الذي يعتمد في دعمه على الأقلية الكردية دورا مهماً في دفع الأكراد للتصويت لمرشحي "حزب الشعب الجمهوري".

وكان حزب الشعب الجمهوري واحدا من الأحزاب التي دعمت العملية العسكرية فيما رفضها حزب الشعب الديمقراطي وبقوة. وقال نائب رئيس الحزب أزاد باريس "طبعا فقد أثرت بطريقة سلبية على العلاقة مع حزب الشعب الجمهوري". وفي الوقت الحالي فمعظم مؤيدي الحزب هم في شرق تركيا و "لا يريدون سماع أي شيء عن حزب الشعب الجمهوري".

وتصريحات كهذه ستفرح الرئيس أردوغان والذي قال الشهر الماضي إنه يتطلع لكسر تحالف المعارضة ووصف الأمر بـ "المهم جدا جدا".

ومع أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستعقد في عام 2023 إلا أن الكثيرين في الدوائر السياسية التركية يعتقدون أنها ستحدث قريبا. فأردوغان يظل سياسيا مناوراً سيطر على السياسة التركية لمدة 17 عاما ويظهر دائما وكأنه في حملات انتخابية.