الأثنين 2021/12/06

“غوانتانامو” الأطفال في سوريا.. بتمويل بريطاني

قالت صحيفة "تلغراف" إن بريطانيا تموّل السجون السورية التي تحتجز مئات الأطفال من أبناء مقاتلي تنظيم "داعش"، واصفةً تلك السجون بـ"غوانتانامو للأطفال"، مشيرةً إلى أن بريطانيا لم تفِ بوعودها بإعادة القاصرين البريطانيين إلى البلاد.

 

وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير، إن بريطانيا قدمت 20 مليون دولار لتحسين الظروف في السجون "القذرة" و"المكتظة" في شمال شرقي سوريا، التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

 

وأضافت أن قسد احتجزت نحو 70 ألف سجين بعد انتهاء معركتها ضد داعش في عام 2019، غالبيتهم العظمى من الأطفال، وهم محتجزون في مركزي احتجاز كبيرين مع أمهاتهم.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا تحدثت عن إعادة القاصرين غير المصحوبين بذويهم، الذين كان آباؤهم من مواطني المملكة المتحدة، لكن ما يقدر بنحو 60 قاصراً لا يزالون في سوريا.

 

ونقلت الصحيفة عن مديرة منظمة "ريبريف" الخيرية القانونية التي تدافع عن النساء والأطفال المحتجزين في شمال شرقي سوريا مايا فوا، قولها إن "حقيقة أن الحكومة البريطانية تستخدم أموال دافعي الضرائب لدفع تكاليف نمو الأطفال خلف الأسلاك الشائكة في سجون مكتظة، هو أمر مرعب". وأضافت فوا أن "بريطانيا تعمل بشكل فعال على إنشاء غوانتانامو للأطفال في سوريا".

 

وتابعت الصحيفة: "توصف بعض الفتيات المسجونات بأنهم جنود أطفال أي مشروع مقاتلين جدد في صفوف التنظيم، بينما يُعتبر البعض الآخر مجرد مقاتلين عاديين وهؤلاء أيضاً خطرون".

 

وأشارت إلى أن مسؤولي تلك السجون، ينظرون إلى قضية الأطفال من منظور أمني، ويعتبرونها شديدة الحساسية، "حيث ترفض قوات قسد الكشف عن داخل السجون التي يحتجز فيها الأطفال"، فيما تحدث مسؤولو قسد عن مخاطر أمنية ومخاوف من تسريب معلومات لداعش عبر الخلايا النائمة.

 

ولفتت إلى أنه "رغم كافة الأموال التي دفعت، لا يحتوي مركز حلات الذي تم افتتاحه حديثاً على منهج لإزالة التطرف"، إلا أنه "يعلم الأطفال دروساً ابتدائية في اللغة الإنكليزية والعربية والرياضيات".

 

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن الأوضاع في السجون التي يحتجز فيها الأطفال "بغيضة"، فهناك تعذيب ومعاملة لا إنسانية.

 

وأشار التقرير إلى أن الأولاد يعانون من مأوى مكتظ غير ملائم، حيث لا توجد أسرة، ولا تصل أشعة الشمس، وأيضاً لا يوجد مراحيض كافية، كما لا يمكنهم الاستحمام.

 

من جهتها، ذكرت المسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب فيونوالا ني أولين أن "العديد من الأطفال محتجزون دون شمس أو استحمام"، و"هم معرّضون لمرض السل وفيروس كورونا وأمراض معدية أخرى"، مضيفةً أن "الأطفال لا يتحملون هذه الظروف".

 

من جانبه، قال القيادي في قسد ريدور خليل لصحيفة "تلغراف": "لقد قاتلنا تنظيم داعش مع العالم، لكننا الآن تُركنا للتعامل مع التداعيات بمفردنا"، داعياً المجتمع الدولي إلى إيجاد "حل دائم لهذه المشكلة".

 

وأضاف خليل أن 700 طفل مرتبطين بتنظيم داعش احتُجزوا في مراكز احتجاز عسكرية معظمهم من الجنسيات السورية والعراقية. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تشرف على وضعهم، على الرغم من أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تقول إنه ليس لديها إمكانية الوصول المباشر إلى الأطفال المحتجزين في شمال شرقي سوريا.

 

وفي 14 تشرين الاول/أكتوبر، اتهمت منظمة الحقوق والأمن الدولية بريطانيا بـ"التواطؤ في التعذيب" بسبب رفضها إعادة النساء والأطفال المحتجزين في مخيمات في سوريا.

 

وقالت المنظمة في تقرير، إن عدد الأطفال والنساء المحتجزين من دول خارج العراق وسوريا، يُقدّر بـ12 ألف طفل وامرأة في مخيمي "الهول" و"الروج" في شمال شرقي سوريا على أساس صلة مفترضة بتنظيم "داعش" من دون تهمة أو إمكانية المحاكمة. وما يقرب من ثلثي الأطفال دون سن 12، والعديد منهم دون سن الخامسة.