الأثنين 2020/05/18

ضابط سابق في “مخابرات الأسد” يدافع عن نفسه أمام محكمة ألمانية

نفى ضابط كبير سابق تابع لجهاز "المخابرات" في نظام الأسد، تهماً وُجهت إليه بقتل وتعذيب معتقلين، خلال إداراته أحد المعتقلات في العاصمة السورية دمشق.

جاء ذلك في إفادة مكتوبة رفعها "العقيد أنور رسلان"، خلال جلسة لمحاكمته في ألمانيا، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقالت الإفادة التي تلاها محامي المتهم إنه رسلان (57 عاماً) "لم يتعرّض بالضرب أو التعذيب" لسجناء في "فرع الخطيب"، وهو مركز توقيف تابع لمخابرات الأسد في دمشق.

ودافع "رسلان" عن نفسه بأنه "لم يتصرّف يوما بلاإنسانية" ولم يعذّب سجناء بل "ساعد في تحرير" معتقلين كثر كانوا قد أوقفوا خلال الثورة الشعبية ضد بشار الأسد منذ 2011.

كما نفى القيام بارتكاب "عمليات اغتصاب"، وقال إنه "لم ولن يتغاضى" عن انتهاكات نظام الأسد، وإنه شعر "بالأسف والتعاطف" مع الضحايا.

والمحاكمة الجارية في محكمة كوبلنس غرب ألمانيا منذ 23 أيار/مايو الجاري، تعد الأولى من نوعها عالمياً، في محاسبة ضباط عملوا في الأجهزة القمعية لنظام الأسد.

ويتوقع أن تستمر فصول المحاكمة حتى أيلول سبتمبر القادم، ويقف أمام القضاء فيها إلى جانب "أنور رسلان" المتّهم بالإشراف على قتل 58 شخصاً وتعذيب أربعة آلاف آخرين، ضابط آخر يدعى "إياد الغريب" (43 سنة) متهم بـ"التواطؤ" في ارتكاب هذه الجرائم، وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض عليهما في شباط 2019، بعد تحقيق مشترك مع المخابرات الفرنسية.

وانشق العقيد السابق "رسلان" عن مخابرات النظام عام 2012، قبل أن يصل إلى ألمانيا في 26 تموز/يوليو 2014 كلاجئ، وقاد قسم التحقيقات في "الفرع 231" التابع لمخابرات الأسد في العاصمة دمشق (المعروف باسم فرع الخطيب)، ويتهمه الادعاء الألماني بارتكاب آلاف عمليات التعذيب، إضافة إلى عمليات قتل واغتصاب.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن "فولفغانغ كاليك" الأمين العام لـ"المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان" المنظمة غير الحكومية الألمانية، قوله إن المحاكمة تشكل "خطوة مهمة وبداية النظر في جرائم نظام الأسد أمام محكمة عليا ألمانية".

ولفت "كاليك" إلى أن المتهم الرئيسي في القضية "ليس حارس سجن بسيطاً بل شخص تولى بحسب النيابة العامة مهام إدارية" في نظام الأسد.

وتطبق عدة دول بينها ألمانيا وفرنسا، مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي يسمح لدولة ما بمقاضاة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية بغض النظر عن جنسيتهم أو مكان تنفيذ جريمتهم.

وأكد المدعي العام جاسبر كلينغه- بحسب وكالة الأنباء الفرنسية- أن رسلان "كان يعلم حجم أعمال التعذيب" التي كانت ترتكب في المركز الذي يشرف عليه لانتزاع "اعترافات ومعلومات حول المعارضة" السورية.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت مع انطلاق المحاكمة، إنها "هي فرصة مهمة لتحقيق العدالة للضحايا".

وأوضحت بلقيس جراح، مستشارة في برنامج العدالة الدولية في "هيومن رايتس ووتش أن "هذه المحاكمة هي لحظة فاصلة بالنسبة إلى الضحايا المصممين على تحقيق العدالة عن الجرائم التي ارتُكبَت بحقهم في سوريا. ينبغي أن تكون إجراءات اليوم بمثابة تذكير مهم بالحاجة إلى القيام بالمزيد لضمان المساءلة عن الفظائع المروعة للصراع".

ليصلك كل جديد.. الاشتراك بتلغرام قناة الجسر https://t.me/aljisr