الثلاثاء 2022/03/22

شبح الجوع يداهم مخيم الركبان المحاصر ولا حلول في الأفق

يُواجه قاطنو مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ"55" كم شرق محافظة حمص، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، مرحلة جديدة من الحصار المفروض من قبل قوات النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية، من خلال منع إدخال مادة الطحين وبعض السلع الأساسية.

 

واقع أجبر العديد من العوائل على مغادرة الركبان باتجاه مناطق سيطرة النظام دون وجود أي ضمانات أمنية لعدم تعرضهم للاعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية والعسكرية.

 

ماهر العلي، رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، قال في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثلاث عوائل وعدة شبان غادروا مخيم الركبان خلال الأيام القليلة الماضية بسبب انعدام تام لمادة الطحين في المخيم، وانقطاع بعض المواد الغذائية الأخرى، مثل البرغل والأرز والعدس والزيت"، مُشيراً إلى أن "الفرن الوحيد في مخيم الركبان مُغلق منذ أسبوع بسبب عدم توفر مادة الطحين جراء الحصار المفروض من قبل قوات النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية على المخيم، ومنع إدخال مادة الطحين وبعض المواد الغذائية إلى المخيم أو منطقة الـ55 كم".

 

وأكد العلي أن سعر ربطة الخبر (ثمانية أرغفة) داخل المخيم بلغ 2000 ليرة سورية (الدولار الأميركي يساوي 3.860 ليرة سورية)، وحالياً لا توجد أفران تعمل لتحضير الخبز وبيعه للأهالي بسبب فقدان مادة الطحين"، مُشيراً إلى أن "بعض الأهالي لجأوا إلى تحضير الخبز على التنور والصاج، إن توفر لديهم الطحين".

 

ولفت العلي إلى أن جميع أسعار السلع الأساسية ارتفعت أضعافاً خلال الأيام القليلة الماضية بسبب الحصار المفروض على المخيم، موضحاً أن "سعر كيس السكر بلغ 190000 ليرة سورية، وكيس الطحين وصل سعره إلى 150000 ليرة سورية، وعلبة الزيت الكبيرة وصل سعرها إلى 30000، وكيلوغرام الأرز العادي بلغ سعره 5000، وأرز الكبسة بلغ سعر الكيلوغرام منه 8500، وكيلو البرغل 4500، وكيس عدس عشرة كيلوغرام70000، ودبس البندورة 2 كيلوغرام 20000، وكيلوغرام اللحم 27000، وكيس فوط الأطفال 75000، وعلبة حليب الأطفال 25000، ولتر المازوت 5000، ولتر البنزين 6000، وأسطوانة الغاز 175000".

 

وأشار العلي إلى أن "هذا الحصار إذا استمر لفترة أطول، سوف يجبر العديد من العوائل على مغادرة المخيم ومنطقة الـ55"، مشدداً على أن "جُل العائلات القابعة في مخيم الركبان تحت خطر الفقر، وليس لديها أي مردود مادي لتقتات منه وتُعيل أفرادها"، مُشيراً إلى أن "عدد قاطني مخيم الركبان تراجع إلى 3500 شخص بسبب مغادرة العديد من العوائل منذ بداية العام الجديد نتيجة فقدان أبسط مقومات الحياة في مخيم الركبان".

 

وطالب العلي "قوات التحالف الدولي بمساعدة قاطني مخيم الركبان وتوفير مادة الطحين للأهالي، وتوفير مياه الشرب، ودعم الآبار الارتوازية لاستخراج المياه للأهالي دون دفع مبالغ مالية كبيرة للحصول على المياه"، مشدداً على "العمل على عزل بعض العوائل المحسوبة على فصيل مغاوير الثورة المدعوم من التحالف عن المخيم، ومعاملة قاطني المخيم بالمعاملة نفسها مع تلك العوائل المنكوبة".

 

من جهته، قال أبو بدر الحديدي، وهو أحد قاطني مخيم الركبان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "وضع مخيم الركبان مأساوي جداً. الطحين غير موجود في المخيم وسعر ربطة الخبز وصل إلى 2000 ليرة سورية، وربما في الأيام القادمة سوف يصبح سعر الربطة أكثر من ذلك بسبب الحصار المفروض".

 

وأضاف الحديدي، وهو نازح من مدينة تدمر: "عائلتي مؤلفة من ثمانية أشخاص، وبالنسبة للمصاريف فأنا لدي أقارب في الخارج يرسلون لنا الأموال في كل فترة، وإذا لم يرسلوا فسوف نكون بلا طعام، وهذا هو الواقع الحقيقي".

 

وأشار الحديدي إلى أن "جميع المواد التموينية غير موجودة في المخيم، وهناك بعض المواد موجودة ولكن بكميات ضئيلة جداً بسبب احتكار التجار وحصار النظام للمخيم".