الأثنين 2021/08/09

سوريون يحلمون بالسفر.. و”الممانعة” تتهمهم بالخيانة!

أثار هاشتاغ بسيط في مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو السوريين للسفر من البلاد إن استطاعوا، غضباً واسعاً بين الصحافيين الموالين للنظام والصفحات التابعة لمحور "الممانعة" عموماً، تحولت لاحقاً إلى حملة تخوين لكل من يفكر بمغادرة "حضن الوطن".

 

#سافر_ولا_تتردد يكرر السوريون في الداخل السوري بالتوازي مع تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية بسبب سياسات النظام، وهو ما كانت الحملة مدركة له وتشير إليه بشكل صريح يخالف الرواية الرسمية التي تربط أزمات الكهرباء والخبز والمحروقات وغيرها بالعقوبات الغربية فقط، ما يفسر الغضب الرسمي من الحملة.

 

وأعدت قناة "العالم" الإيرانية تقريراً اعتبرت فيه أن السوريين يجب أن يجتمعوا على شعورهم بالفخر بسبب "صمودهم" رغم "خساراتهم"، معتبرة أن الحملة مستفزة لأنها تقول صراحة أن "الغرب لا يتآمر علينا" مضيفة أنه يجب التصدي لهذه الأفكار "الوقحة" عبر إطلاق حملات مضادة للقول أن السوريين أقوياء وأن الوطن ليس رخيصاً.

 

هذا الكلام بالطبع لا يخص اللاجئين والمعارضين، بل هو موجه إلى جمهور الموالين تحديداً، والذين يصور النظام نفسه راعياً لهم بموازاة بحثه عن الشرعية الشعبية. وفيما يمكن اعتبار السوريين في الداخل رهائن لهذا النظام، مع صعوبة الخروج من البلاد وتحصيل جواز للسفر والموافقات الأمنية والعسكرية، فإن الحملة ككل تبدو لكثيرين أشبه بالأمنيات، وهو ما كان واضحاً في منشورات كثيرة تحسرت على الواقع الذي لا يمكن الخلاص منه بسهولة من جهة، والذي يعتبر مجرد الحديث عنه جريمة من جهة ثانية.

 

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، ارتفعت نسب الفقر في سوريا لتطاول 85% من سكان البلاد، فيما بات الأمن الغذائي أكبر مشكلة تواجه السوريين حيث يُقدر برنامج الأغذية العالمي أن ما لا يقل عن 12.4 مليون شخص، أي 60% من السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي والجوع، بزيادة قدرها 4.5 ملايين شخص خلال عام واحد فقط.

على أن خطاب عاملين في الإعلام الرسمي وشخصيات مشهورة بتشبيحها لنظام الأسد في "تويتر" تحدثت عن اللاجئين بالطبع على اعتبارهم "أشخاصاً وضيعين يعيشون بلا كرامة كعالة على دافعي الضرائب في الدول الأوروبية"، وهو كلامٌ مردود على أصحابه بالطبع وأثار سخرية من السوريين عموماً الذين تحدثوا عن واجبات الدولة أمام سكانها حتى لو لم يكونوا من المواطنين أصلاً، ليلوح الممانعون بالعبارة الخشبية التقليدية: "الوطن ليس فندقاً".