الثلاثاء 2021/05/18

سوريا.. الدجاج ينضم إلى “قائمة الحرمان”

يخسر السوريون، يوماً بعد آخر، مكونات سلّتهم الغذائية جزئياً أو كلياً، في ظل ارتفاع الأسعار المتواصل بشكل شبه يومي، حتى تحولت اللحوم إلى ترف بعيد المنال عن معظم العائلات، وإن كان أول ما حرموا منه هو الأسماك، فإنّ اللحوم الحمراء سرعان ما لحقت بها، لينضم الدجاج إلى "قائمة الحرمان".

 

وتسجل أسعار لحوم الدجاج ارتفاعات كبيرة في السوق، بحسب أحمد عبد الحي، وهو موظف في القطاع الخاص، مضيفاً: "لقد أصبح شراء اللحوم ضرباً من الخيال، فمن هي العائلة التي تستطيع شراء كيلوغرام واحد من الدجاج لتضعه في وجباتها، وهي كمية غير كافية أساساً، بعدما وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى نحو تسعة آلاف ليرة، فيما الراتب الشهري للغالبية من الموظفين لا تتجاوز 60 ألف ليرة (سعر صرف الدولار = نحو 3190 ليرة سورية)؟".

 

يتابع عبد الحيّ، في حديثه لـ"العربي الجديد": "غالباً، باتت لدى العائلات السورية مداخيل عدة إلى جانب الراتب، منها المساعدات العينية من المنظمات والجمعيات، والحوالات من اللاجئين والمغتربين، إضافة إلى العديد من الأشخاص ممن يعملون في أعمال إضافية غالباً ما تستغرق وقتاً طويلاً، وفي ظلّ ظروف عمل قاسية".

 

ويضيف قائلا " وبالرغم من كلّ ذلك، فإنّ غالبية العائلات لا تستطيع شراء حاجتها من الفروج (الدجاج) أو اللحمة (المواشي)، وحتى الفواكه أصبحت كماليات".

 

وبلغ سعر كيلوغرام الفروج المذبوح مع بداية الأسبوع أكثر من 8200 ليرة سورية، ومن بينها كيلوغرام الشرحات (صدر أو سفاين) 9500 ليرة، والدبوس (جزء من الفخذ) 8500، وقد سجل الفروج انخفاضاً جزئياً بالنسبة للأسعار، الأسبوع الماضي، لكن ما زالت بعيدة عن متناول اليد.

 

وكان وزير الزراعة في حكومة نظام بشار الأسد، محمد حسان قطنا، وصف قبل أيام، بحسب ما نشرته إحدى الصحف المحلية، المشكلة بالتراكمية، بدأت بالتأثر بزيادة سعر صرف الدولار، واستغلال التجار الوضع وبيع الأعلاف بأسعار عالية، الأمر الذي انعكس على ارتفاع تكاليف الإنتاج.

 

وأشار وزير الزراعة في حكومة النظام، إلى أنّ المشكلة حالياً ليست في تكلفة إنتاج الفروج والتي تتعلق بأسعار الأعلاف، وإنّما بالدجاج البيّاض (الأمّهات)، الذي ينتج البيض المخصص لتفقيس الصيصان (الكتاكيت)، والتي تتراوح دورة حياتها بين 70 و76 أسبوعاً، فقد أثر عليها ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير، ما تسبب في عدم تمكّن المربي من تأمين الأعلاف لها بشكل كافٍ، ما دفع المربين الذين لم يعودوا قادرين على تأمين احتياج قطعانها من العلف إلى ذبحها، الأمر الذي انعكس على انخفاض إنتاج الصيصان.

 

ولفت إلى تداخلات أخرى ساهمت في هذه المشكلة، منها عدم تمكن المربين من تصدير الصيصان إلى دول الجوار خلال فترة ارتفاع أسعار الأعلاف، ما تسبب في انخفاض سعر الصوص إلى 300 ليرة، وبالتالي لم يعد لدى المداجن القدرة على الاستمرار في التربية، ودفع البعض إلى ذبح الدجاج البيّاض، ما أدى إلى انخفاض أعداد الصيصان، وبالتالي انعكس حالياً على أسعار اللحوم.

 

وقال الوزير إنّ الوضع حالياً أفضل، ووعد بأنّ التحسن سيظهر بعد 45 يوماً بشكل ملحوظ، خصوصاً مع عودة إنتاج الصيصان وعودة بعض المداجن إلى العمل.

 

ويعاني السوريون من أزمات معيشية خانقة رغم وعود النظام المتكررة بتحسين الأوضاع الاقتصادية.