الخميس 2018/07/05

روسيا تتمسك بالوجود الإيراني في سوريا

تتجه الأنظار نحو قمة 16 يوليو/ تموز في هلسنكي الفنلندية، بين الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في ظلّ الحديث عن تصدّر الملف السوري جدول أعمال القمة، بينما تراوح المفاوضات على الجنوب السوري، وخصوصاً درعا، مكانها، وسط استمرار القصف وحملة نظام الأسد ، وإن بوتيرة أقل.

وكان لافتاً بدء الروس بوضع شروطهم المسبقة على قمة بوتين وترامب، مع إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "المطالبة بانسحاب إيران الكامل من سوريا غير واقعية"، موضحاً عقب اجتماع مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، في موسكو، أمس، أن "إيران واحدة من القوى الرئيسية في المنطقة وأنه من غير المنطقي على الإطلاق توقّع تخليها عن مصالحها".

ويعني الموقف الروسي، إما أن الروس يريدون ثمناً محدداً لدفع إيران للانسحاب من سوريا، أو أنهم مستعدون لإبعادهم عن الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة فقط، من دون المساس بوجودها الكامل في سوريا.

وضع قد يطرح رداً أميركياً حول قاعدة التنف، عبر التراجع عن قرار انسحاب القوات الأميركية منها. مع العلم أن إسرائيل تكرّر أنها لن تتسامح مع وجود عسكري إيراني في سوريا، كما شنّت ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية هناك في الأشهر الأخيرة، بموافقة روسية مسبقة في أغلب الأحيان، وفق ما أعلن رسمياً.

ومع تكثيف التحرّكات الإقليمية والدولية من أجل تفادي مواجهة عسكرية أشمل في الجنوب السوري، تتحرّك روسيا من أجل فرض شروطها على المعارضة السورية التي لا تزال تتمسّك بموقفها الرافض لتسوية هي أقرب إلى الاستسلام، مستفيدة من وضع استثنائي يتمتع به الجنوب السوري المتاخم للأردن الذي يحاول تجنّب امتداد تبعات الحرب إلى أراضيه.

وحاولت عمّان وموسكو تجسير الهوة بينهما في ما يخص هذا الملف، حين قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "روسيا تقيّم الجهود التي تبذلها الأردن لتحقيق المصالحة بين قوات النظام  والمعارضة في الجنوب السوري"، مضيفاً في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، أمس الأربعاء، في موسكو، أن "روسيا والأردن أكدا في محادثاتهما ضرورة تنفيذ الاتفاقات الخاصة بالمنطقة الجنوبية لخفض التصعيد في جميع بنودها، بما فيها مكافحة الإرهاب".

ودعا الوزير الروسي "جميع اللاعبين الدوليين لتقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا، من دون شروط سياسية مسبقة"، مضيفاً: "ناقشنا هذه المسألة (المساعدات للاجئين) التي لا تزال تثير قلقاً في الأردن.

وأقصد هنا وجود مئات آلاف اللاجئين السوريين في أراضي الأردن. وتدل بعض التقديرات على أن عددهم يبلغ مليوناً ومئتي ألف شخص. كما أنه يوجد هناك ازدحام للاجئين على الجزء السوري من الحدود بين البلدين".

وأدى القصف الجوي الروسي منذ 21 يونيو/ حزيران الماضي إلى تشريد أكثر من 300 ألف مدني في الجنوب السوري، ما أدى إلى تعميق مأساة السوريين في تلك المنطقة.

واستغلّ الوزير الروسي مأساة اللاجئين التي تتسبب بها بلاده، إلى الدعوة لرفع العقوبات المفروضة على النظام من قبل الدول الغربية، مدعياً أنها "تعرقل إنشاء ظروف اقتصادية طبيعية وعودة اللاجئين".

ورجّح لافروف مناقشة كل القضايا المتعلقة بسوريا في قمة بوتين ـ ترامب، مشيراً إلى أن "موسكو وواشنطن اتفقتا على أن يلتقي بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد القمة".