الأربعاء 2020/12/16

روبرت فورد: نظام الأسد وحشي ومسؤول عن الكثير من جرائم الحرب والمجازر المدنية

قال السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، إنه يرى ضغوطاً أمريكية متزايدة في سوريا، في الوقت الذي لا يلمس فيه أي إنجازات تساعد الجانب الأميركي على المدى البعيد، أو ربما تساعد السواد الأعظم من المدنيين السوريين في شيء.

وجاء حديث فورد، في مقال بصحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأربعاء، تعليقاً على ما قاله المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جويل رايبورن، أمام إحدى لجان الكونغرس في الأسبوع الماضي، بأن الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة في سوريا، وانسحاب القوات الإيرانية من هناك، مع الوصول إلى حل سياسي دائم للأزمة السورية، باتت جميعها في "متناول الأيدي".

وانتقد فورد، حالة عدم الالتزام السياسية لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في دعم وتمويل (قسد)، والتي كان قد أشار إليها المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، عندما قال إن القوات الأمريكية أسقطت تنظيم الدولة وحافظت على وجودها في سوريا، لأن الحكومة الأميركية ترغب في أن تستفيد الوحدات الكردية السورية من العائدات النفطية هناك.

وأبدى فورد استغرابه من تصريحات فريق ترامب، حول العقوبات الدولية على النظام ، واعتبارها مؤشراً واضحاً على النجاح الأميركي في سوريا.

وتساءل "لماذا يعتبر اصطفاف المواطنين السوريين في طوابير طويلة ومرهقة من أجل شراء الاحتياجات الأساسية مثل الخبز والوقود من إنجازات ونجاحات الولايات المتحدة".

وعكس حقيقة العقوبات الأمريكية "بوضوح"، أن بشار الأسد، "لا يزال يرفض تنفيذ الإصلاحات السياسية الجادة في البلاد"، مؤكداً أن "نظام الأسد وزمرته الفاسدة لا يمكنهم بحال قبول إملاءات الإصلاح والمساءلة"، بحسب فورد.

وتأمل الحكومة الأميركية في أن ينبع التغيير من داخل النظام نفسه، غير أن "انسحاب رامي مخلوف من الزمرة السورية المقربة من الرئيس ينبغي أن يعتبر درساً واضحاً تتلقاه واشنطن".

وشدد فورد على أن "وجود الطوابير من أجل شراء الخبز لا تعني أبداً أن هناك صفقة سياسية وشيكة أو انتصاراً أميركياً بات في متناول الأيدي في سوريا".

وأفاد أن أغلب الطبقة السياسية في واشنطن تساند فرض العقوبات على النظام ، غير أنهم "يسارعون في نفس الوقت إلى الزعم بأن العقوبات الاقتصادية غير ذات تأثير على المدنيين السوريين العاديين".

واعتبر أنه ينبغي على المعسكر المؤيد للعقوبات الاقتصادية في واشنطن أن يلتزم المصداقية بأن "العقوبات تزيد من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية".

وأعرب المسؤول الأمريكي السابق عن أسفه لوجود "فجوة كبيرة في الاستراتيجية الأميركية لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا، فلقد أصبح التنظيم أكثر ضعفاً ووهناً إلى شرق الفرات الذي تسيطر عليه القوات الأميركية وشركاؤها"، بينما أصبح التنظيم "أقوى" غربي الفرات.

ورأى أن "الإجراءات الأميركية الرامية إلى إجبار نظام الأسد على تقديم التنازلات السياسية ووقف الهجمات على المدنيين، تؤدي إلى إلحاق المزيد من الأضرار بالمدنيين السوريين أنفسهم، فضلاً عن تعقيد مجريات القتال ضد التنظيم الإرهابي هناك".

وأشار إلى أن النظام "يواصل أيضاً الهجوم على محافظة إدلب مع مقتل المزيد من المدنيين السوريين بصورة يومية"، مضيفاً "إنه نظام وحشي مسؤول عن الكثير من جرائم الحرب والمجازر المدنية".

ودعا فورد، إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إلى "التفكير العميق في حقيقة الأولويات الأميركية في سوريا، والآثار المترتبة على سياسات إدارة الرئيس ترامب هناك، وحقيقة ما يمكن، وما لا يمكن، للولايات المتحدة إنجازه على أرض الواقع في سوريا".